أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مريم نجمه - سريانيات : الألحان السريانية السورية - 8















المزيد.....

سريانيات : الألحان السريانية السورية - 8


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 4871 - 2015 / 7 / 19 - 20:38
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



أعرف تاريخك -
لست موسيقية , بل هاوية وقارئة , أحترم موسيقى الشعوب كلها وأصغي لها وأعشقها , خاصة الألحان و الموسيقى السريانية - والعربية -
الموسيقى لغة عالمية , وقد أصبحت لغة التعارف الراقية بين الشعوب , خاصة في عصرنا المفتوح على كل الشعوب ووسائل النقل والتواصل الحديثة , باللغات والمهرجانات والحفلات والفيديوهات واللقاءات الفردية والجماعية وغيرها وغيرها الكثير .

الأذن تتغذى وتطرب بالألحان الجميلة العذبة كذلك العين ترتاح وتصفو بالمناظر الطبيعية الأخاذة , وأيضاً العقل يتغذى والفكر ينمو عندما يحاط بجو من الثقافة والأدب والشعر والروايات التي تأخذك إلى عالم التخيل والدهشة والتعابير الممشوقة , كلها ضرورية لحياة الإنسان وتهذيبه ورقيه ...... فلنتعرف على جذورنا الموسيقية الجزيلة وقوانينها ونظمها كما يصفها لنا الكاتب سمير عبدة مشكوراً في كتايه الثمين ..
أمام الموسيقى الجنائزية اليومية التي يعيشها شعبنا السوري من قوة السلاح الدولي وحقده , وكابوس النظام وبراميله وصواريخه , ومن صراخ المعتقلين والمعتقلات وآهات الحزانى والموجوعين .. علينا أن نبحث عن لغة جديدة نحاكي بها( شعوب ) العالم والأجيال التي ستأتي وتكمل المشوار مشوار الحرية وتعميقها بالكلمة واللحن والتربية وكل مل يوحي ويخلق فينا الأمل والفرح لنواصل الإستمرار على طريق الكرامة والوطن المحرر من أنظمة الإستبداد والرجعية الكالحة المتعفنة ............إنها لوحة موسيقية ثمينة من ماضينا الموسيقي الزاخر بالعطاء والجمال والترانيم .. تاريخنا الحضاري الذي نفتخر ونتباهى به , الذين يحاولون طمس وسرقة حضارتنا بقوة السلاح والإقتلاع الدولي - والاقليمي الخبيث لمساندة ودعم النظام الأسدي الدموي الفاشي , الساقط شعبيا وقانونيا .
يسعدني أن أنقل للقراء اليوم جزء من هذا الجمال , الإرث الموسيقي السوري الآرامي السرياني , والإضاءة عليه بين الحين والآخر , فعلاً أعتبره نضال وطني تاريخي ثقافي من نوع آخر ..

********

- ( حين يسمع أحدنا الألحان السريانية السورية يكون في صلاة وابتهال , ومع شفافية هذه الألحان نكون في اتصال مباشرمع الكون وأسراره .. في لقاء مقدس مع الخالق .
السرّ في الألحان السريانية أنها لا تدفعك الى التصفيق , بل إلى الصمت والتأمل والخشوع والوقار , لأنها تنقلك إلى نورانية باهرة حتمت على نفسك السجود , فتشعر عندها بالفرح والسعادة والطمأنينة والهدوء والسلام .. تشعر أنك ذلك المخلوق الذي يتلمس طريق المعرفة ليتبين نفسه ويدرك حقيقته أمام عظمة الإله .

الألحان السريانية وجُلها ألحان كنسية توحي لنا بصعود نحو فردوس . ذي صبغة روحية متزايدة مع غزو الإنسان سمته الروحية الخالصة , وهذه الوظيفة التي هي بآن واحد وظيفة كونية وأخروية ونفسية وعلاجية , وظيفة تصعدية . .
والصلة بين الألحان السريانية والأرض السورية كما هي صلة الأم مع طفلها , من الموضوعات التي تعنينا بوجه خاص , ومن الواجب لفهم هذه الصلة فهماً كاملاً , أن يكون المرء على جانب من العلم لا بتطور الموسيقى العربية , بل أن يكون كذلك على علم بحالة الثقافة والمجتمع في سورية إبان العصر الآرامي - السرياني , حيث النغم هو حضور إنه كالفعل , يخلق نفسه في اللحظة بحركة حالية لكننا نحيله إلى عدم , إذا حصرناه في الأنية المحضة . إذ لا توجد إلا نسبة ما تربط في استمرارية لا تنقطع سلسلة تموجاته المتعاقبة , التي لا تستطيع أن نسمعها ونفهمهل ما لم نجمع في حلقة واحدة ما تم إنجاز, وما ينجز , ومذ سوف ينجز , والتي لا نلاحظ إندماجها هذا لأنها قريبة من الفكر لدرجة أننا لا نقيم أي تمايز بينها وبينه . إن أصداءها الراهنة تنضم بسهولة إلى أصدائها السابقة بما أنها معاصرة لذكراها الخاصة التي هي أيضاً نغم . إننا لا نرى الحاضر يصبح ماضياً لأن القبل يستمر في البعد , اللحن الحالي يحوي في داخله على كل الألحان السالفة التي يستند فيها معناه , مثلما أن يومنا يغتني بكل تاريخنا الغابر , الموسيقى هي دائما علاقة بين ذاكرة ونسيان , بين حسرة رغبة , بين حنين وأمل , بين تملك وانتظار , وواسطة العقد بين ما انتهى وما لم يبدأ بعد .


ماهية السلم الموسيقي السوري
تمّ وضع السلم الموسيقي السوري التاريخي من الألحان الثمانية التي تستعمل في الكنيسة السريانية الأنطاكية , ومنها انبثقت جميع الألحان الموجودة في العالم , التي تكلم عنها وقدرها الموسيقار الكبير ( الفارابي ) بحوالي 3000 لحن .
وتبقى الألحان في الكنيسة السريانية على القيثارة السومرية التاريخية الخالدة ذات الأوتار السبعة أساساً , ويبدأ اللحن الأول على الوتر الأول , وهكذا تدريجياً إلى الوتر الإضافي , والحال فالمقامات الأصلية الأساسية , كانت إثني عشر لحناً حسب ما جاء في مؤلفات إبن العبري في كتابه ( الإيثيقون ) , وقد اختصرت إلى ثمانية ألحان . وقد تم تحوير وتبديل أسماء هذه الألحان من اللغة الآرامية إلى اللغة العربية على الشكل التالي :


المقام الأول - Baya -
وهو المقام البياتي باللغة العربية - وكلمة بيات المشتقة من كلمة ( بات ) التي تعني نزل ليلاً , أو أدركه الليل , أو دخل مبيته , فهي بهذا المعنى لا تعطي صفة موسيقية فنية , ولكنها محرفة من السريانية ( بَيَا) التي تعني ( عزى , سلى , سرور , فرّج الهمّ ... الخ ) إن هذا المعنى يعطيها صفة موسيقية واضحة .
-
:
-المقام الثاني - وهو باللغة العربية المقام ( الحسيني ) , - -Hawsono-
, كذلك فإن هذه الكلمة المشتقة من الحس والتي تعني الجمال , لا تعطي ذات الدلالة الموسيقية كما هي السريانية حيث تعني ( الترفق - الرأفة - الحنان , الرحمة , العطف , الشفقة ) ولهذا المعنى دلالات تنسجم مع هذا المقام .
:

المقام الثالث ( أوراك ) :
- - وقد جاء إسمه من إسم مدينة مغمورة - الآن - في بلاد Ur - ak-
الرلفدين , ومنها جاءت كلمة العراق , كما تلفظ اليوم , أما العامة في الموصل فإنهم يلفظونها كما في السومرية ( عُراق ) , وقد كانت هذه المدينة عاصمة الدولة في العهدين السومري والآكادي , ولا تزال أطلالها باقية حتى اليوم * .
:

المقام الرابع رازد :
- وهو بالعربية ( الرصد ) وقد حوّر من قبل الأتراك نقلاً - Razd -
نقلا عن الفارسية إلى كلمة ( راست ) وتعني المستقيم وليس لهذا المعنى أي صلة بالمقام المستقيم وهذا لا يعطيه أي صفة أو دلالة موسيقية , أما ترجمته بالآرامية فتعني ( ادرج , قدر , ثبت , مكن , أصلح ) مما يظهر الدلالة الموسيقية المميزة له .
:

المقام الخامس -( أوجو ) ويسمى بالعربية أوج أي الأعلى , - Ugo -
, أما معناه بالتركية فهو الرأس الحاد , وفي كلتا الحالتين لم يعط هذا المعنى الدلالة الموسيقية لهذا المقام . أما معناه في السريانية ( الزهور , الريحان , الميس , , وهذه الكلمة تفسر بالخمرة وهي في السريانية تدل على نباتات عطرية ذات رائحة زكية ) , وهو بهذا المعنى يعطي دلالة موسيقية أوضح وأكثر انسجاماً مع نوعية موسيقى اللحن أو المقام .

:
المقام السادس - ويلفظ بالعربية ( عجم ) ويعني الغريب - Agam -
الغشيم , وقد طغى معناه التركي حتى في اللغة العربية , حيث يعني بلاد فارس , وهذا المعنى لا إرتباط له مع الموسيقى , أما في اللغة الآرامية القديمة فمعناه ( رجوع , هبوط , تفريغ , .... الخ ) فإذا عرفنا أنه موسيقياً يبتدئ من مركزه الأعلى ثم يتفرّغ رويداً إلى قراره لتوضح لنا معناه الآرامي موسيقياً وبأن سبب تسميته الآرامية بهذا الإسم .

:
المقام السابع , سبا إن كلمة ( صَبا ) باللغة العربية تعني النسيم- Sba -
الشمالي الرقيق وقد يكون لهذا المعنى ارتباط موسيقي لكنه ضعيف , بينما ترجمته السريانية التي تعني ( فرح , سرور , أراد , شاء , صفاء ) , تظهر ارتباطه بالموسيقى أكثر . وهذا المقام مفضّل عند السريان خصوصاً في مراسيم موت الشهداء الأبرار والكهنة لكونه لحناً حزيناً ذا خاصية مميزة .

:
المقام الثامن حاجو ( حجاز ) وهذا هو إسم بلاد السعودية القديم- Haj -
حيث كانت تعرف بإسم ( حج ) هاج - وقد أضيف حرف الزاي إلى الكلمة خلال الحكم العثماني الطويل فسميت حجاز ..... وكانت مكة المكرمة قبلة الشعوب والقبائل المجاورة لها حيث كانوا يحجون إلى الكعبة الشريفة فأصبحت مكة المكرمة من الأماكن المقدسة يحج إليها المسلمون من كافة انحاء المعمورة . وقد كان لبلاد الحجاز ارتباط ثقافي واقتصادي مع بلاد الآراميين عبر دمشق , ويمكن القول أن هذا اللحن قد انتقل من بلاد الآراميين الى الحجاز , وقد أعجب المسلمون بالمقام الثامن , فجعلوا الآذان معتمداً عليه , وفي مصر فإنهم استبدلوا الآذان بالمقام الرابع وهو الراست . هذه المقامات التي تمثل عماد الألحان السريانية السورية أخذت عنها معظم الألحان العربية , ولكن اللحن الكنائسي يبقى هو الأساس والأساس هنا بحاجة للشعر الذي يستقيم مع اللحن وهو باب الأمل في المعنى الباطني للحياة الانسانية , والصلة بين العالم الطبيعي والروحي , اذ هي مجرد شذرة منه . وما يدعو إلى إيراد فنون الشعر عند السريان هو إغراء القارئ باكمال الدراسة الموسيقية السورية , محاولين الربط بين حقائق تاريخ الموسيقى , وتاريخ الروح الإنسانية والحضارة السورية , في مظاهرها المختلفة إذ أن لذلك أثراً بالغاً على شخصية هذه البلاد ) . ...........للموضوع بقية
من المصادر : السريانية العربية ( الجذور والإمتداد ) : سمير عبده - وقراءات مختلفة
مريم نجمه / لاهاي



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اليوميات - 88
- يوميت غير سياسية
- تعريف .. من هو تشوده ؟ - 2
- الأحرار لا ينهزمون - 2
- تعريف - 1
- تعابير صيدناوية محلية شعبية - 14
- التماسيح ..!؟
- سوريا البلد الموجود منذ الأزل - 87
- جولات الكلمة , صفحات من هنا وهناك - 1
- يسوع والأطفال - 1
- نصبوا مقصلة للأطفال .. إسألوا الطير والحجر والبشر - 85
- نريد الحقيقة ..؟
- صرخة ..! من اليوميات - 84
- من كل حديقة زهرة - 47
- قالت ليَ - البصّارة - ..؟
- إقتراحات ..؟
- الثورة السورية والمرأة - 1
- الدحنون - شقائق النعمان !
- كان عندي حُلم
- ردّ على مقال الكاتب غسان صابور


المزيد.....




- فيديو يُظهر ما فعلته الشرطة الأمريكية لفض اعتصام مؤيد للفلسط ...
- طائرة ترصد غرق مدينة بأكملها في البرازيل بسبب فيضانات -كارثي ...
- ترامب يقارن إدارة بايدن بالغستابو
- الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تضغط على بايدن في اتجاه وقف ا ...
- المغرب: حمار زاكورة المعنف يجد في جمعية جرجير الأمان بعد الا ...
- جيك سوليفان يذكر شرطا واحدا لتوقيع اتفاقية دفاع مشترك مع الس ...
- كوريا الشمالية تحذر الولايات المتحدة من -هزيمة استراتيجية-
- زاخاروفا: روسيا لن تبادر إلى قطع العلاقات مع دول البلطيق
- -في ظاهرة غريبة-.. سعودي يرصد صخرة باردة بالصيف (فيديو)
- الصين تجري مناورات عسكرية في بحر الصين الشرقي


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مريم نجمه - سريانيات : الألحان السريانية السورية - 8