مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 4860 - 2015 / 7 / 8 - 04:31
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
تعريف : من هو تشودة ؟ - 2
هناك ثورات عظيمة رائدة في تاريخ البشرية غيرت مجرى التاريخ لبلادها والعالم .. ك كومونة باريس , والثورة البولشفية في روسيا القيصرية - والثورة الكوبية , والفيتنامية والثورة الصينية واحدة من هؤلاء.. التي حررت ملايين الجياع من ظلم النظام الإقطاعي الرجعي العسكري .. حررت قارة بمساحتها الشاسعة ال 9 ملايين كم مربع وأكثر -
الجيش الشعبي الصيني الذي شكله وأنشأه المعلم ماوتسيتونغ أثناء المسيرة الكبرى وتحت قيادة تشوده الذي حققا للثورة الصينية العملاقة النصر على الإقطاعية والتخلف والفقر والعبودية والإمبريالية اليابانية المحتلة ودول الغرب المساندة بمستعمراتها وشركاتها الإستغلالية الرأسمالية .
الثورة الصينية ثورة عملاقة , ومدرسة في النضال والتنظيم والقيادة والدروس العسكرية والسياسية والأخلاقية
لا بأس , بل من الواجب أن نذكّر بهذا التاريخ الثوري الطبقي بين الحين والآخر لكي تتعلم الأجيال الجديدة الثورية في سوريا والعالم هذا
النضال الرائد في التفاني لأنه فعلاً أمثولة مجيدة نفتخر بها نحن تلاميذ المبادئ الثورية والتعلم منها ومن خطها الطبقي والوطني المشرف وتواضع قادتها , فهو درس للشعوب التواقة للتحرر من بقايا الإستبداد والرجعية والإقطاع والإحتلال بشتى أنواعه العسكرية والدينية الفاشية الأجنبية والأقليمية والمحلية .
هذه المقالة مهداة خاصة للثورات العربية والثوارالأمناء
الثورة فكر وفن وعلم وإبداع وثقافة , تجارب وتراكم وخبرات يومية وإخلاص القيادة للشعب والوفاء للمبادئ والشعارات التي انطلقت من أجلها.
*********
الثورة الصينية
- ( أشار ماو إلى أن الصين هي أولاً بلد كولينيالي ذو تطور سياسي متفاوت حيث يعيش بضع ملايين من العمال الصناعيين في بعض المدن الصناعية الواقعة على السواحل وعلى الأنهر جنباً إلى جنب مع مئات الملايين من الفلاحين الذين يعيشون في ظروف متخلفة وشبه إقطاعية .
ثانياً , الصين دولة واسعة تملك موارد طبيعية كبيرة . وقد لفحتها نيران الثورة العظيمة التي زرعت بذورها التي نبتت في الجيش الثوري للعمال والفلاحين .
ثالثاً , استولى الكومينتانغ الذي يمثل برجوازية الثورة المضادة وطبقة ملاكي الأراضي الإقطاعيين , على مقاليد البلاد , وحصل على الدعم المالي والعسكري للقوى الإمبريالية وسوف يحصل على اعترافها الرسمي في القريب العاجل . ولأنها تمتلك مقاليد الأمور في البلاد فسيصبح بإمكان الكومينتانغ الحصول على قوة بشرية كبيرة وضمان السلاح لشن حرب لا هوادة فيها ضد الشعب وقواه المسلحة .
قال ماو " إن السمة الرابعة للثورة الصينية هي ضعف الجيش الثوري وموقعه الحالي في المناطق الجبلية حيث الظروف المتخلفة وغير المستقرة وحيث لا يمتلك القواعد المدعمة ..." .
أما السمة الخامسة فهي الثورة الزراعية وقيادتها من الحزب الشيوعي . وقد مكنت الجيش الثوري بدعم من الفلاحين , من البقاء والتوسع ومقاومة إعتداءات العدو .
لقد أكد ماو آنذاك كما أكدت مقالاته لاحقاً , بأن الجيش الثوري تمكن من الديمومة والتوسع لأن عناصره خرجت من قلب الثورة الزراعية , ولتحالف القادة والعناصر سياسياً , ولمعارضة الكومينتانغ وجيوش أمراء الحرب المحليين للثورة الزراعية , وعدم حصولهم على تأييد الفلاحين من ناحية أخرى حيث تمزقهم النزاعات السياسية . لهذا لم يستطع ضباطهم شحذ همم ضباط الصف والجنود للقتال .
بعد الموافقة على هذا التحليل , صاغ المؤتمر الشيوعي مبادئ النضال الأساسية بعد أن ظلت سنوات طوالاً دونما تغيير . وقد تم تعديلها لتتلاءم والظروف السائدة آنذاك . ومن ناحية التكتيك العسكري فقد لخصه تشوده في النقاط الأولية التالية :
1 - عندما يتقدم العدو , نتراجع ..
2 - عندما يتوقف العدو ويعسكر , نقلقه ..
3 - عندما يحاول العدو تجنب المعركة , نهاجمه .
4 - عندما يتراجع العدو , نلاحقه .
كما قرر مؤتمر ( جينغ كان شان ) إعادة تنظيم قوات تشوده وماو في قوة موحدة تدعى بالجيش الاحمر الرابع , لأن أكثر رجاله انحدروا من الجيش الرابع القديم الذي كان قائماً في زمن الثورة العظيمة . وكان عَلمَه يتكون من نجمة بيضاء ومطرقة ومنجل في وسط مساحة حمراء . .. كما أقرت ثلاثة مبادئ أساسية : 1 - إطاعة الأوامر
2 - عدم تكليف الشعب حتى ولو كان ذلك إبرة أو خيطاً .
3- تسليم جميع ما يتم مصادرته .
أما القواعد الثماني الإضافية فهي :
أعِد جميع الأبواب * - أرجع القش الذي تنام عليه قبل مغادرة البيت - - تكلم بأدب مع الناس وساعدهم كلما أمكن ذلك , إدفع ثمن كل شئ يتلف - أعد كل المواد التي تستعيرها - كن أميناً في المعاملات التجارية , كن نظيفاً , إحفر المراحيض على مسافة آمنة من المنازل واملأها بالتراب قبل الرحيل , لا تتحرش بالنساء أبداً , ولا تسئ معاملة الأسرى .
وقرر المؤتمر أيضاً أن يتم تحويل المحافظات الست المحيطة بجينغ كان شان إلى قاعدة للثورة الزراعية وأن يتم توسيعها بعد ذلك تدريجياً حتى تلتقي مع المناطق المشابهة لها في كيانغ شي والمقاطعات المجاورة . وفي هذه المناطق تصادر الأرض دون تعويض وتوزع على الفلاحين . ويتم تنظيم الفلاحين وعامة الشعب وتسليحهم وتدريبهم وتعليمهم , حيثما تتوفر الإمكانية لذلك . .
وعلق الجنرال تشوده قائلاً : " آنذلك كنا بحاجة لكل شئ , ولكن لم يكن لدينا أي شئ . " زرعنا الخضراوات في الجبال وصادرنا الأرز من ملاك الأراضي في المناطق المجاورة وخزنله في الجبل كذخيرة للمستقبل " .
وقد جاء في أغنية فلاحية تم تأليفها آنذاك .. أن " تشوده الحافي القدمين يحمل الأرز إلى الجبل " . ولكن تشو يجيب على هذه الاغنية بأنه كان يملك صندلاً من القش ..." .
التنظيم العسكري
فيما يتعلق بالتنظيم العسكري فقد قال الجنرال تشوده أنه انتخب قائداً عاماً بينما انتخب ماوتستونغ مفوضاً سياسياص وكان ماو يدير الأعمال الحزبية في الجيش وبين الجماهير , وكذلك المهام السياسية الثقافية بين القوات . وكانت الدائرة السياسية " شريان حياة الجيش " , لتحول دون انزلاقه في " العسكرتاريا " . وأضاف تشو أن هدف الجيش هو " خلق جيش ثوري حديدي , مثقف واعٍ وملتزم بتحرير البلاد وتحرير شعبنا " . وبالمقارنة مع التطورات اللاحقة يبدو ذلك العمل السياسي في مرحلته البدائية .. ومع ذلك وتحت أكثر الظروف صعوبة مانت القوات تدرس تاريخ الثورة وتاريخ العدوان الأجنبي ضد الصين وطرق القيادة الجماهيرية والتنظيم . كما كانوا يدرسون أيضاص كيف يقومون بالدعاوة بين قوات العدو , والغناء , والخطابة الجماهيرية . .
وكان المحاربون المحنكون بين القوات الثورية كلها والوافدون من ( جيش ) القبضايات الحديدية القديم وعمال منلجم شوي قوه شان - الأسرع والأكثر انضباطاً . كانوا يقظين ومتقدمين سياسياً بينما كانت القوات الفلاحية تأخذ الأمور ببساطة " حتى أنهم كانوا في خضم الحملة يميلون إلى الراحة جانباً للطهي والأكل . ولأجل أن يرفع من قدراتهم وزع تشو عمال مناجم شوي عليهم وعينهم قلدة عسكريين وسياسيين وحوّل من 500 - 600 ( قائد فلاحي ) من قوّاد الإنتفاضة إلى دوائر تدريب خاصة .
كان الجنرال تشوده في - جينغ كان شان - قد بدأ بجمع وكتابة الأغاني التي كان يغنيها الجيش وإضافة الجديد إليها حتى أصبح لديه في عام 1937 كتيب من 200 صفحة من الأغاني .. , وبالكاد كان يستطيع أن يضعه في جيب سترته . كانت أوراق ذلك الكتيب بالية حتى أن بعض صفحاته لم يعد مقروءاً .. وكان يتضمن الأغاني , وأشعاراً قصيرة , وقواعد الجيش ..ومقالات في تاريخ ومبادئ الحزب الشيوعي , ولائحة بأيام الأعياد الوطنية والدولية التي كان الجيش يحتفل بها .
كانت تلك الأعياد التذكارية ذات مغزى عقائدي ورمزي : 8 أذار ( مارس ) يوم المرأة العالمي , 12 آذار ذكرى وفاة صون يات صن ,18 أذار ( مارس ) ذكرى كمونة باريس , 12 نيسان ( أبريل ) ذكرى مذبحة شنغهاي , 1 أيار ( مايو ) يوم العمال العالمي , 4 أيار( مايو ) مولد الحركة الطلابية , 5 أيار ( مايو ) مولد كارل ماركس , 21 أيار ( مايو ) ذكرى مذبحة فلاحي هونان التي اقترفها شوكو هسيانغ , 30 أيار ( مايو ) ذكرى مذبحة شنغهاي التي اقترفها البريطانيون في 1925 , 23 ,حزيران ( يونيو ) ذكرى مذبحة كانتون التي قامت بها القوات البريطانية والفرنسية , 1 آب ( أغسطس ) إنتفاضة تان تشانغ , 10 تشرين الأول ( أكتوبر ) ثورة 1911, 7 تشرين الثاني( نوفمبر ) ثورة اكتوبر الروسية , 11 كانون الاول ( ديسمبر) الذكرى السنوية لكمونة كانتون - 25 كانون الاول ( ديسمبر) ذكرى انتفاضة يونان التي قادها تساي او في 1915 - 12 كانون الثاني ( يناير ) ذكرى وفاة لينين .
وقد جاء في أغنية فلاحية .
:
--- ولأنها كانت الأغاني الأولى في دفتر تشودة تعبّر عن مشاعر الناس الذين اخلصوا للثورة ونذروا أنفسهم للتخلص من العبودية , وكانت الأغاني الأخرى ألحاناً شعبية طعّمت بكلمات جديدة كانت إحداها نشيد الأممية وكانت الأخرى نشيد الشبيبة الأممية . وهنالك أيضاً أغان خاصة بالتدريب العسكري وإطلاق النار , ... حتى قوانين الجيش كانت تغنّى.
وكانت واحدة منها أغنية دعاوية موجهة , إلى جانب قوات العدو , وأخرى حول كومونة كانتون . بجانب أغنية حنين إلى جينغ كان شان وقد لحنت ويا للعجب بلحن الأغنية الأميركية " ديكس " !!!
أحد الألحان الشعبية المطعّمة بكلمات جديدة كانت تعرف بأغنية " المهمات الثلاث العظمى " وقد كتبت بطريقة السؤال والجواب موسيقياً :
جيشنا الأحمر له ثلاث مهمات عظمى :
تدمير الإمبرياليوالقوى الإقطاعية ,
تنفيذ الثورة الزراعية
وتحقيق سيادة الشعب .
....
مخاطبتنا للشعب يجب أن تكون ودية .
أنشر مبادئ الجيش الأحمر بين الجماهير
وعمّق تأثيره السياسي .
كن رجلاً نموذجياً في الجيش الأحمر . لا تأخذ إبرةأو خيطاً من العامل أو الفلاح .
لعمري على هذه الأخلاق المثالية التي ربت المقاتل والإنسان منذ الخطوة الأولى في طريق الثورة بما حفرت وكرست من قيم وعادات " فالثورة مدرسة " للأخلاق وحب الشعب والمحافظة على الأملاك الخاصة والعامة لأنها أمانة بيد الثائروالمقاتل .
احترمتْ الثورة مشاعر الرفاق وهذبتها , وغنت لها وكانت من ضمن الثقافة الشعبية وإرثها وأدبياتها . فاهتمت بالشعر والغناء والموسيقى لأنها جزء من الحياة جزء من الشخصية الطبيعية والشيوعية خاصة , لم تنس الثورة العواطف الإنسانية للرفاق
وكان لإحدى أغاني الحب الجميلة الصينية وقعها الثوري بين المقاتلين :
يا حبيبي ! أقول وداعاً أمام سريرنا
وأقول لك ألا تحبني ؟
لذا يجب أن نسير على الطريق الثوري
........الأغنية الثورية أغنية إنسانية عالية الجودة تغرس الشجاعة والحب ولا تغفل العاطفة والمشاعر الشخصية للمقاتل
يا حبيبي ! أقول وداعاً أمام بابنا .
يجب أن نسير على الطريق الثوري ,
ونتحمّل لأجله جميع الصعاب .
يا حبيبي ! أقول وداعاً في ساحة منزلنا .
فلا تثقل قلبك بالتفكير بي
للأننا يجب أن نتقدم على الطريق الثوري .
....
يا حبيبي ! أقول وداعاً أمام بوابتنا .
فلقد ولت أيام الجحيم المظلمة , والطريق الرحبة تمتد أمامنا .
....
يا حبيبي ! اقول وداعاً وأنا على الطريق الرئيسي .
أكتب إليّ , وأرسل لي الأخبار المبهجة .
أخبار الإنتصارات الثورية .
.....
يا حبيبي ! أقول وداعاً عند شاطئ النهر .
وإذا ما ألقي القبض عليك وأصبحتَ رجعياً ,
فلن تستطع أبداً أن تهتدي إلى الطريق الصحيح .
...
يا حبيبي ! إنخرط سريعاً , سريعاً في الجيش الأحمر .
وعد إليّ بالنصر ,
وسوف نفتح قلوبنا من جديد .
.......
كان الجنرال تشو يقلب برفق صفحات كتاب الأغاني وكان ملفوفاً بقطعة قماش حمراء بالية ملطخة بالحبر ومغلفة بطريقة بدائية , وظل يتذكر الصخور الشاهقة والوديان الخضراء في جبال جينغ كان شان , وأشجار الخيزران والأحراش الكثيفة والجيرات والأزهار العبقة والغيوم التي كانت تكتنفها على مدار السنة تقريباً . كانت سطوح المنازل مصنوعة من جذوع الشجر حيث تنبت الحشائش عليها فتبدو من أعى وكأنها مسيج ناعم أخضر ....
لقد تنقل تشو في منطقة كلها , ليدرس التضاريس والمواقع الدفاعية وتحدث مع القائدين الفلاحين قاطعي الطرق وانغ ) و( يوان ) , فأخبراه عن تشو الأصم المسن وكان من قطاع الطرق وقد قال لهما مرة : " لستم بحاجة أن تعرفوا كيف تقاتلون , كل ما يجب أن تعرفوا كيف تحاصرون العدو " .
وقد أتبعا نصيحة تشو الأصم المسن لهذا لم تخترق جينغ كان شان , في حياتهما أبدا ً . وكان أتباعهما مسلحين بأسلحة بدائية كالقوس والنشاب ) ..... يتبع .
من المصادر: الطريق العظيم ,حياة تشودة وعصره - للكاتبة : أغنس سميدلي .
مريم نجمه
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
