مّن صنع الثورة ؟ من اليوميات - 83

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 4758 - 2015 / 3 / 25 - 21:40
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

مُن قام بالثورة ؟ من اليوميات - 83
لقد انتصر الوجع , ولكن لم ينهزم الفرح .
ما زلنا في الساحة وفي طريق الضوء سائرين
لا يهم , الحياة صراع بين الخير والشر
والحرية والإستبداد .
ما زال الأمل صديقنا , والإرادة قوتنا .

وحدها القبّرات تبكي الشهداء
الخفافيش احتلت المؤتمرات فرضت حلولها وإجنداتها
لم تصنع الثورة المسابح والفيلات والقصور ولا النياشين العسكرية لقادة الدول ولا عمداء كتاب العرب , لم يصنعها قادة ومثقففوا أحزاب " الجبهات التقدمية " أو تجار الكومبرادور " .. ولا مسّاحي الجوخ ولا الراكعين ولا مطربي السلطان وطواغيت العصر ,
إبن السجون إبن القهر , إبن المنفى والغربة , والفقر والإستبداد والتمييز , إبن الفكر الحي عشاقي كويفارا وهوشي منه وماو ولينين تلاميذ غوركي والأم ولوركا وبابو نيرودا وإبن مدن الملح والمطرودين والعاطلين عن العمل أبناء الأهوار والأغوار . أبناء المخيمات والأرصفة والنزوح والتهجير صنعوا الثورات الشعبية .. أبناء الظلم و " الوصاية الأمنية " ومعتقلات الموت أبناء الفكر الثوري الأممي , والمدن المهدّمة في مجازر حماه وتدمر وجسر شغور وحلب وووو , تلاميذ وأصدقاء محمود درويش ونزار والماغوط والسياب والرحباني ودنقل وابن باديس .... قوائم طويلة من روادنا .. وابطالنا شهداء القلم والكلمة .. وقوافل الأحرار والشهداء , الشهداء الأحياء والأموات ..
ثورة الأعماق والتراكمات ثورة الجذور , ثورة القاع , والمهمشين والمقهورين والجائعين .. ثورة الضرورة . فالعولمة طرقت الأبواب فسقطت الحواجز , فامتدت الأيادي لبعضها واستفاق الناس وتعارفوا , وكانت الصيحة الإنتفاضة الثورة الهدّارة التي شقت حجاب هيكل الطغاة وشيوخ الشريعة والوراثة العائلية وكتبة التقارير لدولة الإستبداد والتبعية أعداء الإنسان والحرية .. .. كسرت جدران الصمت والخوف واستفاقت الشعوب لتغير واقعها وتبدأ صفحة جديدة .. مرحلة جديدة لا شك ستكون مُكلفة حقاً ودامية , لكنها ماضية في استكمال وضع الأساس وبدء البناء , كما حدث لشعوب أوربا واّسيا وأميركا الشمالية والجنوبية وأفريقيا وكل بقاع العالم ,,, وليس من الضروري أن تكون الخطوات الثورية تقليدية " فوتوكوبي " كمثيلاتها العربية والأجنبية , والحوامل هي هي نفسها , فلكل عصر ولكل بلد ظروفه وواقعه الموضوعي , وحوامل , وعوامل داخلية وخارجية تتحكم في المسار .. المهم الإستمرار واليقظة والوعي والتوجيه والإرشاد مع فضح أساليب ووسائل الثورة المضادة والإبادة الممنهجة ومن يمثلها في الداخل والخارج ..

...
إن شعوبنا العربية وغير العربية في منطقتنا , هي ليست أقل من غيرها من الشعوب التي صنعت ثوراتها التحررية التاريخية – التي مازال صداها وتأثيرها على شعوب العالم حتى اليوم - ... بل ثوراتنا نضالها مُضاعف بألف مرة من مثيلاتها , حيث لا نصير ولا دولة ولا تنظيم عالمي أو عربي أو اقليمي بجانبها .. هي وحيدة أمام كل طغاة العالم تقارع أحدث الأسلحة وتكنولوجيا الإستخبارات وأخبث المخططات والأعداء .. ستتلكأ لفترة , وهذا طبيعي , لكنها ماضية بروحية وعنفوان شبابها وبناتها ونشطائها ومفعول خمائرها النضالية الصلبة ,, الخطوة الأصعب بدأت والباقي يهون .. مهما دعموا نظام الجريمة والمافيات الأسدي , سوف لن ينقذه رافعات العالم كلها .. لقد سقط من أول يوم أمام تظاهرات الأطفال والنساء والشباب ولن يستطيع حلف الناتو ولا إسرائيل ولا الدواعش ولا جنود إيران واذرعها العسكرية ودول البترودولار ودعم إسرائيل إنقاذه وتلميعه وتلبيسه " القُبعة " المهترئة ثانية أو " طربوش الكراكوز " , لأن البركان الشعبي تفجّر ولا سلطة تستطيع أن تقضي على هذا الزلزال وتعيده كما كان , وتمنع ناره وقذائفه ولاباته ورماده ......
لقد تحولت هذه البقعة من الأرض أخصب تربة في العالم بالقيم والدروس والفداء ومحبة الأوطان ... فلقد تطهرت أرضنا المباركة وتعمدت بدماء الشهداء -
هذا قدر سوريا وشعبها الذي دفع الفاتورة الأعلى وقدر شعوب المنطقة أيضاً , الجالسة على بحار من النفط والغاز , والّاثار , ومستودع من القمع والفساد وطغاة العصر !
مريم نجمه

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل