كان عندي حُلم

أختي العزيزة مريم
صدقيني كُلنا كانت لدينا أحلام وأمنيات ومشاريع وأفكار للثقافة والكتابة والفنون والعائلة .. الخ، ولكن ضاع من يدنا الخيط والعصفور في زحمة الهجرة وتغيير الوطن والشوارع والمدينة واللغة والأصدقاء وحتى نوع الطعام اليومي

الكثير مِنا يبكي أسفاً أحياناً، لأن العمر ضاع ولم يبقَ الكثير في زوادة الرحيل، وعجزنا عن تحقيق أغلب احلامنا، خاصةً حين نُقارن أنفسنا بمن هو في أعمارنا من مواطني البلدان التي هاجرنا لها، ونرى أن الكثير منهم حققوا أحلامهم وأمانيهم وبأقل قدرات من تلك التي عند بعضنا، وكما يقول المثل: اللي ميغار حمار

ولكن .. وكم أحب (لكن) هذه، فهي عكازي كلما أردت التحجج وإختلاق المبررات، وكلما حاولتُ تفنيد بعض إخفاقاتنا
أعود وأقول: ولكن .. أفخر جداً وأنتعش وأنتفش كالديك الهراتي أو كالطاووس حين أتذكر أن أغلبنا أنقذ أولاده وعائلته وأقاربه من الضفة التي تشتعل بالحرائق منذُ عصور ودهور، وعبر بهم إلى الضفة الأخرى الجميلة المتحضرة المسالمة التي تبدأ بالحب وعنده تنتهي
نعم أختاه .. نحنُ جيل التضحية، بل جيل الجسر الذي عبرت فوقه أجيالٌ ربما ستقيم لنا التماثيل الرمزية في المستقبل المُشرق

إرسال شكوى على هذا التعليق          56 أعجبنى             المزيد-الاشراك   

---

الصديق العزيز الحكيم طلعت .. يسعدني مرورك

جميل ما كتبت وعبّرت عن إنطباعاتك المتشابهة
أكثر شعوب المنطقة لو كانت تعيش في غير هذه المُناخات الجليدية - السديمية - الذي لا شبيه لها في العالم - لكانت غيرت وجه أوطاننا بما تملك من موارد وطاقات بشرية هائلة , لأجل ذلك جرى إبادتها وتسفيرها واقتلاعها ونهب مدخراتها

قدرُنا يا عزيزي , أن ننشر جزء بسيط ما نؤمن به خارج الوطن عندما كانت العقول العلمية تعمل للتقارب الإنساني لتلتقي الأفكار !

لا تكره شيئاً لعله خير لك - نحن جيل التضحية نعم , لا بأس فنحن لها , حملنا هذا الصليب منذ نعومة أظفارنا ولست نادمة ... ولولا هذا الزاد الصيدناوي السوري العربي الشرقي والغربي لما كانت هذه الحصيلة.
لك تقديري العميق وكل عام عيد وأنت بخير
إحترامي

إرسال شكوى على هذا التعليق          69 أعجبنى             المزيد-الاشراك   

---