أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - انتحبي كما تشائين














المزيد.....

انتحبي كما تشائين


مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)


الحوار المتمدن-العدد: 4870 - 2015 / 7 / 18 - 13:50
المحور: الادب والفن
    


انتحبي كما تشائين
(انت كغيمة الربيع لا وجه لك تضحكين مرة، وتبكين أخرى، ومع كل ريح تميلين. ـ مراد سليمان علو ـ)
وحده الشاعر يعرف إن الومضّة تعيد للدورة الدموية توازنها، ورقصها وغنائها، وجنون جريانها في مواعيد صيّف الحبّ اللاهبة.
وحدي أنا أعيد الحياة لبتلات أيامك المجيدة بكلماتي النابعة من عيون الومضّة المتوّجة أغنيةً للعشاق في سويداء قلبي.
ليس لنا بديل في صحراء جفونك. أنا، وقلبي الشاعر، فاختاري أحدنا وانتحبي ما شئت على الآخر الذي سينزف قصائدا.
وحده الذي ولد في الجبل يعرف أسلوب حياة أميرة (شنكال) . وحده الشاعر يرصف الكلمات كما يشاء.
أشتهي أن أسمع ضحكتك لأطير. أريد أن أسمع حكايتك لأصبح حكيما؛ لأني لا أريد أن أخلط بين عيونك وعيون (شنكال).
أريد أن أصبح أي شيء إلا (نون) النسيان. إلا (سين) النسيان. إلا (ياء) النسيان. في حكاياتك التي ترويها وفي قصصك التي تكتبيها.
".. كل ممن أحببت قبلك ما أحبوني*.." وأنت لم تحبيني كفاية. أرفض تصديق الأمر أغمض عيني، وأحلم بموعد جديد تنتحبين فيه على فراقي وهجرك لي، ومازلت أحلم، وما زلت تنتحبين.
بعيدا عن حبك الطفولي الذي لا يجيد العناق حد الاختناق أهرب. أهرب إلى صندوق كلماتي، وألغازي لأضيع في حروف النسيان من جديد.
هديتك لي كانت هجرتك لي، وهديتي لك هي عدم نسيانك.
أنت مثل الخفاش تنامين في النهار، وتتجولين ليلا؛ لتمتصي دم عشاقك. تعيشين حياتك سرا بينما نحن معشر الشعراء تأسرنا الألوان، والموسيقى، والقصائد.
تختالين في الأفراح الساذجة، وتثرثرين في الحفلات الزائفة، وتكذبين في اللقاءات، وأنا عاشقك الأبدي لا أرتدي قناعا مثلك.
كل ما في القرية ينعق حتى براكينها حزينة فهي تشتاق مثلي للانفجار، وما أن تنفجر سترين عندها كيف سأشفى منك، وكيف سأرفض ذكراك كما أرفض خردوات القصائد.
عندما تنفجر البراكين عندها لن أكون قصّة بين أناملك ليلهو بي قلمك كيفما يشاء. كل مرّة تضعين بداية جديدة ونفس النهاية المأساوية تتكرر. سأثور مع البركان، وسأخرج عن سيطرتك. عندها الحقيني إلى القمة أو أبق في الأسفل وانتحبي.
بعد أن ينقلب كل شيء رأسا على عقب لن تنثري المزيد من الورود، والابتسامات على قصائدي، ولن تمسكي بيدي إلى المهرجانات، ولن أصدق أكاذيبك عن عيد الأربعاء الأحمر، وإذا ما أتى العيد سأحزن من أجلك لأنك لا تزالين كاذبة، ولن أمنع عينيك من أن تدمعا.
عرفتك، فلست الربيع لتخلعي ثوبك العتيق وتلبسي الورود، والزهور لتحّلق الفراشات، والعصافير حواليك. أنت صاحبة الأوراق الصفراء وكلما مرّ الوقت تزداد أوراقك صفارا، ويزيد نحيبك ليلا.
دوما اكتفي بشقّيقة واحدة من الجبل لأحلّق من جديد، وأنظّم قصيدة، والقصيدة تتحوّل إلى بوصلة تشير إلى توافهك، فكيف سأذكرك وكيف سأحبك؟
ترتجف ذاكرتي حين تبكين. يحزن القمر حين تنتحبين، وحزني يختلط مع فرحي حين تذرفين بقايا دموعك. هجرك كان موتا لي، ولكن موتا سعيدا مادمت تنتحبين على تلك الغلطة، وبنحيبك لن ينمو حبّ جديد في بستان بكاؤك، وندمك، وأسفك، ولن يتجدّد فلا حدائق في أراضيك وإنما حرائق، ودخان، ورماد، ونسيان، وأكاذيب، وخداع، فاستمتعي بنحيبك.








ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كل ممن احببت قبلك ما احبوني: هذه من قصيدة (احبيني) المشهورة لبدر شاكر السياب التي مطلعها: وما من عادتي نكران ماضي الذي كانا ...ولكن كل ممن احببت قبلك ما احبوني.



#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنت نغمة
- أنت البداية
- الهجرة اليك
- السير على الحرير
- الحب واللاحب
- الأصدقاء الثلاثة
- أغار عليك
- أصابع أتهام
- أريدك أن ترحلي
- أحزان الحب
- احتلال الحب
- بتلات الورد64
- أحبك
- صديقي القديم96 و97 و98 و99 و100
- صديقي القديم93 و 94 و 95
- صديقي القديم90 و 91 و 92
- صديقي القديم87 و 88 و 89
- صديقي القديم84 و 85 و 86
- صديقي القديم81 و 82 و 83
- صديقي القديم78 و 79 و 80


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - انتحبي كما تشائين