أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق الجابري - إتفاق ليلة القدر وعزاء العرب














المزيد.....

إتفاق ليلة القدر وعزاء العرب


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 4868 - 2015 / 7 / 16 - 00:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عقود من الزمن والعرب يبحثون عن المخالفات في الأديان، وعن شجرة في عالم لا يعرف لغتهم، عن ما يثبت أن لفظ الجلالة مكتوب على أسوار الغابات، ويتمعنون في البيض؛ علهم يجدون في دماء على قشورها تثبت الوجود الإلهي، وسخروا كتبهم لإيجاد مخارج لإباحة النكاح ونكاح القاصرات، وتحليل قطع الرقاب؟!
يعيش العرب سبات عميق، يدور على السباب والشتائم والتحريض الطائفي، والنعجهية الفارغة، التي تستنزف شعوب حكام كالنعام.
صمدت إيران 12 عاماً من المفاوضات، وضبطت أعصابها بشكل ملفت للنظر، وقدمت للعرب والعالم مثلاً في الصلابة وإدارة التفاوض، ومنهج دولة مؤسسات قائمة على مصلحة إستراتيجية وأبحاث علمية، بعيداً عن التنظير والكذب وهدر المال العام، والإرتباط بالمصالح الخارجية، ولم تتوسل أو تتسول أو تستنزف قدرات شعبها ودولتها بالإستعانة بالأجنبي وسيادة الفساد، ولم تفرض حكماً خارج إرادة شعبها.
ولد الإتفاق النووي الإيراني الغربي؛ ظواهر واضحة للعيان، يبدو إنها فرضت طبيعة الإتفاق من خلال مشاهدة صوره الأولى، وكانت إبتسامة ظريف في المفاوضات أثناء وبعد التوقيع، وغضب وهستيريا إسرائيل، وتصريح نتينياهو بأنه "خطأ تاريخي"، والصدمة والإرتباك الإعلامي والسياسي العربي، عند الدول الخليجية الحليفة لأمريكا، التي إعتقدت أن التصعيد الطائفي، يجعل منها أكثر قرباً من الغرب، حتى تصرفت بعبثية أقرب لدعم الإرهاب؛ الى أن وصل الى أبواب قصور ملوكها.
سؤال لم يجد له عند العرب تفسير، وقد إندكوا في فكر التكفير، وتشبعت مناهجهم ومدارسهم الفكرية والإجتماعية؛ بالدعم والحماية والتنظير، ولم يفهموا الأسباب التي دعت إدارة أوباما للتوقيع والتراجع عن سياسة تدمير البرامج النووية الإيرانية، وتحمل خسائر حاملات الطائرات والمارينز والغواصات النووية.
الجواب واضح من أن أمريكا لا تريد خوض الحرب مع إيران، وباتت تخطط للإنسحاب التدريجي من الشرق الأوسط، وقد أتعبتها أنظمة عربية لا تستطيع حماية نفسها، وتطلب من الشعوب الأخرى نيابة الحرب عنها، إذا لم يعد النفط هو الطاقة بعد إكتفاء أمريكا ذاتياً، ولأن أوباما حصل على جائزة نوبل للسلم، لذلك تصالح مع كوبا، ويريد عودة العلاقات مع إيران، التي أصبحت حليفة غير مباشرة في الحرب العالمية ضد داعش، وبقى العرب متفرجون، ومستعدون للتضحية بفلسطين، من أجل قناعات وهمية مبنية على أسس طائفية.
إنتقلت إيران بالإتفاق من خانة وصف الغرب لها؛ بالدولة المارقة الشريرة، الى الدولة الطبيعية وربما الحليفة، وبمثابة القطبية المؤثرة، وتأجيل طموح التخصيب وكسب الوقت؛ بالإحتفاظ بأكثر من عشرين ألف جهاز طرد مركزي ومفاعل سالمة، وخبرات تؤهلها لإسئناف برامجها بعد عشرة سنوات، وفرض شروطها على أعمال التفتيش، ومنع لقاء علمائها من لقاء المفتشين كما حدث في العراق، وجميع القيود ترفع بعد إنتهاء المدة، وستحصل على 120 مليار دولار مجمدة، في غضون أشهر، وسيفتح حركة إقتصادية وتجارية تشكل صدمة للخليج، الذي يعتمد على النفط 90%، بينما إيران33%، ما يجعل منها قوة سياسية وإقتصادية تصب في مصلحة معسكرها الأقليمي والدولي.
إن الإتفاق النووي سيعد خسارة وربح في المنطقة، والسعودية والكويت والبحرين ونصف الإمارات في خانة الخاسرة، والرابحة سلطنة عمان وإمارة دبي؛ السلطنة كانت حيادية، ودبي شريان إقتصادي لأيران، والإفراج عن الأموال سيعزز الإستثمارات ويقلل عوائد النفط الخليجية، وستنتعش دول تحت مظلة إيرانية أومحايدة؛ مثل سوريا والعراق وحزب الله والحوثيين، والجزائر ومصر، وبدرجة أقل تونس وموريتانيا، وسيطلق الإتفاق سباق التسلح في المنطقة، ويُقزم القدرات الإسرائيلية، وتنكمش على نفسها أقليمياً ودولياً، والعرب في حالة ضياع وفقدان هيبة.
من حق ظريف أن يضحك، ويُغضب نتنياهو، ويصاب العرب بالصدمة في ليلة القدر، وقد نجحت الدبلوماسية الإيرانية، وستشهد تطوراً مذهلاً، ولم تقل إنها تُريد إنتاج سلاح نووي، لكنها نجحت في كسر الحصار.
عزاء العرب أنهم وضعوا مصير شعوبهم في سلة المصالح الأمريكية، وإعتادوا على تكرار الأخطاء، والإرتماء بأحضان إسرائيل وقوى التطرف، خوفاً من وهم القوة الإيرانية، التي أحتموا منها بالمظلة الطائفية، فليحتفل الإيرانيون بنصرهم الكبير، ويُعرفوا العرب أن ليلية القدر هي نجاح لسياسة عظمى، مبنية على أسس السلام والتسامح، وغايات كبرى، وهي أتفاق على السلم والمحبة، ولا تعني الملذات والإعتماد على الغير؟!



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمناء الدستور يستنكفوف من تطبيقه
- الحقائق الخفية وراء الدعوات لنظام رئاسي
- مصلحة السنة بعد تفجيرات الكويت
- الإرهاب دين لسياسة وسياسة لدين
- عزيز العراق مشروع وطني متكامل
- الدراما العراقية حشاشة خارج سرب المعركة
- السلم الأهلي ومن يخالفه
- النفط في مواجهة التحديات
- البحث في حقائب وزير الخارجية القطري
- تحرير الموصل من ثلاث محاور: السودان والبحر الميت وجزر القمر. ...
- الحكيم أبن الحكيم
- المالكي سينتحر بسلاحه الشخصي
- بالتفاصيل... عزت الدوري أبن فراش الخيانة
- الرأي العام تصنعه أرض المعركة
- حتمية الأصالة لتغيير الفشل
- البحث عن الخيانة
- عيد المرأة عند الدواعش
- سيلفي بأيادي عراقية
- موازين الارهاب مابعد تحرير تكريت
- حاجة الإختلاق وإعاقة الأخلاق


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق الجابري - إتفاق ليلة القدر وعزاء العرب