أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجابري - سيلفي بأيادي عراقية














المزيد.....

سيلفي بأيادي عراقية


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 4739 - 2015 / 3 / 5 - 19:56
المحور: الادب والفن
    


تتجه أنظار العراقيون صوب تكريت، ويتابعون قنوات التلفاز وصفحات الفيس بوك؛ علهم يحصلون على صورة حديثة، تروي بطولات أبناءهم، وتلاحم مكونات شعبهم، وصور البطولة تتلقفها القنوات وصفحات التواصل، وكأن قلب العراق بدأ يدق بإيقاع واحد، ويصمت الإعلام المحلي المشوه، وتعج قنوات العرب بالمسلسلات التركية، وعواصف الثلوج في أمريكا، وطلاق الفنانات بفضائح جنسية.
كشفت الحوادث والمعارك، عن جريمة كبرى بحق العراقيين، وأنهم دفعوا ثمن الإنتهازية والإهتمام المفبرك بالطائفية.
أخطأ بعض الساسة بحق شعبهم، وإستخدموا ورقة الطائفية سلاح؛ لإشعال ركام أنقاض فتاوى تاريخية منحرفة، وسمحوا بحرق البلاد بأيادي همجية، معتقدين أن عُرى الديمقراطية تُدام بالصراخ والشتم، وقد نجحوا بها إنتخابياً، وإستطاعوا إقصاء الخصوم وإدامة الحركة التطرفية.
تنطوي الأزمة المركبة عن تعابير لثقافة جاهلية، تستخدم القوة والغلبة والنهب، لإنتزاع الحق أو التجاوز عليه، حتى فهموا أن الديمقراطية لوحة تأطر بالدماء، وأرتد طيف منهم للإنهزام من حق التبادل السلمي، والعودة الى السلطة القهرية، التي لا تعطي دور للتعايش وتبادل السلطة.
تهديد واضح المعالم للنسيج المجتمعي، وتفتيت للمنظومة القيمية، تطحنها علاقات وتفكير متبنياتها تقوم على القهرية، وإنهاء لحالة الطوعية والإنتمائية الوطنية، وتشييع للتصورات الفرعية، وجعلها أساس لعلاقات محلية وأقليمية وعالمية، التي توظف العرقية والمناطقية والطائفية، وديمومة بقاء أشخاص كسلاسل في رقاب فئات مجتمعية، وهذا السياسي من هذه الجهة يرفع، والأخر يكبس، وفي الوسط شعب يطحن؟!
سؤال نطرحه على طاولة الساسة: ما الذي يدفع ابن العمارة والبصرة والناصرية والسماوة، والديوانية والكوت والنجف وكربلاء والحلة وبغداد؛ أن يستشهد في الرمادي أو صلاح الدين، وينتظر إنطلاق الحملة على الموصل؟! ويرسم بدماءه مشروع الدولة والوطن، وهو يحتضن أبناء المدن التي تبعد مئات الكيلومترات عن دياره، ولو كان الحشد الشعبي مثل طمع الساسة، وفوضى تصريحاتهم؛ لما قدموا أنفسهم دون مقابل مادي، ولا إنحياز لقول طائفي؟!
ينمو التطرف والتشدد والتشنج والتأزيم، في حالات أستثنائية غير طبيعية، وقد يجد أصداء وتأثيرات لا تصمد أكثر من وقت محنة تمر بها الأمم، ولا تؤسس الى بناء دولة ولا مجتمعاً مدنياً متعايشاً، وتعطي مكاسب محدودة شخصية؛ بخسائر بعيدة كارثية، ولا سلاح إلاّ الوسطية والإعتدال لدحر الفوضى والتطرف، وما كان للشعب العراقي الذي يتمنى السلام ان يشهر السلاح؛ لولا ضرورة أدركتها المصلحة الوطنية، وفتوى مرجعية لأغراض سلمية.
فشل العرب في أنتاج سلطة مدنية، وركنوا العقول بإستخدام السلاح لحل المشكلات السياسية، فكيف لمن يعبر أفراحه وأحزانه بالرصاص؟!
عجز بعض الساسة، عن إعطاء صورة واقعية، رسمتها أنامل مقاتل يعلمنا معنى الوطن، ويقدم الدروس المجانية، التي تنحني لها رؤوس الشرفاء إجلالاً، وأجمل وأغلى(سيلفي) في العالم، لبطل يصور نفسه وهو معفر بالدماء مفتخراً، بينما يتنابز ساسة ويتاجرون بتضحياتهم، والحقيقة تقول: أن أصوات الصراخ تنبح على قوافل السائرون الى معركة الشرف، وهم يستنكفون عن المشاركة في تحديد مصير وطن.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موازين الارهاب مابعد تحرير تكريت
- حاجة الإختلاق وإعاقة الأخلاق
- مَنْ أغلق أبواب الديموقراطية..؟!
- وصمة عار من الموصل الى بنغازي
- حواسم في بيوت الحواسم؟!
- ليتني كنت بعثياً
- عندما يصرخ الأموات
- شكراً من مدينة النفط والقير
- السيد العبادي خطوة شجاعة وننتظر خطوات
- كسب الكساسبة وإنقرض القرضاوي
- ضمير العفطية في الدولة الشفطية
- السيد والسفاح
- الإتفاق والنفاق
- مالكية النفط وتهديدات المستقبل الإقتصادي
- لو كان مدحت المحمود رئيس المحكمة الفرنسية؟!
- أحزمة الحضارة والأحزمة الناسفة..!
- ممكنات العيش في بلاد القهرين..!
- مَنْ ينقذ غرب العراق من الطوفان؟!
- دواعش بلباس شيعي
- حتى الرياضة نخرها الفساد؟!


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجابري - سيلفي بأيادي عراقية