أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - واثق الجابري - حاجة الإختلاق وإعاقة الأخلاق














المزيد.....

حاجة الإختلاق وإعاقة الأخلاق


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 4737 - 2015 / 3 / 3 - 18:37
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


صورتان متناقضتان؛ بين طفلة معاقة ترسم بأطراف أقدامها حديقة وورود، وتعبر عن الحياة وهي مقعدة في الكرسي، وصورة لمجرمي داعش، وهم يمسكون المعاول في أشرس هجمة عرفها التاريخ، ويحطمون متحف نينوى، ويحاولون محو تاريخ إمتد الى أكثر من 9000 عام.
الإعاقة في الأخلاق وليست في الإختلاق، والتشوه في الفكر والدين والإنسانية، وليست في الجسد، والإرادة والقوة هي فعل الخير وحب الحياة؛ وإلاّ كانت أسوء من الوحشية.
تؤكد الإحصائيات العالمية عن وجود ما يقارب 13% من المجتمعات من ذوي الإحتياجات الخاصة، ويشكل العرب النسبة الأكبر، وفي العراق تتجاوز هذه الإرقام، جراء العمليات الإرهابية والحروب، والأمراض التي سبها ضمور الرعاية الإجتماعية والصحية، والخطر الأكبر هو إنحراف العقول وإنخراط آلاف الشباب مع المنظمات الإرهابية، وهم ينتشرون في 80 دولة، وللعرب الحصة الأكبر، وتتشكل داعش من 80% من العراقيين، منهم من غرر به وآخر من أجبر وأسر لأفكارهم تحت التهديد.
يؤشر إرتفاع نسبة من لم يأخذوا فرصتهم في التعليم من المعاقين؛ الى ثقافة مجتمعية لا تتفهّم ظروف الإعاقة الجسدية والنفسية والعقلية، وتضع المعوقات المادية والمنهجية وإفتقار البنى التحتية، ومن المحزن والمؤسف أن ترصد منظمة اليونسكو من نسبة 90%، من الأطفال ذوي الاعاقة في العراق، وهم لا يتلقون تعليماً أساسياً.
تأخر المسؤولون المعنيون والجهات المختصة كثيراً؛ في النظرة الجادة لقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، ولم يوفروا متطلبات العيش الكريم والتطور العلمي والثقافي لهم، وتمكنينهم مادياً وصحياً وتربوياً، ومواكبة المعطيات العلمية للعلاج والسكن والقروض، ولم يُسهل الإندماج مع المجتمع بطريقة تحفظ كرامتهم وخصوصيتهم، وتقديم التسهيلات المطلوبة لتنقلاتهم وسفرهم في الداخل والخارج.
تقديم الحلول الواقعية لشريحة مهمة، هو واجب إنساني ووطني، ونتيجة للحروب وهجمات الإرهاب الأعمى، أصبح لدينا شريحة كبيرة من الضحايا، وبمنطق الوطن والوفاء للتضحيات، من الضروري دمجهم بالمجتمع ووضع إحتياجاتهم في سلم الأولويات، وإعتماد سياسة تعليمية واضحة في كل المراحل الدراسية وصولاً الى الجامعات، وإنشاء المعاهد المختصة للتعامل مع شريحة كبيرة في المجتمع، والتمكين الثقافي والتربوي هو حجر الأساس؛ لأجل الإنطلاق بمشروع وطني لدعم الاشخاص ذوي الاعاقة الجسدية، وردم الإعاقة الفكرية.
يحتم المستقبل على تحديد ملامح الوطن، وبالإمكان أن تكون المحنة سبب للوحدة، وبداية الإنطلاق للمستقبل.
يمرّ العراق بمرحلة خطيرة وحساسة، وقد تجاوز الإرهاب الأعمى ظلاميته، وصار يتبجح بقطع رؤوس النساء والأطفال، وسبي الحرائر بإسم الإسلام، وتعوقت وإنحرفت عقول فئة منحطة، تريد إعاقة الحياة وتعويق الإنسان، ولكن الرد بتمكين ذوي الإحتياجات الخاصة، ودفعهم للمشاركة في رسم الحياة، وتوفير فرص عمل تتناسب مع قدراتهم، ومن واجب السلطة التشريعية سن القوانيين التي تخدمهم، والسلطة التنفيذية دورها التطبيق والإهتمام، وحتى الوزارات والمؤسسات الحكومية، عليها توفر التسهيلات والمشاركة؛ في مساعدتهم لبناء المستقبل، وأن العوق في الإخلاق لا في الإختلاق.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَنْ أغلق أبواب الديموقراطية..؟!
- وصمة عار من الموصل الى بنغازي
- حواسم في بيوت الحواسم؟!
- ليتني كنت بعثياً
- عندما يصرخ الأموات
- شكراً من مدينة النفط والقير
- السيد العبادي خطوة شجاعة وننتظر خطوات
- كسب الكساسبة وإنقرض القرضاوي
- ضمير العفطية في الدولة الشفطية
- السيد والسفاح
- الإتفاق والنفاق
- مالكية النفط وتهديدات المستقبل الإقتصادي
- لو كان مدحت المحمود رئيس المحكمة الفرنسية؟!
- أحزمة الحضارة والأحزمة الناسفة..!
- ممكنات العيش في بلاد القهرين..!
- مَنْ ينقذ غرب العراق من الطوفان؟!
- دواعش بلباس شيعي
- حتى الرياضة نخرها الفساد؟!
- كيف دخلت طائرة الأسلحة ياصولاغ؟!
- الكلاب تأكل رأس خليفة الدواعش


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - واثق الجابري - حاجة الإختلاق وإعاقة الأخلاق