أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الحناوي - تعريف المجتمع المصري














المزيد.....

تعريف المجتمع المصري


كاظم الحناوي

الحوار المتمدن-العدد: 4867 - 2015 / 7 / 15 - 16:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الدارس والمهتم بالمجتمعات الاسلامية يعرف قدرات الانسان المصري على الابداع المتجاوز للزمان والمكان .هذه القدرات التي تفتقت وازدهرت في الادوار الاولى للحضارة الانسانية حيث عملت وابدعت حضارة قد لايستطيع تحقيقها لو لم يجد مناخا يساعده على ذلك ومجتمعا يتقبل العطاءات الابداعية بتشجيع وحفاوة ...
ومن ثم جاء الاسلام ليتألق تحت اضواء تلك الحضارة والسلوكيات الداعية الى العمل واتقانه . وهو تألق تحكمه ايجابيات تكوين الانسان المصري الملتزم بعقائد بعيدة كل البعد عن عقائد البداوة حيث الفوضوية في التدين والالتزام والمنغلقة بحدود الصحراء والمقيدة بقوانين القبيلة والمسيطر عليها بغرائز حيوانية تحول العبادة الى وسيلة للاشباع الطائش الذي يجنح الى الغطرسة والنفخة الفارغة خارج دائرة الذوق والاخلاق.
هكذا كان الانسان المصري عند دخول الاسلام الى مصر وعندما جاء علماء الاسلام كابو حنيفة وغيرة ليتساموا مع هذا الفكر ليخرجوا خارج اطار الرهبنة والعزوف عن الجديد بكل معطياته . على ارض مصر فهم المسلمون ماذا تعني الطبيعة وما فيها من عجائب وغرائب تدعو الى التأمل والتفكير .
من هذا المجتمع خرجت الافكار الوسطية الذي تفردت بها مصر دون غيرها من المجتمعات المتطرفة في موقفها من الحياة والوجود. واذا ما اردنا تعريف المجتمع المصري: هو مجتمع لايلغي قيمة الاخر ويحفظ للمواهب حقوقها ويحافظ على قيمة الجماعة دون هيمنة الاكثرية على الاقلية او التسلط الفردي على المجتمع ظلما وهذا ناتج عن الحب لعمل الخير وحب الجمال وحب الحياة والعمل لكل افراد المجتمع دون السؤال عن دين اومذهب ..
هذا المجتمع هو الذي ابدع الازهر كمرجع لكل المذاهب الاسلامية والمعتمد على قدرات عالم الدين المصري لبناء صرح اسلامي له خصائصه المتميزة وخصوصيته المتفردة ومن الازهر وافكارة استطاع المسلم ان يبدع رغم سقوط الدولة الاسلامية والتدني الذي اصاب مفاصل ولاياتها نتيجة سقوطها تحت الاحتلال او تسلط العوائل والاتباع والعملاء على مكوناتها.
فقد اشاع المتخرجون من تحت سقف الازهر الابداع في اصقاع الكرة الارضية ادبا وفكرا وفلسفة وفنا واصبحت مصر في عصر انحطاط العرب منارا لان فيه مدرسة الازهر المستقلة والتي اصبحت رافدا مهما من روافد الحضارة الانسانية..
كان هذا حين كان الاحتلال يحكم اغلب بلاد العرب ثم دارت عجلة الزمان واصبح المحتلون يفكرون بطرق احتلال تتماشى مع التحول الجديد في النظر الى الاحتلال والمحتل بعد ان تكونت منظمات مثل الامم المتحدة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية لذلك عمل الغزاة المنحرفين على فلول التشكيلات المسعورة والحاكمين المنحرفين وافكار المتطرفين يساعدها في ذلك تقاعس العرب والمسلمين فانقسمت المذاهب الى حركات واستشرت النزعات الفردية وتخلخلت تركيبة المجتمعات حيث شجع الغزاة على بقاء المجتمعات المتخلفة تحت حكم عوائل وتيارات يحكمها مد وجزر تناحر الغزاة ..
واليوم نجد اثار معطيات ذلك بتصدر الافكار المتطرفة لتفقد بعض المذاهب معالمها تحت تاثير المال والاعلام والتشجيع من الغزاة الجدد وجهل ابناء الامة وسطوة الفكر المتطرف فأنتج دعاة يتاجرون بالدين ...
لكن الطامة الكبرى ان هؤلاء المتطرفون قرروا مسح كل معالم الحضارة وتدمير الاثار وبث الفتاوى ومنع دراسة التراث والتاريخ والاثار التي لاتتماشى مع اهدافهم الشيطانية ليمنعوا اي منطلقات لابداعات جديدة ...
وبعد الاحداث التي اصابت الجسد المصري في السنين الاخيرة اصبح الازهر وجامعته ومفكريه هدفا للفكر المتطرف تحت غطاء دولي ليمنعوا الجيل الحاضر والاجيال القادمة من ابناء الامة الاسلامية لتقويم الاثار الناجمة عن التطرف وتسهيل وصول الدارسين والباحثين الى منبع الوسطية .
فشراء الازهر وتبعية علمائه صار هدفا واضحا وتصريحات قادته اصبحت رزية لدى العديد من المذاهب والاطياف الاسلامية حيث حملوا لواء التطرف والفتاوى الهدامة لجسد الازهرالشريف بعيدة عن شعاره الذي حمله علمائه الافاضل على طول التاريخ:لا تطرف لا فوضى لان الحياة نظام ( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار)الاية.



#كاظم_الحناوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستاذ ورئيس قسم
- بمناسبة يوم الصحافة العراقية : الصحافة نواة في كل مبدع وعن ط ...
- لابد من إتلاف بعض الشيء لإصلاح باقيه
- تخبط الاعلام السعودي :الاساءة للاميرة موزة ولعن الملك سلمان!
- تدميرالوطن يبدأ عندما تقتل ثقافته
- رجال الدين والمسؤولية عن تدمير معالم الحضارة الانسانية
- داعش اقرب الى التفكك ... مفاجأة ام نتيجة؟
- الشيفونية والطائفية وبراءة الدكتاتورية !
- هل التمتع بالحرية سببا مؤديا للارهاب؟!
- الطرش الهندي ؟!
- الاعلام الطائفي طريق لتهميش الآخر واستبعاده
- التواصل تكنلوجيا جديدة تتطلب استجابات مختلفة
- اكثر من صحاف لعاصفة واحدة!
- الكرامة وحقوق الأخر
- الانسياح الاعلامي: إشكاليات الطرح وضرورات النشر
- أمة الغربان والملك سليمان
- بمناسبة عيدها: مامي بابلية تلهج بها الالسن حول العالم
- (المجلس ) اسم عاصمة مصر الجديدة
- هل الدواعش من متطرفي الدين ام السياسة؟
- أتمتة العقل البشري لقبول واقع جديد


المزيد.....




- بعد وقف إطلاق النار.. رئيس إيران يوجه -طلبا- إلى محمد بن زاي ...
- نظريات المؤامرة: كيف أصبح مروجوها خطراً على من حولهم؟
- حلم -تغيير النظام- الإيراني - تجارب الشرق الأوسط الفاشلة نذي ...
- إنقاذ الحياة والثروة السمكية في المتوسط.. مهمة تنتظر تعاون ا ...
- النجم الهندي سلمان خان يفاجئ الجمهور بحقيقة وضعه الصحي الخطي ...
- خبراء يحذرون: تعليم القراءة في سن الثالثة قد يُعيق نمو الطفل ...
- نواف سلام يؤكد من الدوحة على الدور المحوري لقطر في استقرار ل ...
- الترجي.. هل تواصل تونس صناعة التاريخ للكرة العربية بالفوز عل ...
- لحظة انقلاب مروحية أثناء محاولتها الهبوط في أمريكا.. شاهد ما ...
- إيران تقصف قاعدة العديد في قطر وترامب يشكر طهران على إنذاره ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الحناوي - تعريف المجتمع المصري