(المجلس ) اسم عاصمة مصر الجديدة

كاظم الحناوي

الحوار المتمدن-العدد: 4750 - 2015 / 3 / 16 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مرت العديد من دول العالم بتحولات فرضت عليها تغيير عواصمها وقد بلغت في القرن العشرين سبعة دول غيرت عواصمها والتي كان لها انعكاسات صبت في خدمة تلك الدول نتيجة هذا التغيير، ونتيجة التحديات التي تواجهها جمهورية مصر العربية والتي تتمثل في نسبة التلوث وعدد السكان في العاصمة القاهرة وقد ظهرت ملامح التلوث وبشكل حاد مع ارتفاع اعداد المصانع وحركة المرور وغيرها من اسباب التلوث منذ الربع الاخير من القرن الماضي.
وتأتي أهمية بناء عاصمة ادارية جديدة من زوايا مختلفة خاصة في الوقت الحاضر، حيث العولمة والمنافسة المستمرة بين العواصم في المجالات المختلفة.وفى هذا الإطار، تزداد أهمية هذا التغيير، نتيجة انفتاح اكثر العواصم في الدول العربية ، لكي يساعد ذلك على تطبيق متطلبات مهمة، سواء على مستوى التنظيم أو القيادة أو التكنولوجيا. حيث تواجه القاهرة العاصمة العديد من التحديات التي تؤثر على دورها كمدينة عصرية تصلح للتوافق مع متطلبات مصر المستقبل لان التساؤل الرئيسي هو ما متطلبات التحول إلى عاصمة جديدة ؟ وما مدى توافر هذه المتطلبات في الموقع المقترح ؟
الخطوة الاولى قد ظهرت من خلال التصاميم التي توسطت قاعة الاستراحة في مؤتمر مصر المستقبل وسط انبهار العديد من الوفود التي قدمت من العديد من دول العالم بالتصميم . وتحول التصميم الى خبر وصورة رئيسية تتصدر الاعلام العربي وكانه ينقل العين الى راحة مؤقته من ساحات الصراع ، وكان القاسم المشترك بين الحاضرين الى مؤتمر مصر المستقبل غنى الدول وثراؤها وقدرتها على تشغيل مشاريع عملاقة بهذا الحجم، أما الدول العربية الاخرى الاقل غنىً فلم تكن غائبة عن المؤتمر لكنها اعتمدت على تقديم قدرات ومهارات شبابها لتوصيل رسالة للدول التي تعتمد الهجمات المضادة لمصر وتعمل في السر بهدف اسقاط النظام القائم ، وكان ابرز الحاضرين من الدول العربية السعودية والامارات والكويت بحضور الامير شخصيا وتقديمه لمبلغ اربع مليارات دولار وبهذا تكون تقدمت بخطوة لم تعرف عنها منذ حرب تحرير الكويت وهو امر لم يحصل في أدق مراحل اختبار الوجود للانظمة الخليجية في فترة ما يسمى بالربيع العربي ، وبداية الأدلجة لمنظمات وحركات في دول الخليج والاحتماء بأغطية فكرية، بعد صعود نجم الاخوان اللذين ركبوا على اكتاف الجماهير في مصر وقطف ثمار الثورة ، نتيجة عدم وجود بديل ايديولوجي جاهز تعتنقه الجماهير ، وكان الارجح ان يكون البديل هو الاسلام السياسي بوجوهه المتعددة عن نظم خليجية ملكية معتدلة وكسبب لتقهقر اليسار العربي بعد نهاية الاتحاد السوفيتي ونهاية الاحزاب القومية وتعثرها، لكن الانظمة الخليجية ظلت نشطة خاصة في تحدٍ للفكر الديني المؤدلج، ووسط تلك الحيرة واضطراب الرؤى كان قرار جماهير الشعب المصري في خيار تشجيع قيام الدولة المدنية وتعبيراتها الاجتماعية بحيث تستمر اللحمة بين مكونات الشعب المصري بزخمه الثقافي ، ويحافظوا على قيم التعايش في اكبر مجتمع عربي متنوع الاعراق والمنابت وينأوا عن تكفير الآخر من المسلمين وغير المسلمين، ويقبلون بقواعد اللعبة الديمقراطية وتكون قمة هذه التغييرات بناء عاصمة جديدة.
ستتحول العاصمة الجديدة الى ورشة عمل عملاقة من خلال مشاريع الاستثمار، إذ ستكون العاصمة الجديدة قريبة من ميناء القاهرة الجوي وعلى بعد 45 كم من وسط مدينة القاهرة، وممّا يميّز المنطقة بشكل خاصّ وجود 90 كيلومترا مربعا من الحقول المخصصة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، إضافة إلى أنه سيضم أكبر حديقة في العالم.و تشغيل عددا كبيرا من اليد العاملة. وهي مرتبطة بشبكة هامّة من النقل العمومي، كما أنّها تقع علي بعد 60 كم من قناة السويس وتتوفر بهذه المنطقة التجهيزات الضرورية التي يحتاجها المستثمرون، من طرق وشبكة نقل برية وجوية، وشبكة هاتفية.
ويتولى انشاءَها وبنائها شركات اماراتية ومصرية متخصصة لبناء 1.1 مليون وحدة سكنية، وستستوعب 5 ملايين شخص، هذا بعض ما ادلى به رئيس الوزراء المصري واضاف ان العاصمة الجديدة سيكتمل بنائها من خمسة الى سبعة سنوات. اما اسم العاصمة فلا زال قيد النقاش ونحن نعتقد ان اسم ( المجلس) من اكثر الاسماء التي سيتم طرحها ليكون اسم العاصمة خاصة ان مصر هي المقر الدائم لمجلس الجامعة العربية وان العاصمة الجديدة ستبنى بمساهمة كبيرة من دول مجلس التعاون وما يشكله ذلك من تأثير في الواقع المصري الاقتصادي والسياسي ...

#كاظم_الحناوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل