أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي خليل - وقف اجتماع البابا خطوة صحيحة














المزيد.....

وقف اجتماع البابا خطوة صحيحة


مجدي خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4861 - 2015 / 7 / 9 - 22:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قرر قداسة البابا تواضروس وقف أجتماع الأربعا حتى عام 2018 لتجديد القاعة الكبرى وتزيينها بالايقونات القبطية العملاقة فى أطار خطة إعادة تجديد الكتدرائية بمناسبة اليوبيل الذهبى لأفتتاحها. وفى رأيى أن وقف الاجتماع الأسبوعى خطوة فى الاتجاه الصحيح بصرف النظر عن أسبابه.
فمن ناحية فأن هذا الاجتماع الأسبوعى قد تم إقراره فى عهد قداسة البابا كيرلس خصيصا لأسقف التعليم وقتها نيافة الأنبا شنودة، حيث كان نيافته واعظا مفوها كاريزميا، وكان أجتماع الجمعة وقتها حدثا قبطيا جاذبا لجيل الشباب القبطى الجامعى المتطلع لحقبة مختلفة فى الكنيسة القبطية، وأستمر قداسة البابا شنودة فى مواصلة هذا الاجتماع الأسبوعى بعد اختياره بطريركا حتى أخر لحظات حياته على الأرض، ولكن فقط تم تغيير موعده كجزء من شروط الأمن لعودة قداسة البابا من الدير ، فتغير من الجمعة إلى الأربعاء مع مغادرة البابا للقاهرة إلى دير الأنبا بيشوى ليقضى ثلاثة أيام فى الاسبوع هناك. وقد قبل قداسة البابا شنودة هذه الشروط المتعسفة لكى يعود لخدمة شعبه التى حرم منها بقرار من السادات ومبارك لمدة 40 شهرا. ومن ثم فأن هذا الاجتماع هو مرتبط بظروف محددة وبشخصية قداسة البابا شنودة تحديدا كواعظ مفوه، وليس ضروريا أن يستمر قداسة البابا تواضروس فى هذا التقليد، فلكل شخص مواهب مختلفة حسب عطايا الروح القدس.
ومن ناحية ثانية فأنه على مدى الخمسين عاما الماضية تغيرت وسائل التواصل مع الجماهير بشكل جذرى، فالآن هناك ما يزيد عن عشر فضائيات قبطية ومسيحية عالمية تنقل كم كبير جدا من العظات المتنوعة الثرية، علاوة على الأنترنت ووسائل الميديا الجديدة، كل هذه الوسائل الجديدة جعلت الشعب على تواصل، مع قادته الروحيين ومع الممارسات الروحية المختلفة، فى كافة أركان المعمورة بدون الحاجة للحضور للكتدرائية لسماع عظة.
ومن ناحية ثالثة فأن الحاجة إلى تأمين قداسة البابا فى هذه الظروف الدقيقة يستوجب وقف هذا الاجتماع الجماهيرى الذى يصعب تأمينه، فهناك تهديدات واضحة وصريحة من جماعة الاخوان وحلفائها بإغتيال البابا، ومن ثم فأن وقف الاجتماع ضرورى لتأمين حياة البابا.
ومن ناحية رابعة كان قداسة البابا شنودة يحتاج إلى هذا الاجتماع لتمرير بعض الرسائل الخاصة بوضع الأقباط ورسائل أخرى فى الشأن الوطنى بشكل عام، ورغم أنخراط قداسة البابا تواضروس فى الشأن العام والوطنى بصورة أكبر من قداسة البابا شنودة نظرا لظروف البلد فى السنوات الثلاثة الأخيرة، ولكن قداستة أختار طريقا مختلفا وهو التأييد المطلق للنظام، ومن ثم لا توجد حاجة لتمرير هذه الرسائل التى كان يمررها البابا شنودة.
ومن ناحية خامسة فأن هذا اللقاء تراجعت فوائده الروحية كثيرا بعد أن تحول إلى مناسبة للجماعات المعارضة للإحتجاج على بعض الأوضاع الكنسية، وبعد أن أصبح منصة للمعارضين وبعض المظلومين لمقاطعة العظة والصراخ فى الاجتماع مما أدى إلى تراجع المردود الروحى منه بشكل كبير، كما أصبح كذلك منفذا للصحافة للتدخل فى الشأن الكنسى والتربص بكل كلمة تخرج من فم البابا أو لتضخيم صوت وحجم المعارضة.
لهذه الأسباب أرى أن وقف هذا الاجتماع خطوة صحيحة، ولكن بشرط أستحدث وسائل أخرى للتواصل مع الشعب، مثلا بفتح قناة سهلة ومباشرة لتلقى شكاوى الناس ومظالمهم واقتراحاتهم والتعامل معها بجدية تامة، على ألا تكون هذه الوسيلة خاضعة لنفوذ سكرتارية قداسة البابا الذين تنقصهم الكفاءة والكياسة والذكاء فى التعامل مع الجماهير.
أتمنى كذلك توسيع وتجديد فاعلية لجان البر من آجل التعامل مع ظاهرة الفقر المتزايد بين الأقباط.
أيضا على قداسة البابا أن يواصل طلته على الشعب من خلال إحدى وسائل الإعلام القبطية لألقاء العظات والرد على الأسئلة والأستفسارات.
أتمنى كذلك أن تتواصل لقاءات قداسة البابا الأسبوعية مع القادة الروحيين والخدام والخادمات ومع طلبة المعاهد اللاهوتية والكليات الأكليريكية، وأن تكون لهذه الاجتماعات مواعيد أسبوعية محددة داخل الكتدرائية، وهذه الأعداد المحدودة يمكن تأمين لقاءها بسهولة، كما أنها تنقل رؤية البابا للخدمة إلى القادة الروحيين مباشرة.
أتمنى أيضا أن يجد قداسة البابا طريقة أخرى للشهادة العلنية عن معانأة شعبه تحت نير الإضطهاد المستمر.
إن الكنيسة القبطية تحتاج إلى تجديد شامل فى رؤيتها للقضايا المعاصرة، وفى تعاملها مع التحديات المتجددة، وفى أستجابتها لمعانأة الناس، وفى تواكبها مع التطورات العالمية، وفى تجديد الآليات الإدارية، وفى وسائل تواصلها مع الشعب، وفى إنفتاحها على المسيحية العالمية، وفى شهادتها عن إضطهاد شعبها، وفى خروجها من سجن التراث.
ونأمل أن يطول التجديد كافة هذه النواحى وليس الحوائط فقط.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زواج المثليين بين الحقوق الطبيعية والحقوق الشاذة
- انجازات سلمان فى 6 شهور
- مصر فى الكتاب المقدس
- الإعلام المصرى والغرق فى الوحل
- الموسم الثانى بالعربية للكتاب العظيم
- مهزلة تهجير الأقباط
- الحكم بإعدام مرسى بين الشريعة ومواثيق حقوق الإنسان
- الكنيسة القبطية فى المهجر ومشاكل الجيل الثانى
- دعوة لمؤتمر دولى هام بواشنطن عن مسيحى الشرق الأوسط11-12 يوني ...
- نبى الإسلام سنى أم شيعى؟
- سنة وشيعة في مقابل كاثوليك وبروتستانت
- بروباجندا عاصفة الحزم
- القضية الأرمنية بعد مائة عام من الإبادة
- الصراع السنى الشيعى عبر العصور
- يسرى فودة ..........وكتابه الجديد
- باكستان.....أرض التطرف
- 400 حلقة من الأسئلة الجريئة
- مقرر التاريخ عام 2040
- أمريكا وداعش وإدارة التوحش
- داعش وإدارة التوحش


المزيد.....




- إيران تقترب من المصادقة على قانون لتعليق التعاون مع الوكالة ...
- وزير دفاع إسرائيل عن خامنئي: -لو أبصرناه لقضينا عليه-
- ضربات ترامب لإيران تُرسّخ قناعة كوريا الشمالية بالتمسك بسلاح ...
- أكبر قواعد واشنطن بالشرق الأوسط: العديد... استثمار قطري ونفو ...
- إيران وإسرائيل والشرق الأوسط الجديد
- حتى نتجنب مصير مُجير أم عامر
- وزير الدفاع الأمريكي: ترامب هيأ الظروف لإنهاء الحرب الإسرائي ...
- مرشح ليكون أول مسلم يُصبح عمدة نيويورك.. من هو زهران ممداني ...
- مبابي يتهم باريس سان جيرمان بـ-الاعتداء الأخلاقي- في شكوى جن ...
- هل تناول تفاحة في اليوم مفيد حقّاً لصحتك؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي خليل - وقف اجتماع البابا خطوة صحيحة