أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - أمريكا وداعش وإدارة التوحش















المزيد.....

أمريكا وداعش وإدارة التوحش


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4754 - 2015 / 3 / 20 - 18:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عند الحديث عن داعش يطفو على السطح مباشرة تورم نظرية المؤامرة فى الشرق الأوسط بالإدعاء أن داعش هى صنيعة أمريكا، ويقارن البعض بين مصطلح " الفوضى الخلاقة" عند كوندليزا رايس ومصطلح " إدارة التوحش " عند داعش ويعتبرون أن المصطلحين وجهان لعملة واحدة. ورغم أننى اختلف مع إدارة أوباما فى كثير من الأمور،إلا أن البحث المنصف عن الحقيقة ينفى عن أمريكا تهمة التورط فى صناعة داعش. دعنا نوضح ذلك بصورة أكثر تفصيلا.
أن المصطلح التى ذكرته كوندليزا رايس، بأعتبارها أستاذا مرموقا فى العلوم السياسية، هو " عدم الأستقرار البناء" Constructive Instability، وقد تم ترجمته بصورة مستفزة " وغير دقيقة إلى "الفوضى الخلاقة". والمصطلح يعنى أنه عند التحول من أنظمة مستبدة إلى أنظمة ديموقراطية قد يحدث عدم أستقرار مؤقت فى الدولة،وذكرت المثل بما حدث فى أوروبا الشرقية بعد سقوط الاتحاد السوفيتى، هذا الوضع غير المستقر ترأه طبيعيا وحتميا ولكنه بناء إذ يعقبه تحول ديموقراطى حقيقى نحو الحريات والأنتخابات الحرة، وهى ما كانت ترجوه للشرق الأوسط، إذ أن التغيير التدرييجى من خلال الأنظمة قد فشل، وتجربة نقل الديموقراطية من خلال العراق أفسده دول الجوار والصراع المذهبى فى العراق، وبالتالى لم يتبق سوى سقوط الأنظمة عبر ثورات ديموقراطية سلمية يعقبها فترة أنتقالية قصيرة من عدم الأستقرار ثم إعادة بناء نماذج ديموقراطية تعيد تشكيل الشرق الأوسط إلى شرق أوسط ديموقراطى. ربما الخطأ الوحيد فى تحليل كوندليزا رايس أنها كانت تتصور أن جناح كبير من الإسلاميين، الذين يطلق عليهم معتدلين، سيتعاملون مع هذه الظاهرة بعقلانية ولن يقفزوا لاختطاف هذه الثورات وتدميرها، وربما يرجع ذلك عند كوندليزا رايس إلى خبرتها المحدودة جدا فى دراسة نماذج الإسلاميين حيث أن تخصصها الأكاديمى هو النموذج السوفيتى. معنى هذا أن هناك فرقا جوهريا بين مصطلح الفوضى الخلاقة وبين مصطلح إدارة التوحش، حيث أن إدارة التوحش تعنى بناء نموذج إسلامى متوحش من الفوضى القاتلة عن طريق الدم والهدم والرعب، يتطور إلى دولة متطرفة وإرهابية غير خاضعة لأى قواعد دولية، ثم يتطور إلى خلافة إسلامية متوحشة تبغى السيطرة والهيمنة على العالم بقوة الإرهاب، كما أن المصطلح الأول إيجابى فى معناه والمصطلح الثانى سلبى مدمر.
النقطة الثانية التى يعتمد عليها أصحاب نظرية المؤامرة، هو ترديد مقولة بائسة وهى " أبحث عن المستفيد"، وحيث أن أمريكا وإسرائيل من أكثر المستفيدين من ظهور داعش فهم وراء هذه المنظمة، نسى هؤلاء أن العالم كله مستفيد من حصار الإرهاب والقتال فى الشرق الأوسط بعيدا عن أراضيهم، روسيا مثلا من أكثر المستفيدين فهل هى التى صنعت داعش؟. الهند كانت أكثر الدول التى استفادت من سقوط طالبان، فهل كانت طالبان صنيعة هندية أم باكستانية سعودية؟، الصين أكبر مستفيد من الحرب الأمريكية على الإرهاب من آجل إضعاف أمريكا، فهى هى التى صنعت ظاهرة التطرف الإسلامى أم صنعتها دول إسلامية معروفة بالأسم؟.
إسرائيل وأمريكا مستفيدتان بالفعل من غباء المتطرفين وعنفهم وكراهيتهم التى تعبر عن نفسها فى هذا العنف الهمجى، وكما قال هتلر "لا أكترث بمصير العرب، فهم سيقتلون بعضهم البعض فى يوم من الأيام"، ويقول الفيسوف الفرنسى جوستاف لوبون " أن سيف العرب مرفوع دائما ضد غيرهم أو ضد أنفسهم"، وتقول التواراة عن إسماعيل وابناءه " يده على كل واحد ويد كل واحد عليه"...أى أن أبناء إسماعيل فى حالة حرب دائمة.

دعنا نتفق مع هذا الأفتراض الوهمى ونقول أن داعش صناعة إسرائيلية أمريكية ماسونية، فى هذه الحالة نسأل لماذا لا يثور ضدها العرب والمسلمون إذن؟، لماذا لم تخرج مظاهرة واحدة ضد داعش فى جميع أنحاء العالم الإسلامى فى حين توحش الصخب وأدى إلى سقوط عشرات الضحايا ضد كرتون أو مجرد رأى للبابا أو لقطات مصورة تافهة؟، لماذا لا تقوم المنظمات الإسلامية الكبرى فى السعودية ومصر بإعلان الجهاد ضد داعش كما اعلنوه من قبل فى أفغانستان والبوسنة؟، لماذا لا نرى مقاومة شعبية فى المناطق التى تسيطر عليها داعش؟، لماذا رفض الأزهر تكفير داعش ورفض شيوخ الوهابية تفنيد حجج داعش الشرعية؟، لماذا لا يتم تشكيل قوة عربية إسلامية لتحارب داعش أنتصارا للإسلام على الماسونية والصهيونية؟، لماذا لم تصدر فتوى تكفير واحدة ضد داعش فى أى من الدول الإسلامية التى تكفر مجرد الخصوم من المفكرين والمصلحين؟...عشرات الأسئلة ولا مجيب،باختصار لأن داعش صناعة إسلامية مائة بالمائة.
السبب الثالث الذى يعتمد عليه أصحاب نظرية المؤامرة هو أن أمريكا ليست جادة فى الحرب ضد داعش، نعم أمريكا ليست جادة، ولماذا تكون جادة أصلا وهى مستفيدة من وجودها؟. التحالف الدولى بقيادة أمريكا يهدف إلى مجرد هزيمة الطبقة المتوحشة عند داعش وحماية حلفائهم الاكراد وتسهيل هجرة المسيحيين، ولا يرغب فى إرسال جنوده على الأرض يموتون من آجل حرب إسلامية إسلامية هى فى الأساس حرب على تعريف الإسلام وتعريف الجهاد،أى أنها حرب إسلامية بإمتياز وداخل الإسلام ذاته. بل ولن يدخلوا حربا من آجل المسيحيين، وقد سمعنا الكثير من المسئولين الأمريكيين يقولون بأنهم غير مستعدين للحرب من آجل مسيحى الشرق الأوسط، نعم هم متعاطفين معهم...نعم سهلوا الهجرة لهم للغرب بدرجة ما...نعم يحاولون بطريقة غير مباشرة تأمين خروجهم وأمدادهم بالمعونات الإنسانية هم واليزيديين واللاجئين السوريين، ولكنهم لن يدخلوا حرب من آجل مسيحى الشرق.
ويبقى السؤال إذا كانت أمريكا لم تصنع داعش من يقف وراء ظهورها؟.
داعش صناعة إسلامية بإمتياز، والذين ينفون ذلك يحاولون تبرئة الإسلام السياسى من صناعتها دفاعا عن دينهم وتمويها لدورهم. داعش صناعة تركية قطرية سعودية اخوانية إماراتية، كل هذه الدول تورطت بدرجات مختلفة وبادوار مباشرة وغير مباشرة فى صناعة داعش، كما أن هناك عوامل مهمة مهدت وساعدت على ظهور داعش منها:
1-الصحوة الإسلامية التى ظهرت منذ أربعة عقود كانت المفرخ لكل حركات التطرف والإرهاب.
2-فوائض البترودولارات أو دولارات الرعب كما وصفها صحفى سويسرى.
3-غزو العراق وهجوم المتطرفين الإسلاميين عليه حتى تحول لدولة فاشلة.
4-الربيع العربى والصراع على السلطة.
5-إسقاط حلف شمال الاطلسى لنظام القذافى دون وضع تصور لنظام بديل.
6-الصراع الشيعى السنى.
7-التدخلات الدولية فى ىسوريا حتى اصبحت مسرحا للإرهاب.
8-توسيع مفهوم هجرة الإرهابيين منذ حرب أفغانستان عام 1979.
9- تفكيك نور المالكى لعناصر الصحوات السنية التى شكلها الجنرال باتريوس لمحاربة القاعدة وعددها يقترب من 100 الف شخص بعد الوعود بضمهم لقوات الأمن، مما جعلهم يغتاظون وينضمون لداعش.
10-أقصاء وتهميش السنة فى العراق تحت حكم نور المالكى.
11-الدور الإيرانى المخرب فى العراق.
12- فوضى السلاح الناتج عن فشل الدولة فى ليبيا واليمن وسوريا والسودان وحماس.

إن داعش مثلها مثل الاخوان مثل بوكاحرام مثل طالبان مثل حماس ...مثل كافة المنظمات الإسلامية، هى منتجات أصيلة للفكر والتراث الإسلامى، كما أنها تتفق جميعا فى أدبيات واحدة وهى:_
1-التكفير والهجرة،سواء للفرار من دول الكفر أو جذب الإرهابيين من أركان المعمورة للألتحاق بالجهاد العالمى فى دولة الإسلام.
2-الشمولية: وتعنى كل الأجابات عن الأسئلة التى يريدها المسلم موجودة فى الإسلام فقط عن طريق السياسة الشرعية.
3-النصوصية: وتعنى لا أجتهاد مع النص.
4- السلفية: وتعنى الاقتداء بالقرون الثلاثة الأولى للإسلام.
5-الزعم بإمتلاك الحقيقة المطلقة.
6-الجهاد والحرب المقدسة ضد العالم.
7-وجوب وحتمية فرض الشريعة كاملة.
وعلى المستوى السياسى
1-رفض معاهدة سايكس بيكو والحدود المصطنعة بين الدول الإسلامية كما يقولون.
2- الزعم بأن أمريكا ستسقط بواسطة الجهاد الإسلامى كما سقط الإتحاد السوفيتى.
3-الكرهية العميقة لليهود ولإسرائيل، والإيمان اليقينى بنهايتها يوما ما بواسطة الإسلام.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش وإدارة التوحش
- الجزيرة العربية: من أقتصاد النهب إلى أقتصاد الريع
- الشرق الأوسط يخرب نفسه بنفسه
- وداعا حلمى جرجس
- مصر والسعودية: من محمد على إلى السيسى
- دعوة للدخول فى النادى الإنسانى
- حكاية عمرو ورمسيس
- الصراع على قيادة الإرهاب الإسلامى عالميا
- تكفير المفكر سيد القمنى أمام الملايين على الهواء
- أستقرار أم تقدم؟
- شجاعة الامارات
- دفاعا عن خالد ابو النجا
- صناعة الدين الخاص
- خطورة الشرطة المجتمعية على الحريات
- نهاية سايكس بيكو
- أمريكا وداعش
- من هو رجل الدين الفاسد فى المسيحية ؟
- ثورات المصريين فى كلمة السيسى بنيويورك
- مائة يوم على حكم السيسى
- اا سبتمبر والعودة لنقطة الصفر


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - أمريكا وداعش وإدارة التوحش