أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي خليل - الإعلام المصرى والغرق فى الوحل















المزيد.....

الإعلام المصرى والغرق فى الوحل


مجدي خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4841 - 2015 / 6 / 18 - 21:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإعلام المصرى والغرق فى الوحل
مجدى خليل
لقد تجاوز وضع الإعلام المصرى مصطلحات مثل المحنة والأزمة والسقوط والنكسة، لقد أصبح الإعلام المصرى غارقا فى الوحل بالفعل، حتى أننى اتساءل أحيانا هل يمكن أن نطلق عليه إعلام من الأساس؟..أما المسألة المؤكدة فهى أن الدولة العميقة فى مصر شريك أساسى فى إغراق هذا الإعلام فى هذا المستنقع الأسن. إن وجود برنامج مثل الصندوق الأسود معناه أن هناك أطرافا فى الدولة العميقة وصلت إلى قمة الأنحطاط، ففى مقابل الإعلام الإرهابى الذى ترعاه جماعة الاخوان المسلمين وحلفاءها،هناك الإعلام العفن الذى ترعاه الدولة العميقة فى مصر بمساعدة رجالها سواء فى الصحافة أو فى قطاع الأعمال، من يدعم ويقف وراء أمثال أحمد موسى ومصطفى بكرى وعبد الرحيم على ومحمد الغيطى وتوفيق عكاشة وخالد صلاح ومجدى الجلاد؟........والقائمة طويلة جدا، من جعل من هلافيت ساقطين مليونيرات ونجوم مجتمع؟، هل توجد دولة محترمة فى العالم بها صحافة تهدد مواطنيها أنها تتجسس عليهم؟، وتقول للمستثمر لا تأتى إلينا لأن كل خطواتك مراقبة ومسجلة وسيذيعها سى عبد الرحيم على؟، هل توجد دولة محترمة فى العالم تصدر بها صحف ووسائل إعلام دون معرفة من يملكها أو يمولها ومن يدفع خسائرها؟.هل تنافسنا صحافة أخرى فى كم الأكاذيب والتجنى والتشويه المتعمد للناس مثل الذى ينشر فى صحافتنا؟. فى أحدى البرامج قال المخرف محمد الغيطى أننى زرت إسرائيل عدة مرات، وأننى طالبت أمريكا بضرب مصر عسكريا بدون أن يقدم دليلا أو قرينة أو حتى خبر مفبرك يؤيد هذه الأكاذيب؟..فى تقرير للمخبر عبد الرحيم على كتب بروفيل عنى أننى راعى الشذوذ والالحاد والإرهاب!!!....تخيلوا أنا راعى الإرهاب والشذوذ والالحاد!!!... فى خبر آخر أننى راعى وممول الفيلم المسئ لنبى الإسلام!!!..هذه مجرد أمثلة على فجور بعض وسائل الإعلام فى مصر. وهناك آلاف القصص المشابهة التى تخص غيرى.
يبقى السؤال ما هى الأسباب وراء هذا الأنحطاط الإعلامى؟
أولا:إعلام أمنى
عندما تحشد المؤسسات الأمنية قوتها لمنع حبس صحفى مخبر تنفيذا لحكم قضائى واجب النفاذ، فنحن أمام مؤسسات ضالعة فى صناعة الإعلام وصناعة الصحفيين....أما الأنحطاط فهو أفتخار متزايد بين الإعلاميين بعلاقتهم بهذه المؤسسات الأمنية، وسعادة هذه المؤسسات بالتنويه عنها بأنها المتحكمة فى المشهد الإعلامى بما يؤدى إلى تسارع السقوط فى الوحل لمن لم يقع بعد ، ويأس الآخرين من إمكانية الصمود. إن دول مثل كوريا الشمالية وسوريا وليبيا القذافى وعراق صدام ومصر مبارك وما بعده ، هى دول ليست متحكمة فقط فى المشهد الإعلامى والصحفى بل صانعة له حتى تحول معظم الإعلاميين والصحفيين إلى مخبرين وأدوات أمنية، والقلة المستقلة تعانى من الحصار والتضييق عليها فى كل شئ...ووصل التدخل الأمنى إلى الإملاءات عبر التليفونات من حيث المواضيع المرغوب تناولها، والأشخاص الواجب تلميعها أو تشويهها، والنقاط الواجب التركيز عليها، والحملات الموجهة الواجب القيام بها.. عندما تدير وتتحكم الدولة العميقة فى المشهد الإعلامى برمته فكيف نتوقع إعلاما محايدا مستقلا محترما بعد ذلك؟...إن تدخل الدولة العميقة فى مصر فى صناعة المشهد الإعلامى أكبر بكثير من توقعات حتى أكثر المتشائمين.
ثانيا: الفساد الإعلامى
والفساد ليس فقط ناتج عن تداخل التحرير والإعلان، ولا من تداخل الإدارة والتحرير، ولا من تحكم الملكية فى الإدارة والتحرير معا...ولكن الفساد أوسع من هذا بكثير...أنها معادلة بسيطة تطلقها الدولة العميقة للصحفى:أنت معنا رابح دائما. إن الفساد هو نتاج شراكة بين الصحفى وبعض رجال الأعمال والدولة العميقة، هو نتاج إبتزاز رجال أعمال غير مرضى عنهم، أنه نتاج التستر على فاسدين فى كافة المواقع بشرط ذهاب جزء من الكعكة إلى الصحفى، أنه نتاج عمالة لبعض الدول العربية التى تنفق بسخاء على شراء الصحف والصحفيين ووسائل الإعلام. إنه نتيجة خلل مرضى فى توزيع الأجور بحيث يصل مرتب صحفى إلى الف ضعف مرتب صحفى آخر. أنه نتيجة رشوة الدولة للصحفيين المقيدين بالنقابة بمرتب شهرى لا يوجد مثيل له فى أى دولة محترمة فى العالم، ومن أعجب العجائب أن من يتشدقون بحرية الصحافة وإستقلالها هم من يناشدون الدولة بزيادة الرشوة الشهرية للصحفيين.إنه نتاج تستر الدولة بكافة مؤسساتها على تضخم ثروات بعض الصحفيين بطريقة غير مشروعة . إنه نتاج مشاركة صحفيين فى الفساد الإدارى فى الدولة بالإستيلاء على بعض الأراضى والحصول عليها بملاليم، والحصول على شقق وشاليهات كأنهم من كبار القوم الفاسدين...أنها منظومة كاملة من الفساد داخل الإعلام تتماهى مع نظيره فى الدولة وتتستر عليه وتشجعه وتطيل عمره.
ثالثا :غياب الموضوعية
معظم الصحفيين والإعلاميين فى مصر لا يعرفون الفرق بين الانحياز والموضوعية، فالانحياز موجود فى كل مكان فى العالم وهو مشروع لأنه يعبر عن طبيعة البشر وميولهم واختياراتهم فى الحياة، وصدق المثل الروسى القائل: الموضوعية أن تعلن تحيزك من البداية. أما غياب الموضوعية فهو مسألة أخرى، أنها تتعلق بعدم التوازن فى طرح الأراء المختلفة، أنها تتعلق بالشخصنة والسطحية فى التناول، أنها تتعلق بالقراءة المبتورة وغير العميقة للأشياء، أنها تتعلق بنزع الجمل من سياقها وتضخيم الهامش على حساب المتن، أنها تتعلق بالتشويه المتعمد للخصم بدون دليل أو قرينة أو منطق مقبول، أنها تتعلق بالانحيازات الفجة السافرة، أنها تتعلق بمناقشة التفاهات على حساب احتياجات المجتمع الحقيقية، واخير أنها تتعلق بالأكاذيب والسعى نحو المصادر الضعيفة والمختلقة لتشويه الخصم. ساعطيكم مثلا للفرق بين الانحياز والموضوعية فيما فعلته صحيفة النيويورك تايمز أثناء الأنتخابات الرئاسية الماضية، فقد أجتمع المحررون وناقشوا أى من المرشحين يستحق دعم الصحيفة، وأتفقوا على دعم أوباما، ونشرت الصحيفة فى ركن رأى الصحيفة أو الايدتوريال بالأنجليزية بيانا يوضح دعم محرروا الجريدة لأوباما، أما الموضوعية فهى تبنى الصحيفة لتغطيات متوازنة لكل من المرشحين لأن هذا يتعلق بحق القارئ فى المعرفة وحرية الأختيار......إن وجود الموضوعية أو عدمها يتعلق بامانة الصحفى الأخلاقية ومهنيته وأحترامه لذاته وأتساقه مع نفسه.......ومما يؤسف له أن الطنطنة الفارغة فى مصر عن مواثيق الشرف الصحفى هى لتغطية أمراض مزمنة فى جسم الصحافة المصرية...فى الصحافة العريقة المستقلة فى الدول المحترمة يندر الحديث عن مواثيق الشرف الصحفى لأن هناك قوانين ومساءلة للصحفى داخل مؤسسته أو من خلال دولة القانون،أما فى مصر فالكلام عن مواثيق الشرف الصحفى يشبه محاضرة الساقطة عن الشرف.
رابعا:غياب المهنية
عندما نتحدث عن مهنية الصحفى فنحن نتحدث عن المنتج الإعلامى الذى يبرز هذه المهنية من خلال، الصدق، التوازن، التنوع والتعدد، الإنصاف،الدقة، أخلاقيات جمع المعلومات، الكتابة بوضوح، الفصل بين التعليق والخبر، وفصل الإعلان عن التحرير، الحفاظ على سرية المصادر وحمايتها، الموضوعية، وضوح المعايير، المصداقية، الإستقلالية، أحترام مصادر الاقتباس وحقوقها، مراعاة المهنية والحرفية عند النقل، نسب الأفكار لأصحابها، ابعاد الأخبار المعطوبة والكاذبة والملتوية والمشكوك فى مصادرها، تعلم فن الأنتقاد وآلياته وضروراته، الالتزام بحق الرد، غرس قيم الاستقامة والشجاعة والعدالة والرحمة والتسامح وقبول الآخر والعمل الإيجابى، التأهيل العلمى والتدريب الكافى للصحفى،الموازنة بين الحماية القانونية لحرية الرأى ومساءلة الصحفى المخطئ والصحيفة المتجاوزة للقانون.
للأسف لا تغيب هذه المعايير عن الإعلام المصرى فحسب ولكنه خلق لنفسه معاييرا أخرى تفرد بها وميزته عن باقى وسائل الإعلام فى الدول المحترمة ومنها: الردح والشتائم، الإغراق فى المحلية، إعلام المنولوج بحيث تشاهد صحفى يجلس ساعات يحكى للمشاهدين وكأنه مدرس فى مدرسة إلزامية،إعلام الوعظ حيث تحول الصحفى إلى واعظ محاضر فى الشرف والأخلاق، شيطنة الخصوم وخاصة معارضى النظام، تقمص الصحفى دور الزعيم السياسى، إعلام مدار سياسيا ودينيا، إعلام مغرض، مروج للأكاذيب والخرافات،محمل بالهواء الرخيص سواء فى الأنتاج أو فى الشخصيات، ملتزم بقوائم للضيوف تأتيه من الجهات الأمنية بها المنع والمنح،إبتزاز الإعلاميين لبعضهم البعض بالقضية الفلسطينية ومسألة التطبيع،إعلام ايدولوجى، إعلام مغرق فى نظريات المؤامرة، معاد للعلم والتنوير والعلمانية لصالح الدولة الدينية المستبدة والخرافات والأوهام، ملئ بالاخبار الكاذبة والمفبركة والضعيفة والأمنية والمدفوعة الآجر، مهترئ ومعبر عن المصالح الشخصية لبارونات الإعلام، محرض على الكراهية، تنضح على جلده دولارات النفط والريالات المسعودة، مباع فى الواقع لدول وجماعات ورجال أعمال، يخسر المليارات ومع هذا مستمر، معادى للأقليات، متخصص فى حملات التشويه المتعمد، مدافع بالحق والباطل عن الصحفى المخطئ....باختصار هو انعكاس لميراث ثقافى ودينى موغل فى القدم والاستبداد والعنف والخداع والالتواء والعداء للآخر والعنصرية ضد غير المسلم.

إن الصحافة الحرة هي إفراز لمجتمع ديمقراطي، ولكنها يمكن أيضا أن تكون سببا في خلق هذا المجتمع الديمقراطي، وهي انعكاس لاستقرار مفهوم القواعد الأخلاقية في المجتمع نفسه، ولكنها يمكن أن ترتقى بهذه القواعد أو تنزل بها للوحل ، وبالتأكيد وراء كل صحافة حرة شعب حر مثقف منفتح على العالم ونظام حكم ديمقراطي يسعى لتطوير ذاته.. وللأسف ساهم الإعلام المصرى بالنزول بالمعايير الأخلاقية للمجتمع وفى تأخير الاستحقاق الديموقراطى.



#مجدي_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموسم الثانى بالعربية للكتاب العظيم
- مهزلة تهجير الأقباط
- الحكم بإعدام مرسى بين الشريعة ومواثيق حقوق الإنسان
- الكنيسة القبطية فى المهجر ومشاكل الجيل الثانى
- دعوة لمؤتمر دولى هام بواشنطن عن مسيحى الشرق الأوسط11-12 يوني ...
- نبى الإسلام سنى أم شيعى؟
- سنة وشيعة في مقابل كاثوليك وبروتستانت
- بروباجندا عاصفة الحزم
- القضية الأرمنية بعد مائة عام من الإبادة
- الصراع السنى الشيعى عبر العصور
- يسرى فودة ..........وكتابه الجديد
- باكستان.....أرض التطرف
- 400 حلقة من الأسئلة الجريئة
- مقرر التاريخ عام 2040
- أمريكا وداعش وإدارة التوحش
- داعش وإدارة التوحش
- الجزيرة العربية: من أقتصاد النهب إلى أقتصاد الريع
- الشرق الأوسط يخرب نفسه بنفسه
- وداعا حلمى جرجس
- مصر والسعودية: من محمد على إلى السيسى


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي خليل - الإعلام المصرى والغرق فى الوحل