أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - ألعارف و آلمجتمع















المزيد.....

ألعارف و آلمجتمع


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4861 - 2015 / 7 / 9 - 04:17
المحور: الادب والفن
    


ألعارف و آلمجتمع

إن المجتمع الذي يطغى عليه الفساد و ظواهر العصبيات ألحزبية و المذهبية المقيتة و التعصب الأعمى للأحكام الفقهية المتحجرة بعيدأ عن الوعي و سلطة الفقيه العارف العادل المتصدي عمليّاً لحركة و تطور و بناء المجتمع الأنسانيّ؛ مثل هكذا مجتمع لا يمكن أن ينال السعادة أبدا, و ليس من السهل على العارف العاشق أن يعيش فيه سعيداً!

خصوصا مع تسلط الأنظمة الوضعية فيه و آلتحكم بمقاليد الحكم و آلأموال و شؤون الأمة و سياستها!

و تعقيبأ على تعليق لنا على كلمة الأستاذ الدكتور السعيدي بعنوان:(هل تريد أن تصبح وزيراً – في نظام علماني فاسد كما هو الحال في العراق و بلدان العربان)؟ و حيث رفضت من أن أكون رئيساً أو وزيراً, أو حتى مسؤولاً, أقول أيضاً:

بأنّ أمثالكم – إن وجدوا - لا بُد و أن يتصدّوا للواجهة بحكم وجودكم الذي قدّره الله تعالى على أيّ حال لتعيشوا في تلك الأرض السوداء، فأنا عندما تغرّبتُ و رفضتُ ذلك الواقع؛ إنّما عبّرتُ عن وضعي الخاص الذي رسمه الأقدار لي مرغماً و كنتُ انا السّبب في بدايته و شروعه, و حالتي على أيّ حال ربّما إستثناء خاص في العراق كلّه، فآلأجواء و السّاحة الإجتماعيّة و السّياسيّة يجب أن لا تترك بيد هؤلاء النّصابين الذين فعلوا كل شيئ و محرم ليتّخذوا الحكم و سيلةً للنّهب و الفساد و ضياع الحقوق – حتى حقوق الأطفال و الأجياب التي لم تلد بعد عبر إخضاع العراق لعقود و صفقات أموال بآلدين لأجبال و أجيال بلا رحمة أو فكر أو تقوى!

و لكن خوفي هو أن تميل بكل وجودك الشريف و تتكأ بكل أمانيك على القلب، لتكون مُسيّرا به إلى الحقّ .. لأنّك عندما تصل تلك الحالة .. تنقلب على كلّ القوانين و الأحكام و المسائل الفقهية المحدودة التي تُقوض كدح الأنسان لربه و ستكون مثلي هائماً طريدا مهاجرا متمردا لا تسعك السّموات و لا الأرض، لأنك لم تعد حينها تُفكر بعقلك ألمجرد طبقاً لأحكام فقهية متحجرة محدودة لا تعبر فضاء بيتك أو مدينتك .. بل ستبدء سفرك بقلبك الذي سيكون ضميرك و كلّ وجودك و من هنا تنشأ مكامن الخطر و بداية القدر آلمحتوم لكل عارف و في كل زمان و مكان, لتعيش الأسفار الأربعة التي حددها الملا صدرا الشيرازي؛ بسفر من الخلق إلى الحق, و سفر من الحقّ في الحق و سفرٌ من الحقّ في الحقّ للخلق, و أخيراً سفرٌ من الخلق بآلحق للخلق!

لذلك حذارا أن تصبح من أصحاب القلوب من دون الأستعداد الكامل لذلك كمطلب أساسي و كمحطة أولى تتبعها محطات .. يا لها من أهوال و أخطار و مغامرات عليك دركها بكامل أبعاها!

لأن شهادتك ستكون حتميّة لو لم تحيط بكل ما هو مطلوب، خصوصا و أنت تعيش وسط مجتمع عشائري متخلف .. متعصب لا يفهم أوليّات ليس فقط لغة و قواعد القلوب بل حتى لغة و قواعد العقول و هي أدنى درجات الأنسان الناقص الذي يفصله سنوات ضوئية كبيرة عن (الأنسان الكامل)، لأنّهم و للأسف يؤمنون فقط بمقدار آلعقل المجرد السّطحي الظاهر الذي يُحرّك البدن و الجوارح و كما هو حال كلّ المجتمع و معظم علماء و مراجع العراق و العرب و حتى أكثر علماء العالم الذين إتّكئوا على هذا الجانب الأحادي الذي حذّرنا منه العرفاء و حتى علماء الفيزياء النووية و على رأسهم آينشتاين, حين أوصى في أواخر أيام حياته بضرورة بل وجوب الأتكاء على فيزياء (الكَوانتوم) حين البحث عن اسرار الحقائق الكبرى في الوجود!

لهذا أرجوك لا تقحم هذا المسير من دون التجهزيرات الكاملة .. فكتاباتك خصوصا الأخيرة توحي لي؛ بأنك تحاول إقحامه مع كلّ المعاناة و الألم الذي أحاط بك و ربما بدأت الولوج فيه رغم كل الصعاب و إخترت هذا المدى الذي له بداية من دون نهاية لأنها ترتبط بحقيقة الأنسان الكامل الذي هو أكبر من الوجود و الأفلاك!؟

و لأني أراك عصامياً و كأنك أقسمت أن لا تحيد عنه ليتحقق فيك الأنسان الكامل الذي أصبح منك قاب قوسين أو أدنى .. لذلك أوصيك بوصية أخ يودّك .. لانني أحبك في الله و لله و في الله:

أوصيك؛ بأن تتأمل من جديد .. كل الأشياء و الوجود و الناس و الخلق - خصوصا الآدمي منهم - إن إلتقاك يوما، و لا تُحدّث أهل القلوب بعد اليوم بمنطق العقل و آلعلم و الشعر و الفقه و الحدود و الدّيات و المسائل الشرعية ألمتحجرة المحدودة .. لأنك ستؤذيهم و تزعجهم بتحديداتك و بآلتالي ستخسرهم لأنهم ينفرون من مقدمات طالما عاشوها و طبقوها من دون جدوى للوصول إلى المعشوق !

حاول أن تُكلّمهم بلغة اللطف و آلمحبة و آلتواضع و الغاية من لطائف الآيات و آلأحكام و السّير إن أردت تعريف الخالق أو بيان الحقّ أو كشف نظرية جديدة لتسعد المجتمع كلّه .. و حذاراً أنْ تُحدّثهم عن شكل و تزويقات ألآيات قراآتها السبعة أو العشرة، أو رواية الأحاديث القدسية و ألفاضها و أحكامها الفقهية المجردة التي تقوض نفوسهم و تغصّ معيشتهم و تُعذّب أرواحهم, و تجعلهم مجرّد عباداً ديناميكيين طقوسيين خوالي من كلّ حس و شعور إنساني أو آدمي و تسحبهم بعيداً عن مجاري الوجود و تخرجهم عن حركة الأفلاك و تشوّه عندهم نغمة الكون الخالدة ..

ألمحبّة و التواضع .. هي اللغة الوحيدة التي تجعلك قريبأ من أهل القلوب لتنهل منهم و تكون معهم حتى النهاية إن شاء الله، و أنت تدور مع الأفلاك الكونية متناغما مع صوت الخلود لا متقدمأ و لا متأخرا عليه!

و إعلم يا طالب الحقّ ألمبين؛ بأنّ هذا المسير يتطلّب مُؤهلات خاصّة لعبور مدن العطار النيشابوري السّبعة, و هي:
[الطلب، العشق، المعرفة، التوحيد، الحيرة، الإستغناء، الفقر و الفناء].

و هي إختصار بليغ لمحطات العشق (ألأربع و الخمسين) التي سطرها الفقيه العارف الكبير الشيخ الأنصاري، و آلذي هو الآخر لخصّ بأدب جم و ببلاغة عجيبة؛ فكر العارف الكبير إستاد الفيلسوف الحكيم إبن سينا؛ (أبو سعيد أبو الخير) الذي أجمل شخصيته (إبن سينا) بجملة معروفة و مشهورة لدى العرفاء، بقوله معلقاً عن نتائج ثمرة لقائه به في أطراف نيشابور و التي كانت عبارة عن جملة صدرت من العارف أبو الخير: [ إن الذي تفكر به يا إبن سينا نراه نحن بأعيننا, فإستقم]!
فعلّق عليه إبن سينا بآلقول:
[لقد سبّبتْ تلك الجملة من الحكيم (أبو سعيد) تقدم إيماني بآلله 50 عاما]!

لقد قالها إبن سينا الحكيم بحق أستاذه بعد ما رآي البرهان العملي خلال ذلك اللقاء الذي لم يتجاوز سوى دقائق معدودة, حتى غرس عوداً طرياً في صخرة صلدة, و نظر إليه ثم أوصاه بعد ما أنّبهُ على سوء ظنه قائلاً: [يا إبن سينا عليك الدخول بقوة في الكفر الحقيقي، حتى تنجو ممّا أنت فيه]!

تلك هي لغة العارفين العاشقين و حقيقة حياتهم الأزلية التي لا تنتهي و لا تتحدّد حتى بعد القيامة, لأنهم من خواص الخواص عند الله تعالى الذي عبدوه كما عبده الأمام عليّ(ع) الذي قال:
[عبدتك يا إلهي لا خوفاً من نارك و لا طمعاً في جنّتك, و لكن رأيتكَ تستحق العبادة فعبدتك]!
و الحمد لله على كل حال.
عزيز الخزرجي



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفاق -الفقهاء- في شهر الله!
- نقد ألنّص ألديني:
- فضائح وهابية أكبر من هدم الكعبة!
- نداء أخير للوهابية الصهيونية ..
- رؤية علمية لما بعد المعاصرة
- نداء للأرهابيين!
- أ لم يئن للذين ظلموا الأقتداء بآلموالين؟
- نصب الحرية-باب الشرق-
- حقيقة المليشا العراقية
- بداية نهاية آل سعود!
- بيان هام بمناسبة السنة الميلادية الجديدة2015
- الشهيد الصدر؛ فقيه الفقهاء و فيلسوف الفلاسفة(الحلقة السابعة) ...
- قصتنا مع الله(4)
- القضاء على الأرهاب الباطن قبل الظاهر!
- معيار العدالة في النظام الحاكم!
- إزاحة المالكي قرار أمريكي نفّذهُ الأئتلاف!
- بين رُؤيتين!
- أي إنتظار طلبه العراق من الأدرن؟
- و إنتهى صوم عام 1435ه!
- في ذكرى شهادة الكون: حقيقة علي بن أبي طالب على لسان فلاسفة ا ...


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - ألعارف و آلمجتمع