تفاحة الله وتفاحة آدم والاسلام تفاح الفتنة

سيلوس العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 4860 - 2015 / 7 / 8 - 19:23
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

إن تفاحة آدم معروفة ليس فقط تلك التي تم إطلاقها على ثمرة من ثمار الفردوس أو جنة عدن التي تم تحريم أكلها عليه، والتي ستقدّمها له حبيبته حواء الجميلة ليأكل منها وكانت طيبة وحلوة في فمهما واستطاب لهما أكلها.
بل التفاحة التي تركت اسمها في جسد الرجل ، في حنجرته منذ تلك اللحظة، ليتم تسمية الغضروف البارز المحيط بالحنجرة ، بحنجرة آدم، مع أن التفاحة تركت أثرها في حنجرة النساء لكنها غير ظاهرة مثل تلك التي للرجل، التي تُركت ليتم اثارتها بقبلات رطبة دافئة من شفتي ولسان ومداعبات الرجل.
من هنا حازت هذه الثمرة على اللقب الشهير الذي لم تتمكن منه ثمرة أخرى وهو لقب "تفاحة الخلود السحري"، تفاحة الموت والولادة الجديدة.
ولهذه التفاحة مكانة في كل ليجيندات وروايات الشعوب وأساطيرها. وعادةً ما يتم الاستغناء عن التفاحة بواسطة الإلهة الانثى. والبعض يعزو سبب صورة وهيئة التفاحة في السحر الى احتمال ارتباطها بعبادة الإلاهات النساء.
وكانت هناك عادة قديمة يُعتقد فيها أنه بمجرد كتابة أسم مقدس holy name على التفاحة ويتم أكلها في ثلاثة أيام متتالية تكون علاجًا شافيًا من الحمى.
كما أن أكل التفاحة في أعياد الهولوين halloween بامكانه أن يُظهر للشاب أو الشابة شريك / ة المستقبل.
بينما في التقليد الشعبي والفني المسيحي أصبحت التفاحة الطيبة المذاق رمزًا للخطيئة الأصلية.
ومن العبارات الانكليزية النادرة واللطيفة التي تربط التفاحة بغلاوة ومعزّة شخصٍ ما، هي: "تفاحة عيوني أو عيناي".
ترد العبارة في سفر المزامير التي يتم ترجمتها في المزامير العربية "حدقة العين" ، فالنص الحرفي العبري للمزمزر 17: 8 آ هو:
ש-;-ׁ-;-ָ-;-מ-;-ְ-;-ר-;-ֵ-;-נ-;-ִ-;-י-;-, כ-;-ּ-;-ְ-;- א-;-ִ-;-י-;-ש-;-ׁ-;-ו-;-ֹ-;-ן-;- ב-;-ּ-;-ַ-;-ת-;--ע-;-ָ-;-י-;-ִ-;-ן-;-
حرفياً
ש-;-ׁ-;-ָ-;-מ-;-ְ-;-ר-;-ֵ-;-נ-;-ִ-;-י-;- احفظني أو أحرسني
כ-;-ּ-;-ְ-;- مثل
א-;-ִ-;-י-;-ש-;-ׁ-;-ו-;-ֹ-;-ן-;- انسان
ב-;-ּ-;-ַ-;-ת-;--ע-;-ָ-;-י-;-ִ-;-ן-;- بنتِ عينٍ
فستصبح العبارة العبرية حرفيًا بالعربية : احرسني كانسان بنت عين
يمكن الرجوع الى strong 380 في أي كونكوردنس أو ليكسيكون بيبلي.
والتي ستترجم تفسيريًا الى العربية : أحرسني مثل حدقة العين
والتي بالامكان اقتراح ترجمتها لتأخذ معناها في سياق المخاطب والمخاطب اليه :
"أحرسني كحدقة عينيك"،
وبالتالي بحسب العبارة الانكليزية ستصبح:
"أحرسني كتفاحة عينيك". حيث ترجمة العبارة الكتابية في الانكليزية:
Keep me as the (apple of the eye),
hide me in the shadow of Thy wings
(Ps.17 : 10).
http://www.phrases.org.uk/meanings/the-apple-of-my-eye.html

وليس غريبًا القول بأن الكثير من العبارات تستخدم باسلوب تصويري ورمزي، حيث يمكن الاشارة الى تفاحة عين الله apple of his eye الانكليزية
بشكل أكثر وضوحًا في الترجمة الانكليزية للعبارة (تفاحة عين الله) في كتاب التثنية 32 : 10 :
כ-;-ּ-;-ְ-;-א-;-ִ-;-י-;-ש-;-ׁ-;-ו-;-ֹ-;-ן-;- ע-;-ֵ-;-י-;-נ-;-ו-;-ֹ-;-
He (God) found him in a desert land, and in the waste, a howling wilderness-;- He compassed him about, He cared for him, He kept him (as the apple of His eye).
كما أن العبارة א-;-ִ-;-י-;-ש-;-ׁ-;-ו-;-ֹ-;-ן-;- ע-;-ֵ-;-י-;-נ-;- العبرية تعني إضافة الى حدقة العين أو انسان العين، تعني أيضًا السواد والظلمة التي ترمزأيضًا الى سواد بؤبؤ أو حدقة العين.

تفاحة الخلاف والفتنة :
في الاسطورة اليونانية الشهيرة ، انزعجت (ايريس) إلاهة الخلاف والنزاع والفتن لعدم دعوتها لحضور حفلٍ لزفاف الآلهة.
فذهبت الى العرس من دون دعوة، وحال وصولها، رمت بتفاحة ذهبية بين ضيوف الزفاف كتبت عليها "الى الأجمل".
فطالبت كل الآلهات الجميلات: هيرا و أثينا وأفروديت بالتفاحة.
أشار باريس مقتنعًا بهيرميس أن يكون قاضيًا بينهنّ.
فبدأت كلّ من الآلهات باغراءاتهن بهدايا ووعود بعطايا إن تم اختيارها وفوزها بأن تكون الأجمل:
وعدُ هيرا كان بالسلطة
أثينا وعدت بالحكمة والنصر في الحروب
وأفروديت وعدت بامتلاك حبّ هيلين، زوجة مينيلوس ملك سبارتا، أجمل امرأة في العالم.
ففازت أفروديت،
فذهب باريس الى سبارتا وأخذ هيلين التي رافقته الى طروادة ومن بعدها نشبت حرب طروادة.

أن عبارة "رمي تفاحة الفتنة" اليوم أصبح مصطلحًا يعني "تحريك قوى الفتنة" .
ومادام الاسلام بمذاهبه وطوائفه قد أصبح سبب الفتن والاقتتال والحروب بين المسلمين في العالم اليوم ، ألا يُمكن أن تصبح العبارة اليوم :
"الاسلام تفاح الفتنة" ؟

#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين