شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 1343 - 2005 / 10 / 10 - 09:06
المحور:
القضية الفلسطينية
كنت أود أن يكون العنوان لهذه المقاتلة شجاعة شعب في هذه الذكرى المتجددة للانتفاضة الباسلة وكلا العنوانين جديرين بالقراءة لأنني لا أظن أن شعبا في التاريخ قد أعلن شجاعته وبأسه في القوة والصمود والتحدي مثلما أعلن الشعب الفلسطيني,فهذا الشعب المقدام كان أمام آلة حربية تضم أسلحة متنوعة من ترسانة العم سام وهي أسلحة حديثة تتوجها قوة نووية تضم عددا غير معروف من القنابل والرؤوس النووية, بكل هذا الجبروت وبكل هذه القوة تواجه قوات الاحتلال شعباً أعزل يقاتل أطفاله بقطع الحجارة التي يقتلعها الأطفال من الجبال...
بأي حال من الأحوال لا مجال للمقارنة بين هاتين القوتين...
إن منظر الدبابة يكفي وحده لإيقاع الرعب في القلوب..وبرغم ذلك فان هذه الدبابات تتجنب أطفال فلسطين فإذا اضطرتها الظروف لمواجهتهم كان رد الدبابة على الحجارة هو المندفع الرشاش.. والأصل في الأسلحة أن كل سلاح مصمم لضرب هدف بعينه,الدبابة مصممة للصراع مع دبابة مثلها أو مدفع والطائرة العامودية مصممة لضرب أبنية ومؤسسات وتجمعات العدو ولكن في حالة الاحتلال وعدوانه الدائم على الشعب الفلسطيني وقع تطور على استخدام الأسلحة
استخدمت قوات الاحتلال الدبابة – مثلا –في هدم المنازل على رؤوس ساكنيها من الأهالي الفلسطينيين العزل لملاحقة شباب المقاومة أو أقارب هؤلاء الشباب على حد زعمهاً . واستخدمت طائرات الأباتشي الأمريكية في اصطياد قادة المقاومة الفلسطينية بضربهم بالصواريخ وهم يركبون سياراتهم, ولم تكن قوات الاحتلال تكتفي بصاروخ واحد أو اثنين إنما كانت تضرب حدا أدنى من ثلاثة إلى خمسة صواريخ,للتأكد من الضحية صارت أشلاء من الدم وتفحم جسدها وصار من المستحيل أن تمييزها عن بقية الضحايا,والملاحظ أن المقاومة كانت تتحرك على المكشوف,ففي كل مرة تتحرك فيها لمقاومة العدو,لا تلبث بعد الضربة أن تعلن عن البطل الذي فجر نفسه وفجر أعداؤه معه, بل ووصل التحدي الكبير للغطرسة الاحتلالية أن العديد من فصائل المقاومة تعلن في نفس الوقت مسؤوليتها عن الحدث. لهذا لم يشهد التاريخ شعب صامد ومقدام أكثر من الشعب الفلسطيني البطل.
في ذكرى الانتفاضة
تحية إلى هذا الشعب الفلسطيني الأبي الصامد والمحاصر بكل شيء حتى بالفساد من قبل بعض فاقدي الضمير والذمة من المسؤولين الفلسطينيين
تحية إلى من كان لهم الفضل في زحزحة الاحتلال عن كل شبر من أرض فلسطين.
من دمشق شكري شيخاني
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟