شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 1273 - 2005 / 8 / 1 - 11:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أطلق الأميركيون على فترة حكم الرئيس السابق بيل كلينتون أسم - استعراض بيل كلينتون – ويقولون أنهم استمتعوا بهذا الاستعراض على مدى ثمانية سنوات كانت زاخرة بالمسخرة والإثارة والجنس والعلاقات العاطفية بالجملة والمفرق بدءا من بربرا تشو مسكي وانتهاء" بمونيكا لويسكي إلى المفاجآت والقصص الحافلة بغرائب الأمور ووصل حد التحايل على القانون كما احتوى على الفستان الأزرق الشهير وما أدراك ما الفستان الأزرق .. هذا الفستان الذي جعل عيناي أعظم رئيس في العالم تدمع عندما طلب العفو والمغفرة والمسامحة من الشعب الأميركي عندما كذب بشهادته .. وكان ماكان وأغلبنا يعرف القصة وتاليها.
ومنذ أربع سنوات والعالم بأسره, لا الأميركيون فقط يعيش استعراض جورج بوش, واستعراض بوش ليس من النوع الرومانسي كما سبق وعرفنا به سلفه كلينتون, وحتى أنه ليس فيه متدربات جميلات يتمخترن في أروقة البيت الأبيض ولا فساتين زرقاء ولا حمراء ولا لقاءات ذات حرارة عالية في جوانب المكتب البيضاوي يخرج منها البطل وهو يدخن سيجارا يحمل أثار الجريمة... استعراض بوش بدأ منذ دقائقه الأولى بالإثارة: عملية انتخابية أثارت الكثير من الشكوك, بعضها يتعلق بتزييف إرادة الناخبين, وعملية تغطية على هذه العملية حبست أنفاس المتتبعين لمدة شهرا تقريبا" حتى تدخل القضاء ليخرج بعدها(( البطل ؟؟ )) وهو مدمن سابق منتصرا"!! وتم إظهار بعضا" من مشاكله مع الشرطة, وبعضا" من الشبهات المالية وتصاعدت الحبكة بشكل مفاجئ .,بعد ذلك فشاهدنا طائرات تتعرض للخطف في الجو, وأبراجا عملاقة تنهار دون سابق إنذار وتتحول إلى أكوام من الركام , وجاءت بعدها مرحلة الرسائل الملوثة تنتقل بالبريد, وهيستريا جماعية تنتاب الناس بحيث أن كل واحد منا بات يحس بأن هناك من يزرع قنبلة نووية في ظهره , أو يدس صاروخا عابر للقارات تحت فراشه, وترافق ذلك مع آلية دعائية تغذي هذه الهيستريا وتحولها إلى موجة عامة . أليس جورج بوش هو القائل من ليس معنا فهو ضدنا , وأصبح رامبو يمتطي ب 52 ويجول بها فوق شعب آمن أعزل وكان ما كان من دك متواصل لمدن أفغانستان وجبالها وسهولها وأنهارها وكهوفها بحثا" عن عميل سابق لهم. ومع هذه الهجمات المتتالية تمت عمليات ترحيل أهلي أفغانستان إلى منازل جديدة مكيفة مفروشة فيها ثلاجة وفي الثلاجة لحم من كل نوع وفاكهة من كل صنف ومزودة بالماء البارد والحار على مدى أربع وعشرين ساعة تم نقل هؤلاء إلى منتجعات غوانتانامو السياحية في كوبا الترفيهية حيث بدأت الإجازة هذه عقب أحداث 11/9/2001 ولكن ما ذا نفعل إذا جاء تصريح أحد مغادري هذا المنتجع ليقول لنا بأن ما يتعرض له المستجمون هناك والمعاملة التي يتلقونها هي أقل بكثير من المعاملة التي تعامل بها الحيوانات بينما يقف العالم بأسره مذهولا"أمام ما يحدث, يشجب ؟يستنكر ؟ يندد ؟ دون أن يتمكن من فعل شيء وأي شيء مادامت أميركا هي الخصم وهي الحكم!!حتى وصل القلق والهلع الذروة عندما هدد البطل رامبو باستخدام الأسلحة النووية ضد عدد من الدول التي لا تعجبه, وتوعد بمسح هذه الدول تماما" عن الخارطة.
وما أن فرغ استعراض بوش في الحلقات الأولى من مسلسله ضد أفغانستان وتمنطق بسلاح محاربة الإرهاب حتى ولى وجهه شطر الشرق الأوسط مبتدأ بالعراق وأكذوبة السلاح الشامل والسلاح الجرثومي ومفتعلا" أكثر من حجة ومبرر لاحتلال بلد ذو سيادة وموقع على الخارطة وله حضور كبير وواسع في المجتمع الدولي حتى بدأت طائراته في منتصف ليلة العشرين من آذار بضرب المدن العراقية, بناسها, ومنازلها ,ضرب الشوارع والحارات هدم المؤسسات القائمة وأزال المرافق الحيوية ,أسقط نظاما وطنيا قائما منتخبا( بغض النظر عن ممارسات ذلك النظام ) واستبدله بنظام معّين من قبله يأتمر بأمر من أجلسه على كرسي الحكم؟؟ أليست هذه ديمقراطية بوش !!
وسالت الدماء على الإسفلت العراقي مشكلة أنهارا وسواقي , هنا انفجار وهناك تفخيخ, هنا اغتيالات ,وهناك خطف رهائن التظاهرات تجري في كل أنحاء العالم , مستنكرة , ومنددة , والديمقراطية الأميركية تمطر الشعب العراقي صواريخ ورصاص وقنابل, وهدم وقتل وتشريد.
وخلال هذا الاستعراض الرامبوي كانت المستشارية البوشية تحيك أكثر من مؤامرة ضد شعوب الشرق الأوسط .وكانت البداية باختراع سمي قانون محاسبة سورية ؟؟ على ماذا لا أحد يعلم .. فقط إسرائيل وحدها تعلم؟؟
ثم اتبع ذلك القانون بقرار هزلي وضع تحت رقم 1559 تطالب سورية من خلاله الانسحاب من لبنان. نعم انسحاب جيش عربي دخل قبل خمسة وعشرين عاما ليضع حدا" لحمامات الدم عقب حرب أهلية بمحلية ترافقت معها حرب أحزاب بالاسم لبنانية؟؟ ونسيت أو تناست الأمم المتحدة ومن يدفعها أنه هناك شعب بكامله مشرد منذ العام 1948 قد اغتصبت أرضه وانتهكت أعراضه وأهينت كرامته وهو يعيش في الشتات. الأمم المتحدة صاحبة القرارات المهزلة لم تدعو إلى الآن الولايات المتحدة للخروج من العراق , بل هي تبارك لها وجودها وتدعمه بقوات أممية ؟؟
هذا هو استعراض جورج بوش حتى الساعة... فماذا سنذكر من استعراضه سوى الغصة تتلوها الغصة
من دمشق ............................... شكري شيخاني
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟