شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 1305 - 2005 / 9 / 2 - 11:39
المحور:
الصحافة والاعلام
الصحافة أهم أداة للرقابة وكشف الفساد. تنشر الصحف وتتابع دون ملل وقائع إهدار مال عام والاستيلاء عليه. ملايين وأرقام فلكية وكله بالمستندات في مجتمع يعاني أكثر من نصفه من الفقر.. يموت الفقراء أو ينتحرون لأنهم لا يملكون تكاليف العلاج ¬ كثرت مؤخرا حوادث انتحار المرضى¬ ليضعوا نهاية مأساوية لحياة عجزوا فيها عن تلبية أبسط احتياجات صغارهم. ..والإحساس بالفقراء يزيد الحماس عند متابعة قضايا الفساد، ونحن نعلم أن الملايين، بل المليارات التي نهبت وهربت للخارج كفيلة بحل مشكلة الفقر أو علي الأقل تخفيف المعاناة عن الملايين وهذا يؤكد أن الفقر هو النتيجة الحتمية للفساد.. وأن المليارات المنهوبة لو لم تنهب لما أصبح علي وجه سورية فقير.
وفي حماس الصحفي يبدو وكأن بينه وبين الفاسدين (ثأر مبيت) وأحيانا لا يجد الصحفي رغم نشره الموثق لوقائع الفساد رد فعل موازيا، وقد تتأخر إحالة الوقائع إلي القضاء ويبدو وكأن القضية نامت هنا تنتاب الصحفي حالة من اليأس والإحباط . .وقد يصل بعضهم إلي قناعة بأن ما ينشر مجرد دخان في الهواء أو كلمات علي سطح الماء لا تترك أثرا ويصاب بأمراض نفسية وعقلية أيضا. وهناك نماذج كثيرة. ولكن عندما تحال الوقائع إلي القضاء؟؟ فهذا هو أول انتصار للصحافة وعنده تصمت صاحبة الجلالة انتظارا لكلمة العدالة سواء جاءت بالبراءة أو الإدانة
أن معركة الصحافة ضد الفساد تحتاج إلي نفس طويل ومتابعة مستمرة دون يأس..
العبرة
أما العبرة فيجب أن يدركها الفاسدون الذين لم ينفضح أمرهم بعد ومن هم في طريقهم إلي الفساد فقد توفي اثنان أثناء المحاكمة وهناك من المتهمين من تعدي ال 70 عاما وبدلا من أن يقضي ما تبقي له من أيام وسط أسرته حكم عليه بالسجن المشدد 10 سنوات وقد لا يخرج من السجن إلا جثة هامدة فماذا تفعل له الملايين؟ إضافة إلي الحكم شمل رد المبالغ وغرامة مساوية وهو ما يمثل ورطة لأسر المحبوسين.
وكل هذا لا يساوي قيد أنملة ما ينتظرهم يوم الحساب.. فالله والشعب وبعض الشرفاء الذين لا زالوا على رأس عملهم لا يحبون الفاسدين
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟