أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شكري شيخاني - نحن لا نكره أمريكا














المزيد.....

نحن لا نكره أمريكا


شكري شيخاني

الحوار المتمدن-العدد: 1342 - 2005 / 10 / 9 - 09:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا كان هذا هو العنوان فلابد بالبداية أن نقول من هم أعداء الولايات المتحدة الأمريكية؟ وإن كان هذا السؤال لا يبدو ساذجاً في ظروف تصر فيها الولايات المتحدة كإدارة ونظام حكم على انتهاج سياسة الحروب الاستباقية التي تزيد من حالة العداء لها في العالم العربي والإسلامي على وجه الخصوص كنظام وللشعب الأمريكي الرافض أصلاً لسياسة حكومته جملة وتفصيلا, فضلاً عن أن مثل هذه السياسات الحكومية الأمريكية تشكل استهداف لشعوب المنطقة متجاوزة القوانين الدولية وشرعة الأمم المتحدة, وأي منطق متحضر أو أعراف أخلاقية. وربما يذكرنا في هذا السياق سؤال الرئيس دبليو بوش في أحد خطبه ( لماذا يكرهوننا) لاسيما في الحالتين الراهنتين العراقية والفلسطينية والحالة الثالثة في جملة الضغوط المتزايدة على سوريا ولبنان ومع كل هذا يتساءل رئيس النظام الأمريكي لماذا يكرهوننا؟؟ وهنا جاء السؤال وهو بصيغة الجواب من هم أعداء الولايات المتحدة للمرة الثانية؟ هل هم العرب والمسلمون مثلاً؟ هل الفيتناميين وهم يبعدون مئات الأميال عن الأرض الأمريكية. أم هم الملايين من الأوروبيين الذين خرجوا للشوارع غاضبين منددين بالسياسة الأمريكية خلال فترة الإعداد للحرب الجائرة ضد الشعب العراقي, ألم يشاهد النظام الأمريكي خاصة والشعب الأمريكي بشكل عام ملايين المستنكرين لسياسة الولايات المتحدة وهم يحملون شعارات ( لا للحرب من أجل النفط ) وهل كانت الدول الدائمة العضوية وأعضاء مجلس الأمن . أعداء الولايات المتحدة, حين أصرت هذه الدول على عدم منح أية شرعية للحرب الأمريكية على العراق؟
وربما يسأل مواطن أمريكي أو أوروبي, هل كانت حاملات الطائرات العراقية أو الأفغانية أو الفيتنامية تجوب المياه الإقليمية للشواطئ الأمريكية؟ وهل كان الرئيس الفرنسي جاك شيراك
( عندما كان ضميره مستيقظا؟؟) عدوا للولايات المتحدة ..كي ينال أقذع الشتائم في وسائل الإعلام الأمريكية؟ لأنه رفض الحرب على العراق؟
ثم ..هل كانت الأغلبية الساحقة من بني البشر وخاصة أبناء الأمة العربية والإسلامية الذين رفضوا السياسات الأمريكية المنحازة إلى جانب السياسات الإسرائيلية الإجرامية تجاه الشعب الفلسطيني. أم الذين رفضوا الحرب الظالمة على العراق قبل وقوعها أعداء للولايات المتحدة؟ وهل إن العراقيين الذين يعيشون في بلادهم والتي تقع على مسافة ألف ميل عن الولايات المتحدة كانوا يشكلون تهديدا على الأمريكيين؟ وبالتالي فان من المؤكد أن العراقيين لم يرسلوا أبناءهم للقتال في شوارع واشنطن ونيويورك وقتل الشعب الأمريكي؟ وهنا وصلنا إلى سؤال البداية من هم أعداء الولايات المتحدة, الذي يستدعي سؤالاً أهم , وهو من هم أصدقاء الشعب الأمريكي هل هم الذين ربطوا أمريكا بحرب كارثية. ومن يبكي أهالي الجنود الأمريكيين الذين يقتلون على أرض غريبة ليس بينهم وبين أصحاب هذه الأرض أي عداوة تاريخية سوى اللهم طمع وجشع الحكام الأمريكيين أنفسهم. ومن يفقد الأبناء على أرض العراق إنهم الآباء والأمهات الأمريكيين وحدهم وليس شارون أو بلير أو ثاباتيرو أو بوش وبطانته؟؟.
أسئلة عديدة يمكن أن تطرح في هذا السياق أيضاً. فهل كان الصوماليون أعداء لأمريكا في يوم ما ؟ وهل إن الحرب في أفغانستان قد توقفت وأن الشعب الأفغاني يعيش الآن في بحبوحة وسعادة ورخاء؟ وهل كان اللبنانيون أعداء للولايات المتحدة حين تدخل المار ينز عام 1982 لدعم الغزو الصهيوني؟ تحضرنا هنا مقولة أن الأحمق عدو نفسه؟؟
فكيف يكون الحال بالنسبة للساسة حين يخططون حروبهم اللاشرعية؟ فمن المسؤول عن إعلان الرئيس بوش قبل عامين عن انتهاء العمليات الحربية في العراق ثم ليتراجع عنها بعد فترة وجيزة ويعلن بأن جنوده يواجهون حربا حقيقة في العراق لا زالت مستعرة إلى حين كتابة هذه الكلمات وستبقى ما بقي الاحتلال موجودا. ثم من المسؤول عن تخبط الرؤوس الكبيرة داخل إدارة القوة العظمى والوحيدة في العالم؟ هل المسؤول هم أولئك الذين وقفوا يدافعون عن أنفسهم وعن بلادهم أم أولئك الذين سوغوا الأعذار الكاذبة لإرسال عشرات الألوف من الجنود الأمريكيين إلى العراق تحت ذريعة إقامة تحالف دولي كاذب.
وبالمقابل لماذا يصر الرئيس الأمريكي على القول: إننا لن نهرب من العراق؟ وهنا يحق لنا التساؤل لماذا يدافع هذا البوش بحماسة كئيبة عن سياساته العوجاء والهوجاء في العراق؟
لقد بينت الوقائع والأحداث بأن الحرب الأمريكية على العراق أرضاً وشعباً كانت حرباً خاطئة بكل المقاييس وأثبتت هذه الحرب ضرورة أن تعيد واشنطن حساباتها بدلاً من الاستعداد وعزف النشيد الأمريكي عند استقبال مئات الجثث من أبناء الشعب الأمريكي الذين يقتلون على الأرض العراقية . وفي المستقبل المنظور ربما يستقبل الشعب الأمريكي الآلاف من جثث أبناءه؟
وهنا وصلنا إلى الداخل الأمريكي والى حالة مهمة جدا وهي هل إن نسبة ال33 % من الجنود الأمريكيين الذين رفضوا الحرب وأصيبوا بانهيارات عصبية ونفسية وتدنت الحالات المعنوية إلى درجة الصفر عند هؤلاء هل يعني هذا أنهم أعداء للولايات المتحدة. أم أن هؤلاء الشبان اكتشفوا وفي وقت مبكر عدة الشرعية لهذه الحرب المجنونة وحقيقة أن ذهابهم إلى العراق ليس نزهة كما يصورها لهم أدعياء الحرب؟؟
من الذي يعزي الأم الأمريكية التي تفجع بمقتل ولدها في العراق ؟
مرة أخرى من هم أعداء الولايات المتحدة الأمريكية؟ من هم الذين يسيئون إلى سمعتها والى مكانتها ودورها الحضاري والعلمي والأخلاقي؟ من المؤكد ليس الجائع الصومالي وليس المواطن العراقي الذي حوصر أعواما طويلة. بل من يفعل ذلك سياسة الإدارة الخاطئة وأوهامها وحساباتها وإصرارها على احتلال وإذلال الشعوب التي تتمسك بحريتها وكرامتها وسلامة أوطانها



#شكري_شيخاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يتكلم الصغار
- ما يجري في العراق أصبح لا يطاق
- أوقفوا قتل الشعب العراقي
- أضواء...على مذكرة الجبهة الوطنية التقدمية حول مكافحة الفساد
- تيسير علوني أنت فخر للشعب السوري
- وعادت ذكرى تشرين
- والصمت العربي الثقيل الى متى
- حب الوطن
- الصحافة.. والفساد.. معركة النفس الطويل
- من دمشق بعيداً عن السياسة ..حنين..و دفء..وشواهد جمالية لا تن ...
- بناء الشبح في قلب دمشق؟؟
- الأن ...الوطن بحاجة للجميع
- المواطن اللبناني بين ساحتين!
- الانتماء والمواطنة
- بدون تعليق !
- جورج بوش والسفرجل ؟؟؟
- بوش..أعمى البصر والبصيرة
- الرشوة ابنة شرعية للفساد
- عندما ينسى المسؤول أنه كان مواطناً؟؟
- أبنائنا وبناتنا والجهل في الثقافة الجنسية؟؟


المزيد.....




- مدفيديف: الضربات الإسرائيلية على المنشآت النووية خطيرة وقد ت ...
- ما هي خصائص القنبلة الأمريكية الخارقة للتحصينات والقاذفة الت ...
- دوي انفجارات عنيفة في محيط مدينة رشت شمال إيران والمضادات تع ...
- الترويكا الأوروبية.. الانحياز لإسرائيل
- سخط إسرائيلي على مؤثرَين انتقدا -النفاق- والتباكي على قصف سو ...
- نتنياهو: سنقضي على التهديد الإيراني النووي والباليستي
- إيران.. توقيف 24 شخصا بتهمة التجسس لصالح إسرائيل
- الكرملين: أي هجوم أميركي على إيران قد يشعل حربا إقليمية
- بعد خامنئي.. ما سيناريوهات الحكم في إيران؟
- وسط تصاعد التوتر.. دول تطلب مساعدة مصر لإجلاء رعاياها


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شكري شيخاني - نحن لا نكره أمريكا