الى جندي إسرائيلي ؟!

مصطفى حمدان
كاتب وشاعر
(Mustafa Hamdan)

الحوار المتمدن-العدد: 4860 - 2015 / 7 / 8 - 08:42
المحور: الادب والفن
    

اسرِقْ سمائي
واطفئ النجوم مِن حوْلي
واخطُف الشمس
امنَعْ ضوء القمر عن ليلي
صادِرْ القِنديل الأخير في بيتي
سأبقى هنا في أرضي
في العتمة .. أكبُرُ
وينمو أطفالي
في الحقل .. أبذُرُ
ويكثُرُ أولادي
لنشُقَ صدرَ الليل
وننزع الضوء
نحمِله شعلة
ليدخُل المُبعَدون
عن الأرض
اسرابً
افواجاً
وتبدأ لحظة ... العُبور

احْتَلَ الأرض
وارفَع علمَك على تِلالِها
وسميها ما شئت
مِن الأسماء
وامحي ذاكرة البشَرْ
زوِرْ بِداية الأرض وكُنيَتها
مزِقْ وثائقي
مُلكيَتي
تاريخي
آثاري
واخفي وصيتي
ارميها في البحر
فأنا ما زِلْتُ أمشي
نحو الأفق لبلادي
لا زِلْتُ أمشي
ماضٍ نحو ... الجُسور

ازرَعْ السياج مِن حولك
واحضِرْ المرتزقة
واغرِسهم سياجاً
على الحدود
ابني مليون ثكنة
وتحصَنْ
اقصِفْ ما تبقى مِن بيوت
سُدَّ الطرق مِن حولي
وابني اسواراً
تحميك مني
فأنا ما زِلتُ مُصِراً
في طريقي
سأصلب قامَتي هنا
حوْلَ سِياج الأرض
أرقبُ ساعة .... المرور

أوقف الماء في نبعي
صادِرْ الغيم
واحبِس المطر
اِقطع الأشجار في كَرْمي
وافصِلْ التراب عن الصخِرْ
اجعَل الأرض
جرداء
خالية مِن الحياة .. مِن الثمَرْ
سأعيدُ كرَّ أجدادي
سأحرُث الأرض
بأظافري
سأسقي التراب
مِن عرقي
وسأملأ الوادي ... بالبُذور

اقتِلني ألفَ مرة
واخفي جُثتي
وأعطي رقماً
لقبري
امحي إسمي
وشكل وجهي
اسرِقْ ما تبقى
مِن أطرافي
مِن جسدي
واحرِقْ بصْمَتي
عن يدي
فأنا اعتِدُتُ الموت
على أرضي
فلسطيني يموت
على الأرض
يقاوِم
يموتُ مِن جديد
ثُمَ يُقاوِم
يُقاتِل
ويحيا مِن بين .... القبور

فيا أيها اليائسُ
مَن يُدافِع عن
علماً
حلماً
ووعداً ليُثْبِتَ الحضور
نحن قِدمَ الأرض
نحن هنا قبل
الشجر
قبل الأنبياء
كُنا هنا
وسنبقى هنا
فمن الأرض
ينبُت الزرع مِن دمِنا
وأطرافنا
أجسادنا
في الأرض
مغروسة .....كالجذور

مصطفى حمدان

#مصطفى_حمدان (هاشتاغ)       Mustafa_Hamdan#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل