أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحمن جاسم - لكن مثلي لا يذاع له سر...














المزيد.....

لكن مثلي لا يذاع له سر...


عبد الرحمن جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1343 - 2005 / 10 / 10 - 05:58
المحور: الادب والفن
    


أجل؛ قبل أن أواجه بأي سؤال، أريد أن أجيب مسبقاً، نعم! إن أمثالي من الأشخاص، حتى وإن كان لديهم أسرار -وهي أسرارٌ سخيفة بأي حال من الأحوال، وليس من بينها أي سرٍ له علاقة بأسلحة العراق النووية، أو بالتواصل الفكري بين علماء الكون- لا يذاع لهم أسرار. باختصار أسراري، التي هي أسرارٌ عادية، تشبه أسرار أي واحدٍ فيكم، لا تذاع، ولا يمكن أن تذاع. لأنها بأي حالٍ من الأحوال لا يرغب بها أحد، لأنها لا تقدم ولا تؤخر.
فمثلي/مثلكم لا قيمة لأسراره، لأنها بسيطة، عادية، ليس فيها من كثير من خطأ. فلنأخذ طبشورة ولوحاً، أو ورقة وقلما، لكنني أفضل اللوح والطبشورة لأنها أكبر وتأخذ مساحة أكبر، ونبدأ بكتابة أخطاءنا القاتلة، التي قمنا بها منذ بداية حياتنا ولغاية اليوم. النتيجة؟ ما هي النتيجة؟ هيا اكتبوا! مابكم؟ لماذا تتوقفون؟ أهذه هي كل أخطائكم؟؟؟ هذه هي فقط؟ إنها لم تملأ نصف اللوح؟ هل أغفلتم بعض الأشياء؟ هل نسيتم بعضها؟ أم أنكم ترفضون تذكر جميع الأخطاء والعثرات؟
(تذكروا أمراً مهماً، لا أحد يمكنه قراءة أو مشاهدة اللوح/الورقة، أنتم وحدكم لكم الحق بذلك،)
إذا فلننتظر قليلاً, هل انتهيتم؟ أظن ذلك.
نعم!!! أخطائكم لا تزال لما تملئ اللوح بأكمله؟ أين الأسرار؟ أخبروني أنتم؟ هل هي أسرار ثمينةٌ لدرجة أنها يمكن أن تغرق حياتكم كلها في العتمة إذا ما عرفت؟ أو أنها أخطاءٌ من شأنها إدخالكم نار جهنم إذا ما حوسبتم عليها؟ لا أعرف أظنكم تعرفون أكثر مني! لربما
يا أحبتي، الأمر أبسط من هذا بكثير، إن مثلي، لا يذاع له سر، لأنه بسيط، وأحاول أن أكون لطيفاً بمقدار كبير فلا أستعمل كلمة سخيف، وهي الكلمة الأمثل في هكذا مكان، أجل يا أحبتي، أنا سخيف، وما العيب أن يكون المرءُ سخيفاً أحياناً؟ ما العيب في أن أسمع أغانٍ سخيفة، وأشاهد برنامجاً تلفازياً سخيفاً، وأقرأ روايةً سخيفة، وأكون سخيفاً لأوقاتٍ معينة من النهار؛ ما هو العيب في ذلك؟ هل يجب علي أن أكون مهماً كي تذاع أسراري؟؟؟ ومن قال أنني أريد أن تذاع أسراري يا أحبتي؟ من قال أنني أريد أن أصبح موضع تندر الناس أو تبادلهم للأحاديث؟ أفضل أن أظل بسيطاً(كي لا أقول سخيفاً) ويظل سري حبيساً ودفيناً في قلبي.
أحبتي، قد تشعبت كثيراً في هذا المقال، وتوسعت باتجاهين كان يجب أن أخوض كل واحد فيه على حدة، الأول هو أخطائنا التي سنحاسب على أساسها، والثاني هو القيمة الأساسية للشخصية. ولأن موضوعي الأساسي كان ولا يزال أن مثلي/مثلكم لا يذاع له سر؛ سأكمل في هذه النقطة، على أمل أن أكتب في النقطتين لاحقاً.
السر يا أحبتي هو أمر نخفيه في داخلنا لأنه يخلق داخلنا شعورين مختلفين، الأول هو القوة، فالسر، يا أحبتي، يشعرنا بأننا أقوياء قادرين على أن يكون لدينا حياة خفية بعيدة عن أعين الآخرين وكل المتلصصين. راقبوا أي طفلين صغيرة وخصوصاً الفتيات، حالما يبدأ وعيهن بالتشكل تبدأ الأسرار بالظهور في حياتهن بشكل محموم، هذا بالنسبة للشعور الأول، تشعر الفتيات بالقوة والخصوصية، وكثير من مشاعر الأنوثة.
الشعور الآخر هو الخوف، وهو شعور متناقض مع الأول، ولكنه أساسي وملح لكي يوازن الأمور، فالخوف المتأرجح والمتمازج مع كثير من المشاعر الأخر، يجعلنا إلى حدٍ كبير خائفين من تعريتنا أمام الآخرين، حتى وإن كانت هذه الأسرار بسيطة القدر، وقد لا تؤثر علينا كثيراً إذا ما عرفت.
يا أحبتي، تباركوا بأنكم بسطاء، أو أن أسراركم أسرارٌ عادية؛ وصدقاً إفرحوا مثلي، حينما تسمعون البيت الشعري: ولكن مثلي لا يذاع له سر؛ افرحوا رغم معرفتكم ومعرفتي بأنه يقطر حزناً.



#عبد_الرحمن_جاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقطع الثالث من الفصل الأول من رواية ينال نور
- الجزء الثاني من الفصل الأول من رواية - ينال نور
- مقاطع من رواية ينال ونور
- حينما كنت عميلاً
- لدي ما يكفي من الحزن
- بلا أسماء
- رواية مطولة...(تنشر على حلقات)
- أكتب لنفسي...
- أنتظره
- تلفزيون، كثيراً وللغاية...
- لا أريد أن أجوع
- سأخون وطني
- لغة الخطاب


المزيد.....




- في مئوية -الرواية العظيمة-.. الحلم الأميركي بين الموت والحيا ...
- الغاوون:قصيدة (مش ناوى ترجع مالسفر )الشاعر ايمن خميس بطيخ.مص ...
- الشاعر الفلسطيني مصعب أبو توهة يفوز بجائزة -بوليتزر-
- الثقافة العربية بالترجمات الهندية.. مكتبة كتارا تفتح جسرا جد ...
- ترامب يأمر بفرض رسوم جمركية على الأفلام السينمائية المنتجة خ ...
- إسرائيل: الكنيست يناقش فرض ضريبة 80? على التبرعات الأجنبية ل ...
- أسلك شائكة .. فيلم في واسط يحكي عن بطولات المقاتلين
- هوليوود مصدومة بخطة ترامب للرسوم الجمركية على صناعة السينما ...
- مؤسسة الدوحة للأفلام تعزز حضورها العالمي بـ8 أعمال في مهرجان ...
- أدّى أدوارًا مسرحية لا تُنسى.. وفاة الفنان المصري نعيم عيسى ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحمن جاسم - لكن مثلي لا يذاع له سر...