أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحمن جاسم - أكتب لنفسي...














المزيد.....

أكتب لنفسي...


عبد الرحمن جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1320 - 2005 / 9 / 17 - 08:51
المحور: الادب والفن
    


بصراحة لا أعرف إلا أن أكتب عن نفسي، لربما أنا أنوي، أو نرجسي، أو حتى مغرور لدرجة البله. لا أفهم الأمر كثيراً، مع أنني في الحياة العادية، اجتماعي ومشارك وفي الألعاب الجماعية، ككرة القدم مثلاً كنت أترأس الفريق وذلك لحب الإيثار عندي؛ لكن عند الحروف تضيع بوصلتي.
أفقد عند الكتابة تماسي بالأشخاص ويضحون عبثاً، أو عبئاً ثقيلاً أحاول التخلص منه. رغم حبي الشديد لهم واحترامي العالي لصداقتهم، لكني مع هذا أظل أنهج بعيداً عنهم؛ لا أريدهم وبنفس الوقت أنشدهم في حياتي العادية.
أتنصل حينما أمسك بالقلم (أو حتى الكيبورد – بإفتراض أنني أكتب الكترونياً) من كل الشخوص اللامعة والمعتمة، من كل الألوان وأضحي أنا-أنا فقط، ولا أساي أي أحد غيري، أتنزه بالألوان، أمتشق السماء ولا أعرف إلا البكاء وحيداً، فهل عانى الكتاب الآخرون مثلي؟ ألا يكتب الفرد عن نفسه قبل الآخرين؟ أليست الكتابة فعلاً أنانياً بحتاً قبل كونه اشتراكاً؟ لربما.
كل الكتاب لديهم جنونهم الخاص، كلهم لديهم ألوانٌ خاصةٌ بهم، البعض يسميها جنون كتابة، البعض الآخر تميزاً، إبداعاً ولكن هل درى أحدٌ يوماً بأن هذه الفردية هي أنوية عالية؟
يمارس الكتاب أنويتهم باقترابهم من أنفسهم وابتعادهم عن الآخر فيضحون قادرين على الرؤية من داخلهم وخارج الآخر، فيضحي الآخر صورة معلقةً ونحن نعلق عليها، كمن يتابع مباراة كرة قدم.
المدهش في الأمر أننا نكتب لكي يقرأ الآخر –أنا/كلنا- ومع هذا فهدفنا الحقيقي هو ابراز (أنانا) التي أخفيناها بسلوكنا الاجتماعي-المجتمعي المقنن. ماذا نريد؟ نريد التصفيق، أجل نريد التبجيل من الآخرين.
لماذا نريد التبجيل، أحبتي؟ هناك حاجة بداخلنا نجاهد وقتاً طويلاً لاسكاتها، إنها الحاجة للمديح، وحب الذات والنرجسية. فأنا المثقف بداخلنا تريد تقديراً على سنين طويلة من العلم والمعرفة، وتريد تمييزاً عن الغير، أفلا تستحق؟ سؤال مريب وبلا جواب!
نبحث عن ذلك الشعور المريح بالأمان، عن ذلك المطلق المريح القادر على اخبارنا بأننا محبوبون ومسموعون، وحتى محترمون من قبل الآخرين. نكتب (أنا) لكي يرى (هو). فيقدّر (هو) الـ (أنا) بداخلنا ويحترمها، فنرتاح.
أكتب إذاً لأجلي قبل أن يكون لأجل أي أحد؛ وأحاول تصحيح المجتمع لأجلي قبل أي آخر، والصراخ فيه طولاً لأجلي، وأحب حينما أحب لأجلي أيضاً وأجل أحب نفسي أكثر منكم، وأكون كاذباً إذاً ما قلت العكس، وأكره في شد ما أكره أن يدعي أحدكم فهمي أكثر مما أفهم نفسي.. لربما هو -كما قلتُ سابقاً- أنانية، وغروراً، ونرجسية،
الكتابة هي مفتاح الحل بالنسبة لي وللكثيرين؛ توضح لي ما لا أعرفه عن نفسي وعنهم. الكتابة تظهر ألواني الحقيقية، فاكتبوا، يا أحبتي، اكتبوا، أظهروا ما في داخلكم، عبروا عن أناكم الخفية، عن كل مكنوناتكم، ولا تهتموا بأن يقال أي شيء، كل الكلام هذا مجرد كلام، بلا قيمة، القيمة الوحيدة التي يجب أن تهم عندكم هي أن تصلوا لما تريدون، اكتبوا لأن الكتابة مفتاح خلاصكم.
يا أحبتي، الكتابة فعل الـ(أنا) لإدراك الـ(أنا)؛ أترككم، والباقي لكم، فإفعلوه.



#عبد_الرحمن_جاسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنتظره
- تلفزيون، كثيراً وللغاية...
- لا أريد أن أجوع
- سأخون وطني
- لغة الخطاب


المزيد.....




- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحمن جاسم - أكتب لنفسي...