قحطان محمد صالح الهيتي
الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 28 - 19:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما كنا في هيت قبل التهجير والنزوح كانت الكهرباء تنقطع كما تعودنا على ذلك منذ عام الاحتلال في سنة 2003، واضطررنا أن ندفع ما يزيد على (100000) مائة ألف دينار لأصحاب المولدات (وفقهم الله). ندفعها لأن الكهرباء كما تعلمنا ذلك في السياسة والاقتصاد (أم الحضارة)، وهي فعلا كذلك فكل شيء لدينا لا يعمل إلا بالكهرباء.
لقد حقق انقطاع الكهرباء وعودتها إنجازا حضاريا للعراقيين لم يكن يعرفه إلا السياسيون فقد عرف الأمي والجاهل، والكبير والصغير وكل ربات البيوت كلمة (الوطنية)، وبات أهل الحي جميعهم يهللون ويصرخون عند مجيئها بصوت واحد وصار الفرح عندهم مجيء (الوطنية) ، وصارت الأباء والأمهات يسألون أبناءهم الصغار frown رمز تعبيري هاي وطنية ولا مولد)، فيجيبون (وطنية)، حتى أنهم نسوا كما نسيَ المسؤولون عنها المعنى الحقيقي للوطنية وهو التعلق بالوطن وحبه والإخلاص له والتضحية من أجله.
اليوم وبعد اثنتي عشرة سنة على الاحتلال، وبعد تسعة شهور من النزوح والسكن الإجباري في بغداد، بقيت الحال كما هي عليه (تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي)، فالانقطاع هنا في بغداد أكثر مما كنا عليه قبل التهجير وغير الذي كنا نسمعه. فلم تحقق لنا وزارة الكهرباء بعضا مما كنا نسمعه من تصريحات - وما أكثرها-عبر شاشات الفضائيات من الوزراء والإعلاميين، وليتها اكتفت بذلك واعترفت بعجزها، فما وعدتنا به لم يتحقق منه الا القليل، فـ (التخطيط) لتطويرها وزيادة طاقتها، وبرمجتها صار (تخ) و(طيط)، فلا برمجة في انقطاعها وعودتها، ولا تخطيط في تطويرها وزيادتها بالرغم من المليارات التي صرفت من أجلها، ففي الساعة الواحدة تنقطع الكهرباء وتعود عشرات المرات ،وبتنا نسهر الليل كله خفراء لإطفاء الأجهزة وإعادة تشغيلها، والله في عون أصحاب المولدات الذين يقضون دقائق عملهم بانتظار تشغيل وإطفاء مولداتهم. لا نريد اليوم زيادة في الكهرباء ولا تطويرا لها، بل نريد استقرارا لها وبرمجة دقيقة في قطعها وإعادتها، ولا نريد من المسؤولين عنها سوى الوطنية.
#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟