أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - النيوزلنديون أعمامنا














المزيد.....

النيوزلنديون أعمامنا


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4845 - 2015 / 6 / 22 - 03:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


منذ أول الحصار الذي استمر على العراق لثلاثة عشر عام تقريبا ، تكونت على ناصية الرصيف المجاور لبناية روضة اطفال الناصرية وسياج دائرة النشاط المدرسي النواة الاولى لسوق يبيع المواد الغذائية ومعظمه الزائد من مواد البطاقة التموينية لدى بعض العوائل المتيسرة الحال أو الذين اضافوا اعدادا وهمية لأعداد عائلتهم في بيانات البطاقة فصاروا يستلمون غذاء اكثر من حاجة بطونهم.
وهذا يعني أن الرجال الفضائيون كانوا في البطاقة التموينية منذ تسعينيات القرن الماضي وقبل ان يكونوا في الجيش العراقي والشرطة وبقية دوائر الدولة بعد 2003.
هذا السوق تحول بعد الاحتلال يبيع ذات المواد الغذائية ولكنها هذه المرة ليست مواد البطاقة التموينية لأن وزارة التجارة شحت جيوبها ولم توزع الغذاء بانتظام على الناس بل يبيع مواد غذائية تُجلب من قاعدة الأمام علي في أور والتي يتجحفل فيها الامريكان وكانت الأغذية وهو التعين اليومي للجنود الامريكيين او غذاء الأرزاق الطارئة المعلبة الذي كان في علب حديدية .
وهكذا توشم هذا السوق بإحساس بطون المواطنين الى حاجة ما ومنها حليب الاطفال الذي كان اهم خامس مادة تباع في هذا السوق بعد الرز والطحين والدهن النباتي والسكر ، ثم تأتي بعده البقوليات والصوابين في الاهمية.
ذات يوم كنت متواجدا قرب السوق حيث أمر بشكل يومي لأنه قريب من بيتي وسمعت احد البائعة يمسك علبة حليب زنة ثلاثة كيلو وهو ينادي : تعالوا اشربوا حليب اعمامكم النيوزلنديين.
اقتربت منه وكنت اعرفه لأنه من سكنة محلتنا وكان أحد خرجي كلية التربية ولم يتعين بعد وسألته : علي من جاء بالنيوزلنديين وكيف هم اعمامنا.؟
ضحك وقال : هذا حليب نيوزلندي ماركة انكورا ، واخي رافد يعيش لاجئا في نيوزلندا ، كتب لنا قبل فتر ة يقول :أن النيوزلنديين يعتقدون أن اصولهم سومرية.
ضحكت وتذكرت يوم كنت معلما في قرية من الاهوار عندما اخبرونا ان عالما نرويجيا اسمه ثيدور هايردال يصنع مركبا من القصب ويريد ان يبحر فيه من الاهوار الى بحر الشمال في اسكندنافيا ليثبت أن السومريين ربما وصلوا الى هناك.
وقتها قال شغاتي عامل الخدمة في مدرستنا : اذن اجدادي من اهل السويد ولأجل هذا ابو أمي أسمه عويد.
ويوم احرق هايردال سفينته امام شواطئ عمان لان بوارج الدول العظمى في بحر العرب منعت وضايقت رحلته .
حزن المعلمون في المدرسة ومعهم شغاتي ، وقلنا :كان لنا بعض الأمل لنثبت ان لنا أقرباء في اوسلو وستوكهولم وكوبنهاكن والعاصمة النيوزلندية ويلينغتون عندما اخبرنا احد معلمي مدرستنا انه قرأ مقالا في مجلة الهلال المصرية تقول أن الكهنة من سكان نيوزلندا الاصليين يقيمون شعائر دينية تشبه الشعائر الدينية السومرية وان وجوه آلهتهم المرسومة على جدران المعابد او المتخيلة في اساطيرهم تشبه الالهة السومرية.
وقتها ضحكت وقلت الآن لدينا عشتارتين واحدة تسكن مدينة أور وأخرى تسكن نيوزلندا.
الاعتقاد ذاته اكدته لي الشاعرة العراقية نجاة عبد الله التي سألتها عندما كنا مدعوين الى ملتقى المدى الثقافي الاول في اربيل عام 2005والتي سكنت نيوزلندا عندما كانت لاجئة هناك ولسنوات .
وهكذا تكون مناداة علي بائع المواد الغذائية من اجل شراء حليب اعمامنا النيوزلنديين حقيقة وليست خيال.
واليوم كلما ارى اعلانا لتسويق حليب الانكورا النيوزلندي اتذكر مدرستنا ونقاشات الاصول الأنثروبولوجية لمعدان قريتنا وكيف كان يتمنى شغاتي السفر الى مدينة القرنة ومقابلة العالم النرويجي هايردال ليقول لي: مادام اجدادي يسكنون النرويج والسويد ونيوزلندا خذني معكم لأزورهم .



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غرق المشحوف ميدوزا
- خواطر قابيل وهابيل
- أطلس أبن بطوطة
- أبو العود والطور الصُبيّْ.!
- مريم وغبار الزقورات
- كيتلي جلجامش
- أجنحة حمام الدوح
- دربيل عفيفة اسكندر
- ثقافة الحاسوب
- قَدرُ دُخانُ السكائرَ
- مندائية بعطر الآس......!
- آدم وحواء في قريتنا
- بهارات فاسكو دي غاما
- معدان البيسبول
- بسكويت الجنة
- أقباط 24 قيراط
- هيرقليطس ، ديالكتيك الماء والسماء
- دوسلدورف و كرمة بني سعيد..!
- أيتماتوف وجميلة إبِحيدر
- مؤتمر السرياليون في الاهوار


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - النيوزلنديون أعمامنا