أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - خواطر قابيل وهابيل














المزيد.....

خواطر قابيل وهابيل


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4843 - 2015 / 6 / 20 - 19:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


خواطر قابيل وهابيل
نعيم عبد مهلهل

نشأت رؤى الصراع الأول من معنى الحكاية التالية: أن رجلا كان يسد جوعه من خلال قطفه لتفاحة في شجرة بغابة يذهب اليها كل يوم، وصادف أن سكن جار قربه وكان يتحين الفرصة بجاره لينال من تفاحته قضمة إلا ان الأول كان يمتنع ان يعطيه منها ويقول له :الجوعان يأكل الحجر عندما يعجز عن توفير الطعام لنفسه. فكُلْ الحجر ما دمت لا تريد ان تذهب الى الغابة وتقطف لك تفاحة.
امتلأ الرجل الثاني غيضا وتصارع مع جاره وشج رأسه بعصا غليظة وانتزع التفاحة من بين يديه واكلها فيما سقط الاول صريعا وهو مضجرا بدمه، ومن يومها شكل الصراع بين البشر الرغبة في الحصول على ماليس لك من مال واراض ومدن وبشر.
يقولون ان صراع قابيل وهابيل هو الحرب الاولى وتطور هذا الشجار من الحجر الى صواريخ عابرة القارات وبين الحجر والباتريوت عاشت الحضارة والبشرية حروبا طاحنة وكانت الحروب الحاضنة الاولى لنشوء الثورات والجماعات المقاومة عندما تفرضُ الحرب على شعب ما معاهدة مذلة او احتلالا ظالما لتظهر في السجل التاريخي المصطلحات التي لم يألفها الانسان البدائي الذي صنع حياته على فطرة العيش في الكهوف والقرى الزراعية الاولى، لكن المطامع وظهور الطبقات وتطور المجتمعات وايمانها بالحاكم والملك واضطرارها لتأليف الجيوش للدفاع عن كياناتها اوجد هاجس الطموح للتوسع واضافة الممالك والاراضي ونيل المجد فكانت مسببات الحرب لا تحصى ومنها من تقوم على طمع بأراض خصبة ومياه ومناجم ذهب ومنها من يعلن لأجل لحظة غرام وقصة عشق كما في حرب طروادة ومنها من يقوم بسبب كلمة شتم يطلقها ملك على ملك اخر ومنها من يعلن بسبب نداء استغاثة تطلقه انثى كما في حرب عمورية ايام المعتصم، وحرب البسوس التي استغرقت اربعين عاما سببها ناقة.
هذه الحروب التي توارثها البشر وصار اشد حذرا من نتائجها لم تزل تستعر في جسد هذا العالم وكأن الحجر الذي شج رأس واحد من ابناء آدم ينزل ضربته كل يوم على رؤوس الاف الابرياء ضحايا الصراع الديني والسياسي والمذهبي وآخر مصنوعا بفضل عولمة الدبابة وصواريخ الكروز، وهناك الحرب التي لاتفرق بين المدني والجندي تحملها مذاهب التكفير الجديد المصنوع في كهوف قندهار الافغانية على شكل قاعدة وجند الاسلام والنصرة وأخيرا داعش آخر مودرن للتكفير.
الحروب صغيرة وكبيرة، عالمية وقطرية ومحلية هي الهاجس الذي يرفض ان يغادر الحياة الارضية وكأنه يريد ان يبقي هاجس الفناء مرسوما في احلام البشر ليصنعوا لحياتهم رؤى المدينة الفاضلة التي كتبها افلاطون بخياله وقراطيسه إلا ان هذا لم يتحقق الى اليوم، فكل يوم تنبت على الارض ملايين الزهور في حدائق القارات السبع وفي الوقت نفسه تخرج من فوهات المدافع والبنادق والمسدسات الكاتمة ضعف هذا العدد من القنابل والرصاص ليختلط البارود بالعطر وحتما ستنتصر رائحة البارود وتملأ المكان بالدموع والنعوش واليتامى والارامل والضحايا، فيما الوردة لاتفعل شيئا سوى انها تذبل في انتظار ربيع قادم على امل ان تبرعم ثانية في ربيع ليس في حروب. ومنذ صراع الحجر والتفاحة والى اليوم لم يمر ربيع على الكرة الارضية من دون حرب.
دائما هناك مقاتل ونزاعات وتهديد على شكل هيمنة واستعمار وامبريالية واحتلال وحُكم طغاة واخير اتت الحروب بشكلها المودرن (عولمة الفيس بوك والفايروسات والطائرات بدون طيار).
منذ قابيل وهابيل ونحن نتشاجر...المطلوب أن يأتي المُخلص بثيابه البيضاء يحمل وردة بين يديه ويدعو للسلام والامان والأحلام الوردية المسالمة.!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطلس أبن بطوطة
- أبو العود والطور الصُبيّْ.!
- مريم وغبار الزقورات
- كيتلي جلجامش
- أجنحة حمام الدوح
- دربيل عفيفة اسكندر
- ثقافة الحاسوب
- قَدرُ دُخانُ السكائرَ
- مندائية بعطر الآس......!
- آدم وحواء في قريتنا
- بهارات فاسكو دي غاما
- معدان البيسبول
- بسكويت الجنة
- أقباط 24 قيراط
- هيرقليطس ، ديالكتيك الماء والسماء
- دوسلدورف و كرمة بني سعيد..!
- أيتماتوف وجميلة إبِحيدر
- مؤتمر السرياليون في الاهوار
- الحلقوم الاحمر
- داحس من دون الغبراء


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - خواطر قابيل وهابيل