أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - درجة حرارة بغداد اليوم برعاية أبو لهب














المزيد.....

درجة حرارة بغداد اليوم برعاية أبو لهب


طلال الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 4840 - 2015 / 6 / 17 - 00:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حرارة بغداد في زيارتي الأخيرة والّتي كانت ليست في محلّها كنت؛ فيها مجبرٌ أخاك! طرحتني الفراش.. ضربتني معويًّا ومعدويًّا بآلام استمرّت لأكثر من عشرة أيّام.. نوعيّة حرارة صيف العراق علامة مميّزة وعلى الأخصّ في بغداد.. بالنسبة لي نسيت لهيبها منذ أمد طويل منذ أكثر من عقدين يوم كانت تذيقني شمس بلدي الحرور أنواع طرق الشيّ والتجفيف.. وبعد هذا الزمن, البارد, الطويل, أجدها تنتقم منّي اليوم, وكأنّ ابنًا من أبنائها قد عاد لأحضانها بعد أن كان قد تمرّد عليها فخرج بعيدًا عن لهيبها دون استئذان يوم كنت أتعرض لصنوف وألوان التذويب وأنا جالس ظهرًا وسط سيّارة وسط زحام بغدادي من زحاماتها الّتي لا تُنسى أيّام الزمن الجميل زمن روائح "البنزات" وهي تنبعث من السيّارات البطيئة السير جدًّا والمحيطة بسيّارتك وكأنّك وسط قافلة من حديد تسير بسرعة سلحفاة ..تموز والمسافة من "ساحة النسور" لغاية "العلاوي" بساعتين! أهبط منها وقد رسمت شمس بلادي على ظهر قميصي خرائط دول العالم أجمع حفرته عليه "بحامض عرقيين" الأبيض وكأنّها بشرى من قارئة فنجان على "الطريقة القميصيّة" مرّة انتبه لها صديق لي حصل على درجة العرافة بسبب كثرة ما يقرأه على أظهر قمصان العراقيين, سرّني قائلًا "أنّها خارطة طريقك" يوم لم ينزل هذا المصطلح بعد في سوق "البزّازين" ,تعدك شمسنا الساطعة علينا إلى يوم الدين يا ولدي بمستقبل سائح في بلدان العالم هربًا من "الشمس الجحيميّة" ..جميع فصولنا المناخيّة غير مستقرّة ومختلطة بشكل لا معنى له تدفع للهذيان إلّا الصيف, فبدرجة عالية من الاستقرار إنّ أحبّتك شمسه يومًا تركت قبلة على شفاهك بما تجعلك تسبّح بحمدها ليل نهار بجمل طويلة من الآلام ومخطّطات وتخطيطات أشكالها أشبه بصور من تلك الّتي تراها وأنته تعتصر نفسك بقوّة مغمضًا عينيك وتحتدّ في ذلك! صور من أنواع المعقول والّلا معقول لا تستطيع تسجيلها إلّا "بقطعة حشيش" قد في فلتة ما تعيد نفسك بها للماضي لتلتقطها! ,واستقرار الصيف يستمرّ لثمانية أشهر لا يسمح خلالها لهيبها لنقطة ماء تسقط من السماء تبتلعها من مسافات قبل بلوغها العراق! هذيت هذيانًا وأنا طريح آلام المعدة والأمعاء ما يكفي لرسم الكثير من لوحات ومن كتابات التعبير السريالي "الهذياني" ..وددت تسجيل الهذيان كتابيًّا لكنّ الوجع غالبني بأمل رسمه بالكتابة قد تكون لأوّل مرّة بطريقة الرسم بالكلم السريالي المباشر.. "التفكير" هذا هو حالة الوعي الوحيدة الّتي لازمت أوجاعي والناس نيام, وباعتقادي سبب الهذيان تعاطيي خبطة صغيرة بين مسكّن ومورفين لإسكات الآلام, الفرق بين هذياني وهذيانات دالي أنّ الأخير يكون قد استعدّ مسبقًا يهيّأ نفسه بلا آلام فيستطيع شفّ ما ركّز ذهنه على استشفافه ما ارتسم بذهنه فينفّذ فورًا ما يريد.. كانت مجموعة تشكيلات لجمل من كلمات بسيطة غير متناظرة أو متماثلة لكنّها متوازنة, هو ما جعلني أطاول الألم ولا تطال أصابعي التستتور ,أعتقد معادلة متوازنة!, وبصعوبة أحاول استحضر بعض من تلك التشكيلات من الجمل ذات المعاني السرياليّة: ( أيّتها اللغة أإستسغت مذيعة أنباء الطقس عندنا قولها "الشمس ساطعة لهذا اليوم!.. بترجمة نصّيّة لطقس هلسنكي على مصبّ نهر فانتا"؟) (بنط8 أسود من حزمة حروف الصقال).. ( لو كان في الغرب محمّدًا لا اعتقد سيجد "عمّه" من يلقّبه "أبا ثلج" إذا لو رمى الثلج على ابن أخيه لما استطاع إيذاءه وطبعًا مستحيل يرمي عليه "الّلهب" فذلك سيدفئه!) (بنط22 أبيض).. (الشمس شمسي والعراق عراقي) (كتابة بالرسم الحرّ بلون اصفر باهت مطعّن على أحمر قرمزي مات داكن).. في الحقيقة وأنا طريح الفراش وقد لازمتني الحمّى تعايشت تمامًا مع ما كان يعيشه الفنان السريالي سلفادور دالي أو غيره بعد تناول "الحشيشة" أو الإفيون, حاولت التقاط ما استطعت من جمل مبعثرة من الصعوبة بمكان البحث عنها برفقة آلام عضليّة متعبة..







#طلال_الصالحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من بعدك يا صدّام ضاعت هيبتنا كعراقيين وكعرب
- استحلف العبادي؛ الثأري ينحرف بأخلاق الآل فلصالح -ألباسا-؟.. ...
- كم مشتاق لدخول الحرم النبوي من باب سيدنا عثمان رضي الله عنه
- التخويف -بالتجويف- وبالفجوات.. -إمام المستضعفين- نموذجًا..
- محاولة فتح أفق يطلّ على آفاق ..قضيّة ما بعد الموت
- ( نصر من الله وفتح قريب ) إعجاز علمي أيضًا
- الى من لاحت رؤوس حرابهم تلمع بين روابي؛ رؤوسهم مختبأة خلفها, ...
- بعدما -طلعوه من ط... الچلب- ما ذاكرة الأمم عن العرب بلا هارو ...
- الطقوس ,وطوابير -الطاسة- المرعوبون من عواقب -الكيس-!
- آن لأوباما يغادر.. استعراض عسكري روسي للقوّة مُرعب وبحضور صي ...
- .. كفى ..ترجّلوا عن منابر الدولة, اصعدوا منابر مساجدكم
- أميركا هالَكَها العراق ,سعّرت في النفط لعلّ, فانتعشت قطبيّة ...
- ( وهُزّي.. ).. -الخشلوك- يُعلن -بنخلته- ؛المسيح وُلد في العر ...
- جون وأين, والمهندس وسليماني ..وتوفيق الدقن
- داعش أفضل عزيزي الطائفي أم -الاستعمار-..؟
- متحچون! -شبيكم- خايفين تگولون صدّام كان محقًّا عندما قاتل نظ ...
- انعكاسات -جثّة- كشفت هواجس من أطلقها.. -ديكارت- بهذه الثالثة
- المُهلّلون باتو مُهَلهَلون ..تركوا -الحمار- وتمسّكوا ب-الجْل ...
- فرح غامر ,فبمقتله ستنتل الكهرباء ومونرو يلعلع جمالها في -الط ...
- السعودي ,و-القناع-.. نشيّم السعودي ينزع لنا عبائته, فهل سينز ...


المزيد.....




- -الأسبوع القادم سيكون حاسمًا جدًا-.. أبرز ما قاله ترامب عن إ ...
- هل اغتيال خامنئي عامل حاسم لكي تربح إسرائيل الحرب؟
- لجنة الإسكان بالبرلمان توافق على زيادة الإيجار القديم بنسبة ...
- مصر تكرم أشهر أطبائها في التاريخ بإطلاق اسمه على محور وكوبري ...
- -تسنيم-: مقتل 7 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف سيارتين مدنيتين ...
- بوتين يلتقي رئيس إندونيسيا في محادثات رسمية غدا الخميس
- مصر تحذر: المنطقة ستبقى على حافة النار بسبب فلسطين ما لم تحل ...
- بقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع ...
- هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟
- في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - درجة حرارة بغداد اليوم برعاية أبو لهب