محاولة فتح أفق يطلّ على آفاق ..قضيّة ما بعد الموت

طلال الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 4819 - 2015 / 5 / 27 - 14:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الى من رحل أبيه أمّه أو عزيز عليه , حتّى هذه اللحظة وإلى مستقبل قد؟
هو أراد الرحيل عن دنيا لم يعد يجد فيها ما يبهج ,فلا تلوموه ولا تحزنوا عليه.. هو تقصّد ترك البهجة لأحبّته يمتصّون آخر نديات رحيقها ..سيحزن إن لم تشبعوا من بهجات هذه الدنيا كما استنفذها هو.. انتفت حاجته إليها ..لم يعد يرها ..هو يدّعي عيناه وأذناه لم يعدا يعملان بما يجب ..ربّما لا يعلم هو ملّ استخدامهما! ..
..مكوّناتها حفظ البهجة عن ظهر قلب ,حفظها على صدره.. ما هي.. عناصرها
أنواعها
ألذّها
أصلبها
أدومها
أرقّها
أسرعها قدومًا
متى تتكون وتلتئم
متى تأتي أحدنا
وكم تمكث ومتى ترحل
من الّذي يطاردها.. من الّذي يحجبها عنّا
لا شيء جديد بعدها ..وعلام يستمرّ معنا إن كان الموت ألّذ البهجات ؟.. علامَ؟
لذلك رحل إلى عالم يحوي كواكب بلغت صورتها النهائيّة فاستقرّت عليها ,لا تقبل يعيش أحد على ظهرها حيث لا ظهر ولا عمق ,إلّا من بلغ هو الآخر صورته النهائيّة واستقرّ عليها..
رحل إليها بمركبة أسرع من الضوء بأضعاف ..مشترط على كلّ من يحجز له مكانًا فيها يكن خاليًا من لحم أو دم .. بلا عظام يصل بطرفة عين كوكب قد يكن بمواصفات أبديّة ,هو كوكب ولا كوكب ,المهم ,بلغة مصطلح طبيعتنا المحدّدة ,هو آخر كواكب بحثه ..من المؤكّد سيجد فيه بهجة أبديّة..
بهجة لا تطارد ولا تنفذ ولا أحد ما يمنع وصولها ..بهجة دوامها وسط فضاء الأبديّة لا نقيض لها كي تحضر ,حضورها دائم بذاتها ,ذاتيّتها مستمرّة لا نشعر هي مستمرّة فطبيعتها طبيعة استمراريّة ,حيث الطاقة ذاتيّة.. نشأت داخل أبديّة موزّعة على الجميع ؛ذلك لأنّ استمرارها من طبيعة مستمرّة! ..بهجة حضورها بلا نقيض ذاتي بدون محفّزات.. بدون مقدّمات تُحضرها يضدّها..
وهناك ينتشر أحبّتنا ..أبديّتهم تسمح لهم العيش معنا هنا.. هم ينتجون محدوديّتنا هنا ,لنملّ, فنقدم إليهم إلى حيث لا ملل فالملل سرّ جفاف بيئة مرح البهجة في دواخلنا ..هم وراء وجودنا المؤقّت.. طبيعتهم لا مكانيّة لا زمانيّة ..هناك سينتظر عزيزنا أحبّتنا ؛الجميع ..ينتظر جميع أحبّته يقدمون لزمن بطبيعته قادمون ..قادمون بأبديّة! ..يبني لهم مستقبلًا لا يزول يعدّه لهم قبل قدومهم إليه بأسرع من الضوء ..إلى حيث كلّ شيء يضيء بذاته..

#طلال_الصالحي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل