أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - من بعدك يا صدّام ضاعت هيبتنا كعراقيين وكعرب














المزيد.....

من بعدك يا صدّام ضاعت هيبتنا كعراقيين وكعرب


طلال الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 4832 - 2015 / 6 / 9 - 02:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الراح راح ,ولا نحبّ عودته مهما كان بصدّام أم بغيره وسواء كان الحاكم ديمقراطيًّا كعبد الرحمن عارف أم ديكتاتوريًّا كصدّام فمنطق الحياة الواسع يقرّ هذه الحقيقة, فبالنسبة لي لو خيّروني بعودة صدّام للحكم من عدمه لاخترت الجواب الثاني لقناعتي أنّ الحياة تحبّ التنويع وتحبّ التجارب ولا يجب أن يعود من ذهب حتّى لو كان رسول أو نبيّ فما بالك برئيس كتم على أنفاسنا!.. لكنّي أجد نفسي اليوم أردّد معها بقوّة ما هو بداهةً أمر معروف؛ أنّ هيبة العراقيين من هيبة رئيسهم ..لقد مرّ العراقيّون بتجارب متنوّعة مع رؤسائهم, وجميعهم كان لهم حضور مشهود عراقي داخلي كان أم حضور عربي أم حضور دولي ذلك ممّا لا يخفى لأنّهم أولئك الرؤساء كانوا أحرار لا يمثّلون تديّنًا معيّنًا أو تشكيلًا طائفيًّا إنّما العراق فقط.. فبغضّ النظر عن أخطائه الكثيرة منها القاتلة مع شعبه, فمع غيره "كانوا يستاهلون" ما بدر من صدّام ضدّهم ,وأكثر ,عربًا كانوا أم أعاجم! ..هنا ما أثارنا للكتابة بهذا الموضوع ما يستدعي الكتابة نتيجة الألم والحسرةً الّتي اعترتني واعترت بلا شكّ جميع العراقيين وسط ذهول كبير بما انتشر عبر التواصل الاجتماعي ما شاهدناه من شريط يوتيوب رفعه على الفيس بوك شخص "شيعي" مع تعليق مليء بالألم النفسي يرافقه سباب وشتم لشخص العبادي وللحالة الّتي وصل إليها العراقيّون, فقد تجاهل في مشهد الشريط الرئيس أوباما للسيّد العبادي تمامًا ,وقد كان محقًّا برأيي خاصّةً وقد تبيّن على المكشوف انعدام القدرة لدى القادة المتديّنون عندنا على التعاطي البروتوكولي مع قادة العالم ليس وحدهم بل احتسبت على رجل علماني "جلال الطالباني" عندما كان رئيسًا لنا كيف بدا وحيدًا من بين مؤتمرون عالميّون رافقتنا مشاعر العزلة حينها ونحن نراه بتلك الحالة فما بال مشاعرنا سنكون عليها مع "سبع كبار!" ..هذه هي عقدة المتديّن الّتي لا يفهم لغتها العصريّة فصاحبنا العبادي بدا ولا كأنّه من أبناء لندن بدا وكأنّه قضى حياته في بريطانيا في الحسينيّات وذلك ما يبدو ربّما, فبالأمس "بنطاله" وقلنا خطأة شاطر, لكنّ اليوم! بدا وكأنّه أقحم نفسه على تجمّع ثلاثي غربي بحضور أوباما من دون سابق فهم أو تفهّم لمثل هذه المواقف جلس على نفس "مصطبة" المجتمعين بدا عليه التردّد وكأنّه ينتظر عند باب رئيس بلديّة للحصول على إمضاء لقطعة أرض أو وكأنّه في مجلس عزاء! شكرًا بوش.. ربّما ستُحاسب يومًأً على إجرامك بحقّ العراقيين.. أنا عن نفسي لأوّلّ مرّة عبر مراسيم شارك فيها العراق شعرت بالإذلال على مستوى وطني, فذهبت بخيالي بعيدًا هربًا علّي أستعرض من بين مخزون ذاكرتي ما يشعرني بالعزّ في مثل هذه المواقف فوردت لقطات سريعة لصدّام لهيبة العراق عند حضوره تجمّعًا عربيًّا أو دوليًّا, ربّما لشدّة حالة "النقص" الّتي ركبتني وأنا خذلانًا من مشهد العبادي, فبالأمس من حضور المالكي وهو "يلعب بأنفه" ولا كأنّ هناك رقيب شعبي يتابعه واليوم العبادي! والمثل المصري الشعبي يقول "التؤل صنعة" فالّذي كان يتقمّصه صدّام من هيبة فإنّما عامدًا متعمّدًا في مجال الحضور العالمي, لأنّه يحضر قوّة الموقف معه لا يتقدّم لرئيس مهما كان إلّا أن يكون ذلك الرئيس بحاجته, ولا زلنا نتذكّر شاه إيران كيف وقف له صدّام ندًّا وهو لا زال بدرجة رئيس وزراء ,فدائمًا كان له حضورًا قويًّا بما تتركه شخصيّته الصلبة "المقصودة" على الحضور مهما اتّسعت دائرة الحضور العالمي ,ما شكّل لدى العراقيين ولدى العرب دلالة فخرعلى الدوام ,"تونسي أخبرني بذلك في تونس" ,لم أكن أنا من يقول ذلك ,فجميع العراقيين كان حضورهم قويّاً خارج العراق للحضور القويّ الدائم لرئيسهم, ولا زال الكثير من العراقيين يتذكّر ذلك, إضافةً لتاريخ العراق المجيد لكنّ حضوره من حضور صدّام بحسب القناعة العربيّة فذلك المجد بامتداد حيّ كان يمثّله الراحل بعيونهم, ونقول ثانيةً بغضّ النظر عن قناعاتنا الّتي تشكّل بأغلبها بالضدّ من صدّام, فقد كان للعراقي شأن كبير أينما حلّ في زمن صدّام خاصّةً.. قبل أيّام أعفت شركة سفريّات جزائريّة مواطنًا جزائريًّا من أجرة الفيزا المستحقّة عن سفره إلى دبيّ لمجرّد أن اسمه صدّام حسين! حين قرأت الخبر قلت في نفسي حضور العراقي خارج بلده حضورًا قويًّا أمر ضروري ,ذلك لأنّنا لسنا وحدنا نعيش بمعزل عن العالم ,فما فائدتنا تخلّصنا داخليًّا من دكتاتور "وفرحنا وانطلقنا" ونحن لا نشكّل قيمة تُذكر خارج بلدنا! فليس الأمر ,إن وُجد في زمن النهب والسلب هذا , أكل جيّد وشراب وملبس جيّدان وتسيّب للحدود وإعفاء من أيّة مسؤوليّة وطنيّة, بل ستجد العالم بانتظارك ما أن تطلّ برأسك من شرفة بلدك على بلدان الآخرين, "فكلّك نظر" عزيزي القارئ لما يعانيه جواز السفر العراقي اليوم على مستوى العرب والعالم من إهانة وقرف.. بالنسبة لي كنت شاهدًا مباشرًا في التسعينيّات عندما أوقف شرطيًّا رومانيًّا سيّارتنا لدفع غرامة, وبعد أخذ وردّ مع السائق علموا أنّه عراقي سرعان ما أخلوا سبيلنا وهم يشدّون قبضات أيديهم ذاكرين اسم صدّام بإعجاب.. البلد برئيسه وكلّنا يذكر ونحن أطفالًا أو صبية ماذا كان يعني لنا جمال عبد الناصر وماذا يعني عند مشاهدتنا مصريًّا, أو ماذا يعني عندما نسمع باسم خروتشوف أو ستالين أو أيّ "سوفييتي" وماذا كان يعني لنا كندي وماذا يعني لنا شارل ديغول..
لم تعد على ما يبدو خزينة العبادي فيها من المال ما يكفي للطلب من شركة اليوتيوب رفع هذا الشريط المذلّ للشعب العراقي ممثّلًا برئيس حكومته العبادي.. هكذا يبدوا لي الأمر ,ثمّ أعود فأقول لا بأس وربّ ضارّةً نافعة, لنر حقيقة ما وصلنا إليه بمرآة اليوتيوب حتّى ولو بلغت أقصى درجات الإذلال لعلّ الشعب يصحوا من موتته..
https://www.youtube.com/watch?v=mgVZtodO4xs



#طلال_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استحلف العبادي؛ الثأري ينحرف بأخلاق الآل فلصالح -ألباسا-؟.. ...
- كم مشتاق لدخول الحرم النبوي من باب سيدنا عثمان رضي الله عنه
- التخويف -بالتجويف- وبالفجوات.. -إمام المستضعفين- نموذجًا..
- محاولة فتح أفق يطلّ على آفاق ..قضيّة ما بعد الموت
- ( نصر من الله وفتح قريب ) إعجاز علمي أيضًا
- الى من لاحت رؤوس حرابهم تلمع بين روابي؛ رؤوسهم مختبأة خلفها, ...
- بعدما -طلعوه من ط... الچلب- ما ذاكرة الأمم عن العرب بلا هارو ...
- الطقوس ,وطوابير -الطاسة- المرعوبون من عواقب -الكيس-!
- آن لأوباما يغادر.. استعراض عسكري روسي للقوّة مُرعب وبحضور صي ...
- .. كفى ..ترجّلوا عن منابر الدولة, اصعدوا منابر مساجدكم
- أميركا هالَكَها العراق ,سعّرت في النفط لعلّ, فانتعشت قطبيّة ...
- ( وهُزّي.. ).. -الخشلوك- يُعلن -بنخلته- ؛المسيح وُلد في العر ...
- جون وأين, والمهندس وسليماني ..وتوفيق الدقن
- داعش أفضل عزيزي الطائفي أم -الاستعمار-..؟
- متحچون! -شبيكم- خايفين تگولون صدّام كان محقًّا عندما قاتل نظ ...
- انعكاسات -جثّة- كشفت هواجس من أطلقها.. -ديكارت- بهذه الثالثة
- المُهلّلون باتو مُهَلهَلون ..تركوا -الحمار- وتمسّكوا ب-الجْل ...
- فرح غامر ,فبمقتله ستنتل الكهرباء ومونرو يلعلع جمالها في -الط ...
- السعودي ,و-القناع-.. نشيّم السعودي ينزع لنا عبائته, فهل سينز ...
- المدن -لغة- عالميّة سيّد العبادي


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - من بعدك يا صدّام ضاعت هيبتنا كعراقيين وكعرب