طارق عيسى طه
الحوار المتمدن-العدد: 4834 - 2015 / 6 / 11 - 10:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كان يوم امس الذكرى المؤلمة لمرور عام على بيع مدينة الموصل ,و بهذه المناسبة دعت اربعة منظمات للمجتمع المدني دينية وعلمانية لوقفة تضامنية في مدينة برلين عاصمة جمهورية المانيا الاتحادية ,وقد كان عدد الحضور الذي لم يتجاوز المائة مواطن مخجلا ولا يتناسب مع هول الكارثة والمأساة , لو اردنا الدعوة لوليمة غذاء في حسينية او احتفالا لعيد الفطر من منظمة واحدة لراينا الفرق الكبير في الحضور , هل اصابنا اليأس ؟ ام الخوف من المجهول ؟ اين احفاد ثورة العشرين واحفاد ثورة اربعة عشر تموز ؟ الا يكفي ما يعانيه الشعب العراقي من ترحيل وقتل واغتصاب وسرقات ارزاق النازحين والحرب الدائرة في محافظات الانبار وصلاح الدين ؟ الشهداء يقدمون ارواحهم فداء للوطن في ساحات الوغى جيشنا الباسل يتقدم في تحرير الاراضي المغتصبة ببطء شديد بسبب العبوات الناسفة في البيوت والشوارع والمدارس , ومواطنينا لا يستطيعون حضور اجتماع تضامني مع ابناء شعبهم المغدورين المظلومين من قبل دواعش الشيشان والافغان والتوانسة والمصريين الاتراك ومن لف لفهم , وجماعتنا يتفرجون على بعد , كيف نستطيع ان نحرز النصر على الاعداء ؟ اين ذهبت الشيم والشهامة وحملات التضامن ؟ لقد كنا نتضامن مع الفيتنام في حربها ضد الاحتلال الامريكي بالمال وحملات التضامن والعمل في المعامل ودفع الريع للشعب الفيتنامي , يصل الامر بنا ان لا نشارك في وقفة تضامنية لمرور عام على استباحة حرائرنا وارواح مواطنينا وطردهم من بيوتهم والاستيلاء على املاكهم لا فرق بين المسيجيين والشبك والايزيديين والصابئة مع العلم بان منظمات ايزيدية ومسيحية وباقي المكونات اشتركت في توجيه الدعوة ؟ بهذه الطريقة وبهذه المعنويات المهزوزة لا نستطيع طرد نملة من ديارنا , لتكن هذه هي المرة الاخيرة والا لا نصيب لنا في استرجاع كرامتنا وسيادة وطننا وسوف نكون عرضة لاطماع اخرى وتضحيات اخرى وخسائر اخرى اذا لم ننتبه على انفسنا ونتضامن لنكون يدا واحدة قوية نضرب بها الاعداء .
طارق عيسى طه
#طارق_عيسى_طه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟