محمد حسين الداغستاني
صحفي وشاعر وناقد
الحوار المتمدن-العدد: 4832 - 2015 / 6 / 9 - 00:50
المحور:
الادب والفن
أرجوحة الأمان
ترمقينني عميقاً ، عيناك في عيني ، كأنك ِ تسبرين أغوار دواخلي ، وتودين لو بإستطاعتك ِ تمزيق أستار هواجسي وأفكاري المكتومة ، أدري أنه الآن يلفك ِ قلق شفيف وحزنٌ ينمو كالدغل في براري الوجع ، فأحدث نفسي يا إلهي كم هي صافية وموحية هاتان العينان الجميلتين ؟ .
آه ، لو تبقين دهراً قبالتي لا تريمين مكانك قيد أنملة ، لكن أيتها المتيمة كيف لي أن أهدهد خوفك وأزرع زنبقة الربيع في مشاتيك ، وأنثر أجنحة الحمام في فضاء أمانكِ ، وأنسج لك من غصينات الزهر أرجوحة تتأرجحين معها على وقع النبض ؟
ضنينة ..
أصغي بإمعانٍ شديد ٍالى هسيس النسمات القادمة من الديار التي تضمكِ ، أحلم ربما تلاقحت مع نبرات صوتك فأسمع صدى أحاديثك ، فأنتِ الضنينة بإطلالة ولو مبتسرة لا تزالين تموجين في عقلي المكدود في كل حين بعناد مكابر ، تسامرين سهدي، وترافقين أحلامي ، وتجذرين في يقظتي ، وتنسابين مع نبضي .
فيا أيتها المتوهجة في ثنايا الضباب ، وركام العتمة ، أنتِ زنبقتي التي تورق في بيداء شجني ، ونشيدي الذي يزدهي بإسمك ، وهمسي المندس في ثنايا الريح الذي يأتيك هوناً لكي لا يفزع خفق الهواء من حولك .
#محمد_حسين_الداغستاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟