أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسين الداغستاني - ذروة الوجع














المزيد.....

ذروة الوجع


محمد حسين الداغستاني
صحفي وشاعر وناقد


الحوار المتمدن-العدد: 3508 - 2011 / 10 / 6 - 16:01
المحور: الادب والفن
    


حالما وجدتْ ذلك الدغل المكتظ المحاط بالقلب ، مرقت ْ كالسيل نحوى ، ووجهها الهائم تقرع بوابة السويداء ، أدركتُ معنى أن تفقد الأنثى صبرها عندما تركن الى اغوارها ، وتقتحم عزلة الآخر ، لتشعل الحرائق في الضلوع ، وكالملح المنثورعلى جرح قديم ، إلتهب الزمن ، بفعل تلك الغيرة الحمقاء التي كانت تنهش احشائها وتجعلها كقاربٍ تائهٍ دون شراع ، يصارع الموج القاتل في يوم ٍ عاصف !

وعندما آذنت اللحظة بالرحيل ، كنا قد إبتلينا كثيرا ً تحت وطأة الوقـت الـذي إستطال ،
فوجدت نفسي أجنحُ الى عينيك ِ، وأنسجُ زمنا ً للود الجامح ، وأطوي الخطى كالغدير في ربيعٍ
مسرفٍ ، لأزرع أغنية حنونة في بستانكِ المورد ، فلربما تأتين وترتمين على صدري المنهك
.. وفي عينيك وجل ٌ مرّ فيما ينبع من مقلتي نهير ٌ حلو ٌ ينساب نحوك ِ دون عوائق !!

آه ... كم هو رائعٌ هذا الإحساس بالطمأنينة ، أضمك ِإليّ ويدي تمسد جسدك النابض تحت
أناملي كالعشب الندي فـي صباح يـوم ٍ قائض يحتشـد بخفـق الفراشـات الهائمة ! لكنها الأمنية
المستحيلة ، فهذا الوجع المتقاطر من أنين تلك الربابة القادم من عمـق النفس ، يثيـر الشـجن ,
ويستفز الأحزان ، وأعود وحدي مع تباريح الهوى مترنحا ً مثلك من غربة الخوف الى غربة
الشك الأحمق ، والغيرة التي تأكل اللحم العالق بالسيوف المغروسة في الفؤاد الواله !

ورغم قوتي التي أقارع بها عينيك ، فالعتاب سيدتي قيدُ لن يخلي سبيلي بيسر ، والـلوم
المزمجر خلفي لا يستكين ، وأعلـم ان سعيـر الغضـب وأنـت في ذروة الوجـع يمسـك بتلابيبي
ويجردني من كل مفردات الأرض في الدفاع عن النفس !

وكدرج الموج نحو الشاطيء الفسيح ، وئيـدا ً وئيدا ً أغمـرُ قدمـاي في الرمـل الكثـيف منتظرا ً ذلك الذي لا يأتي ، مبتعدا ً عـن دواخلـي ، مطّـلا ً مـن ثنايـا المصاريـع المقفـلة علـى الضياء الخافت ، فأحس بك .. أحس بـك كثيـرا ً، ريح ٌحارّة تسف وجهي فأخـدع فـؤادي ، إنك تأتين وتغمرينني بأنفاسك المنعشة ، وتبللين وجهي بريقك العذب فيغادرني الوسن الحبيس حيث لا شيء بعده غيرك !!



#محمد_حسين_الداغستاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلان على الملأ !!
- تحت سقف السماء الأولى
- بحثا عن بوح العصافير في رئتي !
- تماس على خط الشريان !!
- قوة الروح
- آتي إليكِ كالحار على قمة الثلج !!ّ
- (سهيلا ) .. الهدنة المستحيلة !!
- تأثر الإعلام التركماني بالإعلام العراقي وتأثيره عليه (*)
- القصد والتلقائية في فن محمود العبيدي
- عدنان القطب .. السكون المؤجل !!
- تراجع الحدس !!
- تحولات آمنة محمود الصادمة
- الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبالون الإختبار الكبير !
- السطوة الثاقبة !!
- قحطان الهرمزي ومحنة المدينة العصية ! *
- رائحة الأهل !
- طائر الوسن
- كيف أجدك ؟؟
- نحو إستراتيجية للأمن الإجتماعي في العراق
- دعيني أفترض !


المزيد.....




- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسين الداغستاني - ذروة الوجع