أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبله عبدالرحمن - وطني وقد غدا عطرا














المزيد.....

وطني وقد غدا عطرا


عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)


الحوار المتمدن-العدد: 4815 - 2015 / 5 / 23 - 15:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تأملت شعاع الشمس وهو يبسط ضوءه بخجل، كان ذلك اليوم هو صبيحة العيد والذي عادة ما نحتفل به في زيارة الاحبة الذين غادرونا الى الحياة الاخرى. حزن ثقيل كان يطبق على صدري قبل ان اسمع صوت كان يسكن احلامي حتى خلت أنني احلم، تغلغل الصوت اكثر الى داخلي حتى نسيت انني في حضرة اخي الشهيد فرائحة الحب نافذة واقوى من الموت. كتمت صرخة كانت ستخرج مني لولا انني تماسكت، فلم اصدق انني على موعد مع بذرة العشق في بلد المنفى وفي مكان لا يذكّرني الا بوطني المتعب بالموت والقتل.
ظهر ذلك اليوم حاولت جاهدا ان افيق من الصدمة بأبتسامة فرح، لكن الصدمة كانت اقوى مني، عبثا حاولت الهرب من الافكار التي كانت تزعجني، اخذت نفسا عميقا لاشعر بنفسي، لكن خطوات صغيرها كانت تحفر بذاكرتي وهو يقترب مني مقدما لي كعكا عن روح الشهيد، تمنيت لو انني لم التق بها اذ كنت سأنهار وانا امضي حزينا متجردا من كل مشاعري، اقنع نفسي بأن اخبارها لم تعد تؤرقني سلبا او ايجابا، وقد اصبحت قصتي معها مجرد ثرثرة وحكايات.
كان عمري يقترب من السابعة عشر حين دق قلبي لاول مرة وكانت تصغرني بعامين. تعلقت بها وكأنها مني وتوالت الايام وانا ارقب بعيني ذهابها وايابها وانتظار ذلك اليوم الذي سأحدثها به، اذ بالكاد كنت اعرف اخبارها من قريبة لي كانت صديقة لها.
دوما شكرت الله على ضياء الشمس ونقاء الهواء اذ اكتسبت معها قدرة كبيرة على الاحلام الجميلة.
لقاءات عديدة جمعتنا واحلام كبيرة نسجناها، كنت احافظ عليها حتى انال ثقتها وطمعا مني بلقاءات متجددة، فأرضى بالسير معها مكتفيا ببهجة الاستماع، يكفيني منها إحساس الرعشة التي كانت تقبض على كل كياني حين كانت تتحدث بعذوبة ودلال حرف القاف الذي كان يسكن على شفتيها. كم كنت احلم يومها لو ان ايدينا تتعانق كما هي قلوبنا.
اتذكر يوم اخبرتني بيوم عقد قرانها، كيف غامرت ووقفت انتظر على باب بيتهم من اجل رؤيتها ولولا تحذير جارتهم لكنت اليوم في عالم الاموات.
نيران الحرب بدأت بحياتي قبل ان تبدأ بوطني سوريا، اذ ان قلبي حين انشغل بها لم يكن يعنيني اختلاف الطائفة التي كنا ننتمي لها. كنت اعتقد ان هناك انفتاح وحسن جوار وحق السؤال دونما تمييز بيينا، وكنت ارى ان الامور تسير على خير في كافة النواحي دونما تعقيد.
والدي اخذ قرار اللجوء بعد اصابة اخي واستشهاده خوفا علينا من الموت لان نيران الحرب لم تكن لترحم كبيرا ولا صغيرا.
لم اعد ادري ان كان ذلك اليوم هو الاجمل ام الاسوء في حياتي اذ انني ومن غير قصد مني شعرت بأن وطني مليئ بالتناقضات، وان هناك من يشعل الكراهية بمخططات يمكنها ان تتحول الى صراع ديني وسياسي. وقد كان ما كنت اخشاه، فالوطن غدا عطرا لأيام خلت.
لم احصد معها الا حظي ولم احصد من وطني الا عطره وقد غدا ساحة حرب.



#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)       Abla_Abed_Alrahman#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذيان المعارك !!
- اعتذر ... مرتبطة عاطفيا !!
- امهات لا صوت لهن
- غزة وجدارتها للحياة
- تحية اكبار للمرأة العاملة في يوم العمال
- الاحلام الطارئة
- اوجاع مطلقة
- باللون الاحمر
- انثى بعينيه!!
- الحياة ما عادت الا صفراء
- حُزني وقد اصبح سرّي
- لا شيء يعجبني !!
- اعلام يسعى الى موتنا
- سيمون خوري ... شكرا
- النكبه والامل بالعودة
- الزواج المبكر وارتفاع نسب الطلاق
- في طريقها الى الطلاق
- احلام الطفولة الضائعة
- كلام في الحب
- متاهة الحرب والحب


المزيد.....




- الأفارقة يخسرون نحو 70 مليون دولار بسبب رفض طلبات تأشيرات شن ...
- بولتون يعلق لـCNN على الضربات الأمريكية: الهجوم قد يُمهّد لت ...
- عرائس بلا تيجان.. صيحة زفاف النجمات في صيف 2025
- تفجير انتحاري في كنيسة بدمشق يودي بحياة 22 شخصا على الأقل
- باريس ترسل طائرة عسكرية لإجلاء مواطنيها من إسرائيل
- اليوم الـ11 من المواجهة: واشنطن مستعدّة لمحادثات مع طهران وإ ...
- ضربة واشنطن النوعية: هل نجحت -مطرقة منتصف الليل- في شل البرن ...
- -تخطى دوره الرقابي وساهم بإشعال الحرب-.. غروسي في دائرة الات ...
- هند جودة: ماذا يعني أن تكون شاعرا في زمن الحرب؟
- واشنطن أطلقت 75 قذيفة دقيقة التوجيه وأكثر من 24 صاروخ توماهو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبله عبدالرحمن - وطني وقد غدا عطرا