أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبله عبدالرحمن - انثى بعينيه!!














المزيد.....

انثى بعينيه!!


عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)


الحوار المتمدن-العدد: 4304 - 2013 / 12 / 13 - 16:41
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


انثى بعينيه !!

النافذة بداخلي ما زالت ستائرها مسدلة، وضوح الرؤية يجعلني اصاب بدوار الحقيقة، اتكئ على بصيص ابتسامة يلوح اليّ بأمل، اقاوم صرخة قوية تسكنني اجاهد حتى لا تخرج رغما عني، امسح دمعة ستقع مني. تختلط صرختي بصوت الحافلة التي تقلني من والى عملي، اتلون بابتسامة وانا ارد على زميلتي بسؤالها العابر.
بانورما عشر سنوات تتراكم برأس تلك السيدة المنكوبة بزوجها، وهي تستذكر سنوات زواجها العجاف، تجتهد في العثور على حادثة سعيدة من كل الحوادث الاليمة التي مرت عليهما خلال فترة زواجها، تستكشف للندرة عدد المرات التي كانت فيها انثى بعينيه.
الهو عنها بابتسامة صفراء تتلوى على شفتي بوجع، حين اخذت تستعرض تلك الليلة التي تشاركت فيها وزوجها سرير الزوجية بعد فراق طويل مع ان بيت واحد كان يضمهما، (ربما كان يضم احوالهما البائسة اكثر!، وكان هذا اللقاء غير الحميم بينهما بأمر من اخيها حين جاء مصلحا، اذ بين الحين والاخر كانت اصواتهما تعلو على صوت الهدنة او الحرب الباردة التي كانت تميز شكل حياتهما، كثير من المرات كان الاحبة يتدخلون حتى تواصل الحياة دورتها بثقل.
تستمر بالحديث عن مشكلة الانفصال التي بدأت بالتو فصولها بعد زواج اصبحت ترى بعد فوات الاوان بأنه كان محكوما عليه بالفشل منذ سطوره الاولى. تقول بأسى: ماذا كان يعني قبولي الزواج من شخص سبق له الزواج مرتين وقد استنفذ عدد مرات الطلاق مع زوجته الاولى. أي انتحار قبلت به حينذاك لاختبئ من ملاحقة نعت العنوسة الذي كان يخيم بظلاله عليّ فأرضى بزوج عمره ضعف عمري، لن اضيف اذا قلت بأن حزني هذا كان ينتظرني.
ماذا بقي لي تقول تلك السيدة: وهي في ذروة ازمتها وقد تعرضت للضرب المبرح عند خروجها من منزل الزوجية بعد تدخل الجيران وسيارة الاسعاف، تستكمل الحديث عن وجعها وقد جنت الوحدة وسكنت في بيت بابه لا يفتح الا في حالة خروجها ودخولها منه، تتحسر على تلك السنوات التي ذهبت من عمرها.
مشاعري لم تنبت الا سوءا في حياته، وتضحيتي بمالي وسنوات شبابي ذهبت هدرا. وقت طويل مرّ على زواجي منه، كنا مختلفين في كل شيء كنا كالشمس والقمر لا يمكن ان يلتقيا الا وأحدنا اوشك على نيل غفوته ينام نهارا وانام ليلا، اقوم بواجباتي المنزلية بصمت ارقبه وهو غافيا لا يحرك ساكنا وعلى بالي كيف يمضي الوقت وانا نائمة.
وانتهى الصمت البارد حين اتسع الخلاف بيننا واستعصى، وكسر الصمت وقرقع صداه بي الى جدران اخرى غريبة. احاول ان استثمر الوحدة وانا افكر اذا ما كنت استطيع ان ابدا حياة جديدة بعد ان قررت الخروج الى غير رجعة من بيت الزوجية وسكنت في بيت وحدي لا يقل برودة عن بيت الزوجية.
الحقيقة انني حزنت وامتلأت حزنا على تلك السيدة التي لا تكف دموعها عن الانهمار، لكنني اقول لها: وان اصبح الطريق وحلول الشفاعة لبيت الزوجية سالكا بصعوبة فأن هناك حيوات اخرى اجمل تنتظرها.



#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)       Abla_Abed_Alrahman#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة ما عادت الا صفراء
- حُزني وقد اصبح سرّي
- لا شيء يعجبني !!
- اعلام يسعى الى موتنا
- سيمون خوري ... شكرا
- النكبه والامل بالعودة
- الزواج المبكر وارتفاع نسب الطلاق
- في طريقها الى الطلاق
- احلام الطفولة الضائعة
- كلام في الحب
- متاهة الحرب والحب
- بين هاوية الوظيفة والدعارة
- مطر من غير دفئ
- غزة تقهر عتمة الظلام بالنصر
- عروس سورية بغير الابيض
- ايام عابرة
- مشاهدات من مخيم الزعتري
- حبال الريح
- زوجة مع وقف التنفيذ
- بقايا النهار


المزيد.....




- الناشطتان الإيرانيتان نرجس محمدي وشيرين عبادي تطالبان بوقف ف ...
- بليز ميتروويلي أول امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البر ...
- جلسة نقاش عن حلقة بنلف في دواير من بودكاست راقات
- أول امرأة وأفريقية تتولى المنصب.. كيرستي كوفنتري تتسلم المفت ...
- “بالخطوات” التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالجزائر 2025 عبر ...
- من بيتك.. خطوات وشروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 الجزائر.. الشروط وطريقة ال ...
- ما هي طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت في الجزائر ...
- تأثيرات مذهلة لدموع النساء.. هذا ما يحدث حين تبكي المرأة
- هل بتعاني من سرعة القذف؟


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبله عبدالرحمن - انثى بعينيه!!