أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فارس محمود - قارب واحد!














المزيد.....

قارب واحد!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4809 - 2015 / 5 / 17 - 23:20
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لم تقف جماهير كردستان ايران مكتوفة الايدي تجاه الجريمة التي حدثت في مدينة مهاباد والتي أدت الى وفاة شابة، فرينازخسرواني. اذ كانت الأخيرة تعمل في احد الفنادق المعروفة في المدينة، وقد قام احد رجالات امن نظام الجمهورية الإسلامية، نظام النزعة الذكورية القبيحة، وبالاتفاق مع صاحب الفندق، باحتجاز الفتاة لغرض الاعتداء الجنسي عليها واغتصابها، لم ترضخ الفتاة الى ضغوطات صاحب العمل ورجل الامن، فسعت يائسة الى ان تهرب عبر الهبوط من شرفة الغرفة في الطابق الرابع الى غرفة اخرها تحتها، والهرب. فقدت توزنها وسقطت من الطابق الرابع، ولقت حتفها فوراً.
انها جريمة بشعة بكل المقاييس. جريمة تعكس وحشية هذا النظام وامتهانه للمراة ودونيتها في ظله قبل أي شيء اخر. فلو كان لهذا النظام ادنى درجات حماية المراة في المجتمع لوفر لها أسس الدفاع عن نفسها امام تطاول ازلامه. انه ليس حادثاً فردياً او تصرفاً ظالما فردياً. ان نظام الجريمة والعصابة المنظمة، نظام الملالي وحكمهم هو أساس مثل هذه المصائب. انه من يوفر الأرضية لهذا التطاول على إنسانية المراة وحقها وكرامتها.
انه نظام الجمهورية الإسلامية من يضع الفتيات امام مصيرين في حالة مثل هذه: فاما ان تواجه ازلام هذا النظام وجلاديه المستهترين بحياة الانسان في المجتمع واما هذا المصير المأساوي. لقد راى الجميع بام اعينه مصير السبيل الأول، المجابهة، رأوا "ريحانه جباري" حين قاومت تطاول احد ازلام النظام عليها، وبلغت هذه المقاومة حد الاقتتال دفاعاً عن النفس والكرامة، وهو الامر الذي أدى الى قتل المعتدي، أي مصير ابشع مصير يخطر على بال الانسان، ان تقاد الضحية الى حبل المشنقة. فنظام الملالي ليس على استعداد لتحمل المس بازلامه، وهو على استعداد لنحر الف "ريحانه" و"ريحانه" من اجل عيون ازلامه، حماته، صائني نظامه وسط هذا السخط والحنق والغضب جراء حروبه وجرائمه، جراء الجوع والفقر والفاقة، البطالة، تفشي المخدرات وبيع الجسد والنفس، انعدام الحقوق والحريات. ان ازلامه خط احمر دفعت ثمنه قبل مدة "ريحانه" لتخطيها له كارهة ومجبرة، دفاعاً عن النفس، ولكن لا نفس اهم من نفس الجمهورية الإسلامية وحماتها عند هذا النظام المقيت. اما المصير الاخر، فهو مصير فريناز. مصيران أحدهما ابشع من الاخر. مصيران ليسا بمصير اساساً، وانما افناء أي مصير او حل.
بيد ان لمجتمع ايران راي اخر، موقف اخر. مثلما قلت، لم يقف متفرجاً على هذا الامر، لم يقبل ان تواجه امراة ما، انسان ما، هذا الموقف دون موقف وتصرف. لقد هب دفاعاً عن بنته، عن نفسه. اذ ان ما جرى ليس تطاولاً على "فريناز"، انه تطاول على المجتمع، على كرامة الانسان فيه، وعلى القيم التي ينبغي ان تصان ولاتداس لاي سبب كان.
هبت الجماهير الغاضبة جموعاً جموعاً صوب مبنى دوائر الامن والاستخبارات والمحافظة، اقامت التجمعات الحاشدة، وحاصروا الأبنية وبثوا الرعب في افئدة "المسؤولين" عديمي المسؤولية والضمير الذين سعوا هباءاً ودون جدوى الى تهدئة الساخطين وتخفيف شدة غضبهم باي طريقة كانت من مثل "ان الشخص المعني كان يرغب بالزواج منها"!! الزواج منها عبر حبسها في غرفة في الطابق الرابع؟!! اية وقاحة هذه؟! ان هذا امر مفهوم جداً! ان لم ينبري هذا النظام للدفاع عن ازلامه، فاية مهمة وجدية أخرى لصيانة بقاء نظامه وادامة عمره المشؤوم؟!
ولما لم تجد الجماهير الغاضبة سوى المماطلة والتهرب من مطلب الجماهير المحتجة باعتقال رجل الامن وصاحب الفندق بوصفهم المسؤولين عن حياة الضحية وتقديمهم للقضاء، مضت الى الفندق واضرمت النار فيه.
ان مايصون المجتمع في نظام طبقي استغلالي بشع وظالم هو مثل اشكال المقاومة الجماهيرية هذه. فالهبات الجماهيرية، التجمعات الحاشدة، الانتفاضات، العصيانات، والثورات هي اليات مقاومة، اليات ردع، صيانة المجتمع من تمادي هذا النظام الراسمالي البشع.
ان مجتمع يقرر على ان ما جرى، او حادث مثل هذا، لا يتعدى حدث يومي وعابر في مجتمع، وبالتالي يتاسف عليه ويمضي نحو حياته الروتينية والعادية ولايشغل باله به كثيراً، يعني انه قد قرر افناء نفسه بيده، قرر سلوك سبيل الموت البطيء والتدريجي، إبقاء المجتمع عديم الروح، فاقد الامل بحياة وغد افضل، والبقاء تحت رجمة الجلادين باختلاف مشاربهم واشكالهم، سواء دينية او طائفية، قومية او عشائرية.
ان رد فعل جماهير مدينة مهاباد وبقية مدن كردستان هو انعكاس لتصور اجتماعي مهم مفاده: "ان هذا المجتمع هو مجتمعي، اناسه اناسي، مصيره مصيري، فرحه وحزنه ورفاهه وسعادته هي فرحي وحزني وسعادتي وافراحي". ان مجتمع يتخذ موقف اللامبالاة مما جرى، يعني انه قرر على ان يُستفرد بافراده! ان ما حل بهذه الفتاة هو ما سيحل بابنتي غداً وبي وبجيراني واناسي باشكال أخرى. اننا في قارب واحد اما ان يصل بنا الى بر الأمان او نغرق في لجة المآسي والمصائب!
ان هذا درس مهم وبالأخص لجماهير العراق اليوم التي ترزح بالف شكل وشكل من اشكال التطاول والظلم هذه. انه درس للعمال في المصانع، لطلبة الجامعات، للمعلمين والموظفين، لعمال الخدمات، للنساء، للشباب، لكل فئة في المجتمع. ان مصيرنا لايمكن فصله عن الاخرين في المجتمع، ان طوق النجاة مرتبط باوثق الصلة بارادتنا الجماعية، بما نريد وما لا نريد الجماعية، بما نقبل وبما لانقبل الجماعية، لايمكن ان نترك الحبل على الغارب للاستفراد بهذا او ذاك، بهذه الفئة او تلك، بهذه المدينة او تلك!



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدعة جديدة: -الاعتصام- مخالف للشريعة الاسلامية!
- منجز جديد.. أهل الأنبار بحاجة الى كفيل
- تعلموا من طالباتكم!
- كلمة بصدد أحداث اليمن
- احذر: أوهام ومخاطر!
- حول مناشدة برلمانيين بإعدام 1000 -مدان-!
- -ودع البزون شحمة!-*
- لنرفع القبعات ل-خديجة شريف-!
- حدثان... وتعليق!
- الأسلام السياسي، الفكر والعقيدة.. معاديين للمرأة
- -إقليم البصرة- .. الجرح هنا والاصبع هناك!
- يد الإرهاب تطول أطفال بيشاور....!
- شكرا لكم عدالتكم هذه!
- الشهرستاني، هل انت على قدر تصريحك؟!
- كلمة حول اطلاق سراح مبارك وازلامه!
- مالذي ينبغي ان -تنظف- المجتمع منه؟!
- قيح! (كلمة حول تفاهات موقع -المسلة-!)
- تناول مقلوب ذا مخاطر!
- لاتتركوا طالبات العراق وحدهن!
- درس طليعي لعمال بليجكا!


المزيد.....




- جلسة نقاش عن حلقة بنلف في دواير من بودكاست راقات
- أول امرأة وأفريقية تتولى المنصب.. كيرستي كوفنتري تتسلم المفت ...
- “بالخطوات” التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالجزائر 2025 عبر ...
- من بيتك.. خطوات وشروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 الجزائر.. الشروط وطريقة ال ...
- ما هي طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت في الجزائر ...
- تأثيرات مذهلة لدموع النساء.. هذا ما يحدث حين تبكي المرأة
- هل بتعاني من سرعة القذف؟
- أول امرأة ترأس شبكة DW - انتخاب باربارا ماسينغ مديرة عامة جد ...
- اليوم العالمي للاجئين: سودانيات بين الاغتصاب والاستغلال في ل ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فارس محمود - قارب واحد!