أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - الشهرستاني، هل انت على قدر تصريحك؟!














المزيد.....

الشهرستاني، هل انت على قدر تصريحك؟!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4655 - 2014 / 12 / 7 - 22:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل أيام قليلة، تحدث ما يسمى بوزير التعليم العالي والبحث العلمي، حسين الشهرستاني، عن واقع الجامعات والدراسة الجامعية في العراق واكد على هبوط المستوى العلمي فيها، ورد بشدة في السياق ذاته، وفي الحقيقة سياق مفتعل، على مسالة وجود الأحزاب ونشاطها في الجامعات، مهدداً بانه سيتصدى وبشدة لوجود الأحزاب في الجامعات. لا اريد ان اتحدث هنا عن ان الوزير ربما لايدرك المدى الذي بوسع اياديه ان تصل وانه اعجز من ان يكون بقدر تهديده هذا! وفي الحقيقة انه يعلم ذلك جيداً! يعلم انه يرتدي رداءاً اكبر منه كثيراً.
ان تناوله هذا هو خرق سافر لابسط الحقوق والحريات السياسية للافراد. هذا ما لاشك فيه. ان حق اختيار الأحزاب السياسية والنشاط السياسي للاحزاب هو حق فردي لكل شخص ولا صلة له بمكان او زمان، لاربط له بمكان دراسة او عمل او أي شيء اخر. انه حق بديهي ومسلم به.
قد يقول احد ما، وفي الحقيقة كثيرين، ان هذا مكان للعلم والدراسة والاكاديميا وغير ذلك. نعم انه صحيح ولا جدال فيه. وانا من بين اؤلئك الذين ينشدون ان تكون الجامعة ميدان للارتقاء العلمي للمجتمع وتطوره، ميدان لابداع وخلاقية الافراد. هذا امر لاشك فيه. ولكن الحريات السياسية أيضا، أي حق المرء بالانتساب لأحزاب سياسية والترويج لنشاطها وافكارها والخ، حق ينبغي ان يكون مكفول للافراد بدون أي قيد او شرط. بيد ان العمل السياسي هو عمل يومي وحياتي وروتيني، عمل ينبغي ان يستند الى حرية الراي والتعبير الكامل لك وللاخرين ايضاً بنفس الدرجة، يستند الى حق الاخرين بالترويج لما يفكرون به ويعتقدونه صحيحا والمسار الذي على المجتمع ان يسير وفقه. أي عمل سياسي، حتى وان كان نشطا وفعالاً، لايتناقض مع العملية التعليمية والأكاديمية الجارية وفي مكانها دون نقصان. وان ضمانة هذا الامر هو الحرية السياسية غير المشروطة للجميع قبل أي شيء اخر.
أي حين تصبح الجامعات والكليات والمعاهد ميدان للنقاشات السياسية لايضر بحد ذاته وبالضرورة العملية التعليمية، والتي هي من المؤكد انها اخر هموم شخص مثل الشهرستاني.
اذن لماذا يعارض الشهرستاني، وليس هذا وحسب، بل يهدد كل نشاط سياسي في الجامعات، فان سبب ذلك لايعود الى انه حريص على تقدم العملية العلمية او التطوير العلمي في المجتمع. ان هدفه الأساسي هو فرض درجة من الاستبداد السياسي في ميدان مهم، ميدان يمثل الشباب قوة وعنصر أساسي فيه. انهم يرتعبون من الجامعات لانها مراكز مهمة للدفاع عن الحقوق والحريات، مراكز مهمة وحية يصعب لجم عنفوانها المعادي للسلطات المليشياتية القمعية الحاكمة.
ولكن ان كان يفكر الشهرستاني فعلاً بالعملية العلمية، لماذا لايضع حد لعمليات التجييش الطائفي الرسمي في الجامعات، لماذا تنقلب الجامعات راسا على عقب في المناسبات الدينية ويصدر هو نفسه الأوامر تلو الأوامر ويشكل خلايا كخلايا النحل من اجل السهر على راحة "الزوار" وذبح الخراف والطبخ وتفريغ سيارات الجامعات من اجل نقل الراجلة والمشاة في المواكب، وتخلى الجامعات ويوقف الدوام لعدة أيام. لماذا لايفكر في "تطوير العملية التربوية" عندها. لايفكر. لماذا؟ لان هذه العملية هي عملية سياسية ذات اهداف سياسية تدفع باجندة الوزير السياسية وأهدافه التي لاربط لها باي عملية علمية. ليس هذا وحسب، انه هو نفسه لم يأتي نتاج العملية التعليمية ولاهدفه الارتقاء بها. ان من جلبه الى هذا المكان هو بالضبط عملية غير علمية، عملية طائفية صرف، تقاسم حصص استناداً الى النزعات الطائفية والقومية والعشائرية وغيرها من نزعات معادية للعلم، وللانسان وللمجتمع ورفاهه وحريته.
ان أراد ان يعرف سبب هبوط المستوى العلمي للجامعات، عليه ان يفكر اولاً ان اول ألاسباب تلك هي التي أتت به الى هذا الموقع والمنصب، عليه ان يفكر بالدفع الطائفي للعملية الدراسية، ينظر للاطروحات والأساتذة والشهادات التي تزود استنادا الى أسس لاربط لها بالجامعات والعلم، عليه ان يفكر بفحوى العملية الجامعية في ظل نمط إدارتهم المجتمع والاهداف التي يتعقبوها من المجتمع و...و...
ان هذا التهديد الفارغ حقيقة يهدف الى تشويش الأمور وتضليلها، الى إشاعة وهم انه يخدم عبر هذا الطريق العملية التعليمية. بيد ان مجمل ممارسات السلطة الحاكمة ومن اليوم الأول لها هو معادي لكل ما هو علم وكل ماله صلة بالعلم. ان ارادت فعلاً تقوية العملية العلمية، فليس هناك اسهل من هذا. ان قنواته والياته واساليبه واناسه معروفين الى حد كبير. بيد ان الاجندة هي أخرى.
وعلى الرغم من ان الوزير سيء الصيت هذا ليس على قدر تهديده هذا مثلما ذكرت، بيد انه يجب ان يرد وبشدة، يجب ان يفرض التراجع على ممارسته القمعية هذه. ينبغي ان يتحلى الطلبة بوعي تجاه مثل هذه التهديدات الفارغة صراحة ويردوها عليه وعلى امثاله.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة حول اطلاق سراح مبارك وازلامه!
- مالذي ينبغي ان -تنظف- المجتمع منه؟!
- قيح! (كلمة حول تفاهات موقع -المسلة-!)
- تناول مقلوب ذا مخاطر!
- لاتتركوا طالبات العراق وحدهن!
- درس طليعي لعمال بليجكا!
- خطاب بايدن.... اخلاء صبياني للكاهل!
- اتبغي أمريكا فعلا محاربة داعش ام .....؟!
- امتياز الصدفة!
- من حلبجة الى سنجار.... ولوحة ينبغي ان تكتمل!
- جريمة -آداب-... ام مجتمع -لا آداب له-!
- -الجهاد ضد داعش- والانسياق وراء الوهم!
- هرطقة، قرع طبول الحرب!
- -المرجعية- وانفضاح كذبه!
- امنيات واوهام!
- عاشت ام عبد الله!
- -سن التكليف الشرعي- اسم رمزي لانتهاك حقوق الاطفال!
- -الريس ضحية والشعب غلطانين- .... وهم يبرر للديكتاتورية!
- -ينبغي ان لانخلي الميدان- ....و وهم ابتلاع الطعم!
- ليس للانحطاط قاع!


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - الشهرستاني، هل انت على قدر تصريحك؟!