أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - فارس محمود - درس طليعي لعمال بليجكا!














المزيد.....

درس طليعي لعمال بليجكا!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4602 - 2014 / 10 / 13 - 01:04
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


انها لحقيقة لايستطيع أي انسان منصف انكارها الا وهي ان العامل يعني الرفاه، المساواة، الحرية وعالم افضل، يعني الإنسانية والهوية الإنسانية المتطلعة للبشر. فيما تعني البرجوازية كل مصائب عالمنا المعاصر من جوع، فقر، ظلم واستغلال، حروب، تمييز وفرض الجهل والخرافة، الصراعات القومية والدينية والطائفية (صراعات تقاسم السلطة والثروة والنهب)، تعني الانحطاط الأخلاقي والاستهتار بكل القيم الإنسانية النبيلة والمتقدمة. ويقدم عمال بلجيكا اليوم نموذجاً ساطعاً اخر على هذه الحقيقة الناصعة.
ففي خطوة طليعية غير مسبوقة، قام عمال بلجيكا بوقفة احتجاجية في العاصمة بروكسل للمطالبة برفع الحد الأدنى لاجور رفاقهم عمال النسيج في كمبوديا من 77 يورو الى 137 يورو شهريا. والادهى من هذا اكدوا على وجوب ان تقر الشركات بدفع أجورا لائقة للعمال بغض النظر حتى عن قرارات الحكومة في كمبوديا والحد الأدنى للأجور هناك (الذي هو اقل كثيرا هناك).
لقد بين العمال في بليجكا عن موقف اممي متقدم يعكس باجلى الاشكال الهوية الطبقية الأممية للعامل. لم يكذب ماركس حين قال "ليس للعمال وطن" ورفع راية "ياعمال العالم اتحدوا!" فوطن الراسمالي هو ثروته وارباحه. ليس له وطن سوى هذا.
انه مسعى في المسار الصحيح. انه المسعى الذي على العمال في اوربا وامريكا وسائر البلدان المتقدمة ان يتخذوه تجاه رفاقهم في البلدان ذات العمالة الزهيدة الاجر. انها خطوة طليعية مهمة الى ابعد الحدود، انها بادرة تدفع العمال الاخرين في العالم الى الاقتداء بها والسير وفقها. لقد رد العمال بوعيهم الطبقي المتقدم على هذه الهوة التي تسعى الراسمالية العالمية الاستفادة منها، هوة أوضاع العمال في البلدان المتقدمة ورفاقهم في بلدان مثل اسيا وافريقيا. ففي الوقت الذي هبت الراسمالية العالمية بالضغط على الطبقة العاملة في اوربا وامريكا عبر نقل رساميلها الى بلدان مثل كمبوديا، بلدان ذات العمالة الرخيصة والمقموعة، كي يفرضوا التراجع على مكتسبات عمال البلدان المتقدمة التي حققوها بقرون من النضالات الباسلة، من الثورات والانتفاضات، من الحركات الاحتجاجية والاضرابات، واريقت من اجلها دماء اشرف الناس.
ان حركة عمال بلجيكا في الوقت الذي تدفع الى تحسين أوضاع العمال في كمبوديا، فانها توجه ضربة الى سياسات الطبقة البرجوازية وسلاح انتقال المصانع الى البلدان ذات العمالة الزهيدة الاجر. ان الطبقة العاملة هي طبقة عالمية واحدة. بهذه الخطوة وقفت بوجه البرجوازية العالمية وسعيها الحثيث من اجل خلق الفرقة مابين العمال تحت ذرائع مختلفة (وهنا في حالتنا هي القطرية والقومية والوطنية! وفي حالات أخرى مابين العامل العامل والعاطل، مابين الرجل والمراة العاملة وغيرها). ان المعنى والماهية الأممية بالنسبة للطبقة العاملة هما معنى وماهية اجتماعية وحياتية وواقعية وليست أيديولوجية او عقائدية. ولهذا، حين يقول الاشتراكيون ان أي انتصار وتقدم يحققه عمال بلد ما، يعني انتصار وتقدم للطبقة العاملة العالمية. لان العمال، في المطاف الأخير، في مركب واحد، مركب عالم الراسمال والمجتمع الراسمالي بظلمه واضطهاده.
ان ثورة أكتوبر خير نموذج امامنا. اذ كان انتصار العمال في الثورة وفرض حكومة العمال الاشتراكية بقيادة لينين والبلاشفة فورا لقانون 8 ساعات عمل كسر فوراً مقاومة البرجوازية العالمية التي اراقت دماء العمال في أمريكا وغيرها من البلدان لرفعهم مطلب تقليص ساعات العمل. وبينت للعالم اجمع ان 8 ساعات عمل هو مطلب واقعي وعملي وفي متناول اليد وان مايعترض تحقيقه في وقتها هو فقط الإرادة السياسية والطبقية للطبقة الحاكمة والمالكة، البرجوازية. وهكذا كان الحال مع حق النساء في التصويت.
ان الطبقة العاملة لهي فعلاً حاملة رسالة تحرر البشرية جمعاء. وان اقتدار هذه الطبقة وفرض ارادتها وإرساء بديلها هو وحده بامكانه إرساء عالم اخر يستند الى الحرية والمساواة وعالم خال من الاستغلال والظلم وهدر كرامة الانسان. ان معضلة الطبقة العاملة تكمن في وعيها. ان وعت، بوسعها بسهولة ان تقلب الطاولة على الراسمال والراسماليين والوضعية الكارثية التي رموا المجتمعات بها. على سبيل المثال لا الحصر، المنطقة تغلي باوضاع الإرهاب والحرب، لو ان الطبقة العاملة تحلت بوعيها الطبقي، بوسع عمال ثلاث او اربع شركات عملاقة ان يوقفوا عجلات الإنتاج في تركيا، وعندها سترى البشرية كيف سيترنح اردوغان والف اردوغان بداعشه واخوان مسلميه وكل الرجعية في المنطقة امام الضربات القاصمة للطبقة العاملة في تركيا وفي العالم. عندها سيرى العالم اجمع كيف يتحول هذا "التنين" المستهتر بدماء الأبرياء في العراق وسوريا الى "جرذ" فار يرسف بالرعب!
ولهذا حين نقول ان بوسع الطبقة العاملة فقط ان تركع هؤلاء المجرمين الواحد تلو الاخر، فان ذلك لاينبع من تقديسنا غير المفهوم للعامل، ولا من "اجل عيون" العامل، بل لأننا ندرك انها من بوسعها خنق الراسمال والراسماليين عبر خنقهم بارباحهم، والراسمال لن يبقى راسمال دون الربح.
ان عمال بلجيكا طرحوا امام البشرية جمعاء سبيل ادراك نقطة اقتدارها، وسبيل تحررها، أي الاقتدار الطبقي والاممي للعامل.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب بايدن.... اخلاء صبياني للكاهل!
- اتبغي أمريكا فعلا محاربة داعش ام .....؟!
- امتياز الصدفة!
- من حلبجة الى سنجار.... ولوحة ينبغي ان تكتمل!
- جريمة -آداب-... ام مجتمع -لا آداب له-!
- -الجهاد ضد داعش- والانسياق وراء الوهم!
- هرطقة، قرع طبول الحرب!
- -المرجعية- وانفضاح كذبه!
- امنيات واوهام!
- عاشت ام عبد الله!
- -سن التكليف الشرعي- اسم رمزي لانتهاك حقوق الاطفال!
- -الريس ضحية والشعب غلطانين- .... وهم يبرر للديكتاتورية!
- -ينبغي ان لانخلي الميدان- ....و وهم ابتلاع الطعم!
- ليس للانحطاط قاع!
- ثمة شيء اخر ينبغي ان يُرحَّلْ معك ياشارون!
- حين يغدوا مبرر الشرطة اقبح وابشع من فعل الجناة!
- ايام الحرب هي ايام الكذب ايضاً!
- بدونك، الحياة كانت ستكون اشد كلحة!
- وزير الاعدامات وسمومه الطائفية!
- في ذكرى ثورة اكتوبر


المزيد.....




- موعد صرف رواتب المتقاعدين وكيفية الاستعلام عن رواتب التقاعد ...
- ” استعلم عن موعد الصرف واستفيد من الزيادة” الاستعلام عن روات ...
- “متاح الان” موقع التسجيل في منحة البطالة الكترونيا 2024 بالج ...
- بُشرى سارة للجميع زيادة رواتب الموظفين في العراق! 2.400.000 ...
- “عاجل بشرى سارة اتحدد أخيرا” موعد صرف رواتب المتقاعدين في ا ...
- مد سن المعاش لـ 65 لجميع موظفين الدولة بالقطاع الحكومي والخا ...
- زيادة الأجور تتصدر مطالب المغاربة قبيل عيد العمّال والنقابات ...
- حماس تدعو عمال العالم لأسبوع تضامن مع الشعب الفلسطيني
- “وزارة المالية 100 ألف دينار مصرف الرافدين“ موعد صرف رواتب ا ...
- جددها الان من هنا.. اليكم رابط تجديد منحة البطالة في الجزائر ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - فارس محمود - درس طليعي لعمال بليجكا!