أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - اتبغي أمريكا فعلا محاربة داعش ام .....؟!














المزيد.....

اتبغي أمريكا فعلا محاربة داعش ام .....؟!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4588 - 2014 / 9 / 29 - 11:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أي درجة من التقيح بلغ هذا العالم الرأسمالي. للأسف، من الواضح ان ليس لتقيحه حدود، وليس لمآسيه حدود، وليس لاستهتار الطغم السياسية البرجوازية الحاكمة بحياة الأبرياء والعزل من حدود. لا يستحق هذا العالم الرأسمالي فعلاً سوى الدفن، بكل أولوياته واجندته ورؤيته للمجتمع المنشود.
رنّ هذا في بالي وانا أرى تصريح المسؤولين الأمريكيين الذين يسعون لإقامة تحالف دولي لمحاربة داعش، وحديثهم تحديدا عن ان "جهد انهاء داعش وخطرها سيستغرق سنوات!!". نعم، سنوات!! أي بكلمة أخرى، سنوات اخرى من الحروب والقتل، سنوات من التشرد والتهجير، سنوات من الحاق الدمار بمجتمعات المنطقة، سنوات من فرض التراجع المادي والمعنوي، وسنوات من سيادة التيه والياس والعجز وانعدام الإرادة والمصير على المجتمع، سنوات من إراقة دماء الأطفال والابرياء، ومن شيوع الرجعية الفكرية والاجتماعية والتفسخ الاجتماعي.
انهم، ولسفالتهم وانعدام أي حس انساني لهم وبغياب تام لأي إحساس بالمسؤولية الانسانية، يتحدثون وكأنه امر عادي وبسيط ولا شيء غريب فيه حين يتقيؤون بان "ذلك الامر سيستغرق سنوات"!!! كما لو ان المجتمع حقل تجارب، امر زائد، شيء يمكن القيام باي شيء تجاهه دون ان يوجعهم قلبهم!!
بيد ان "محاربة داعش" لا يتعدى كذبة. كذبة من الأكاذيب التي اعتدنا سماعها. وبالأخص ستعرف كم هي تافهة هذه الكذبة حين ترى ان أطراف هذا التحالف المعادي لداعش هم تركيا، قطر، السعودية و..... !!! أي خزي هذا؟! انهم عاجزين حتى عن القيام بكذبة معقولة يمكن امرارها على الناس.
لقد قيل لنا ان الرفاه والأمان والسعادة والحرية ستحل بزوال "الشمولية" و"الديكتاتوريات" و"انتهاء الحرب الباردة" التي بانتهائها سيعم الصفو والأمان والحرية وغيرها، وتبين كم ان هذا الادعاء فارغ. وبعدها رُهِنَ هذا، بعد 11 سبتمبر قبل ما يقارب 13 عام، بالخلاص من القاعدة، وبعدها تم "مطّه" للخلاص من صدام، وها هم اليوم، وبعد ما يقارب العقد والنصف من الزعيق بان حرية البشرية متوقفة على "إزاحة صدام"، يأتون للحديث لا عن "مكاسب ما بعد صدام" ولا عن "حريات ما بعد صدام"، ولا "ازدهار ما بعد صدام"، بل عن ماذا يعملون بمليشيا إسلامية متوحشة ودموية أتت (وفي الحقيقة أتوا هم بها) من الجحور المظلمة للتاريخ اسمها داعش!! على من تكذبون؟! واي أحمق يصدقكم؟! علما انه يعرف كل من أنفق عشرة دقائق على معرفة السياسة وفهمها ان الحرب على العراق ستدفع بالمجتمع نحو مصير مجهول وسيتحول الى مرتع خصب للحركات الرجعية المتشددة والمتطرفة من إسلامية وطائفية وغيرها تحيل المجتمع الى جحيم ما بعده جحيم. (هذا قول قديم لنا وفي الحقيقة تحذير قديم لنا قمنا به قبل شن الحرب على العراق). وشنوا حربهم من اجل أهدافهم. من اجل الهيمنة على العالم وتقوية قبضة أمريكا وسلطتها المتداعية اقتصاديا وسياسيا وعسكريا على العالم.
ليس هدف أمريكا من هذا التحالف ومحاربة داعش سوى امر واحد. أمريكا، وبعد ان ربحت إيران الحرب على العراق، وتقلص نفوذها في العراق، وبكلمة واحدة خسرت الحرب على العراق (وبعدها في سوريا) لصالح خصومها إيران ومن خلفها روسيا والصين، رات في داعش فرصة جديدة للتدخل وقلب الطاولة مرة أخرى على خصومها وإن تعيد مسالة مسك زمام الأمور بأيديها مرة أخرى. رات في داعش فرصة لفرض التراجع على خصومها واستعادة مكانتها في منطقة مهمة واستراتيجية مثل هذه.
المسالة لا تتعلق بداعش ولا خلاص مجتمعات المنطقة من داعش. ان من اتى بداعش هم الحلفاء الاقحاح في المنطقة، هم تركيا بتسليحها وتدريبها لقوى داعش وتجهيزها بالأسلحة والمعدات والخطط وغيرها، هم قطر والسعودية بأموالهما ودعمهما السياسي الصريح والمبطن. كما ان ليست بقليلة هي التقارير التي تتحدث عن دور أمريكا في إقامة داعش. ليس هذا بغريب. الم يكن لأمريكا دورا اساسياً ومحوريا بتشكيل القاعدة قبلها، وهذا ما يتحدث به صراحة من أمثال هيلاري كلينتون.
ان كانت أمريكا تتعقب الخلاص فعلاً من داعش، لماذا لم تدعم سكان مدينة كوباني في كردستان سوريا المحاصرة من قبل مجرمي داعش، أناس نظموا مقاومة جماهيرية بوجه داعش، لماذا لم تدعمهم بواحد من مليون من الدعم المالي والتسليحي الذي قامت به تجاه القاعدة وامثال القاعدة؟! اثمة مقاومة بوجه داعش أكثر من مقاومة أهالي مدينة كوباني بوجه داعش؟ لماذا؟ السبب بسيط ومعروف. لان أهالي مدينة كوباني رفضوا ان يكونوا جزء من المخطط الأمريكي الغربي الناتوي، رفضوا ان يكونوا طرف في عرقنة (من كلمة عراق) وافغنة سوريا ورمي المجتمع الى سيناريو مظلم رات بشاعته وويلاته ومصائبه جماهير العراق بأم عينها ودفعت أبهظ الاثمان جراءه. لم تقبل جماهير كوباني ان تكون طرفاً في السيناريو المظلم الذي خلقته أمريكا والغرب و"العالم الحر" واذيالهم من أمثال قطر والسعودية وتركيا. لان جماهير كوباني تنشد عالم أكثر مدنية وإنسانية، وهو الامر الذي لا تقبل به قوى الاجرام هذه. لان جماهير كوباني لا تتعقب مصالح سوى مصالحها في حياة امنه ومدنية.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امتياز الصدفة!
- من حلبجة الى سنجار.... ولوحة ينبغي ان تكتمل!
- جريمة -آداب-... ام مجتمع -لا آداب له-!
- -الجهاد ضد داعش- والانسياق وراء الوهم!
- هرطقة، قرع طبول الحرب!
- -المرجعية- وانفضاح كذبه!
- امنيات واوهام!
- عاشت ام عبد الله!
- -سن التكليف الشرعي- اسم رمزي لانتهاك حقوق الاطفال!
- -الريس ضحية والشعب غلطانين- .... وهم يبرر للديكتاتورية!
- -ينبغي ان لانخلي الميدان- ....و وهم ابتلاع الطعم!
- ليس للانحطاط قاع!
- ثمة شيء اخر ينبغي ان يُرحَّلْ معك ياشارون!
- حين يغدوا مبرر الشرطة اقبح وابشع من فعل الجناة!
- ايام الحرب هي ايام الكذب ايضاً!
- بدونك، الحياة كانت ستكون اشد كلحة!
- وزير الاعدامات وسمومه الطائفية!
- في ذكرى ثورة اكتوبر
- تقدم الثورة في مصر مرهون بتصفية الحساب مع اوهامها بالدرجة ال ...
- على شيوعيّي الطبقة العاملة ان يطرحوا خارطة طريق الثورة!


المزيد.....




- مصادر إيرانية: المرشد الأعلى علي خامنئي يسمي 3 شخصيات لخلافت ...
- طريقة تثبيت قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعرب سات ...
- وردة المسيح الصغيرة: من هي القديسة تريز الطفل يسوع وما سر -ا ...
- سلي طفلك تحت التكييف..خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة 2025 ...
- فوق السلطة: شيخ عقل يخطئ في القرآن بينما تؤذن مسيحية لبنانية ...
- شيخ الأزهر يدين العدوان على إيران ويحذر من مؤامرة نشر الفوضى ...
- مسيرة مليونية في السبعين باليمن للتضامن مع غزة والجمهورية ال ...
- إسرائيل تعرقل صلاة الجمعة بالأقصى وتمنعها في المسجد الإبراهي ...
- أوقاف الخليل: إسرائيل تمنع الصلاة بالمسجد الإبراهيمي لليوم ا ...
- من -مشروع أجاكس- إلى -الثورة الإسلامية-.. نظرة على جهود أمري ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - اتبغي أمريكا فعلا محاربة داعش ام .....؟!