أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - قيح! (كلمة حول تفاهات موقع -المسلة-!)















المزيد.....

قيح! (كلمة حول تفاهات موقع -المسلة-!)


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4629 - 2014 / 11 / 10 - 02:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الواضح ان ليس للانحطاط حدود. ان هذا حال كل امرء تقع عينه على مانشره موقع "المسلة" حول تغريدة لشاعر اسمه هادي ياسين. اذ عنونت المقال بـ("بعثيون" و"دواعش" لحماية شاعر اهان المقدسات والعراقيون يصفونه بـ"المتهتك" و"الاباحي"!!!
فقد انهالت عليه باقذع الالفاظ متهماً إياه بـ"عاطل عن العمل" (ومن متى اصبح "العاطل عن العمل" إهانة!!! انها الثقافة المنحطة لاصحاب "المسلة")، "سكير" و"مدمن مخدرات" ضافية مصداقية على كلامها بالنقل عن "مقربين للشاعر يقيمون معه في كندا"، وادامت الموضوع بان "ياسين على علاقة بشهود يهوا وربما استبدل دينه" و"ان ياسين يعمل مع جمعية ليهوديين عراقيين" و"ان عمله الوحيد منذ سنوات احتساء الخمر من الصباح الى المساء" و"انه يعيش على المساعدات الاجتماعية". ولاضفاء علمية زائفة على الموضوع، استشهدت بباحثين نفسيين واجتماعيين ليدلوا برايهم بهذا الصدد ويقولوا انه "في حالة انزواء ويعاني من عقدة النقص تجاه النجاحات والمشاعر الدينية التي توحد الملايين من الناس" (أي نجاحات هذه؟!! لا احد يعرف)، وانه يريد ان "يسلط الضوء عليه"، وراحوا، لعلميتهم، يبحثون عن مدينته التي شهدت طفولته وترعرعه بحثا عن الأسباب التي أدت الى ما يقول!! اية تفاهة هذه! فما ربط هذا الامر بشهود يهوا والجماعات الدينية اليهودية ان لم يكن تاليب ديني قبيح بكل معنى الكلمة. وما اليهودية سوى ديانة كسائر الديانات تشترك جميعها في استعباد الانسان وتبليهه وتجهيله وتبرير مسلسل الظلم والاستغلال ومعاداة الإنسانية. ام ان أصحاب الموقع يعزفون على الوتر الديني العنصري والعنصرية الدينية؟ أي سلاح صدأ هذا!
وحتى بعد ان رفع الشاعر تغريدته واعتذر، اوردت "هو وان اعتذر ملايين الأحرف والكلمات لن تغفر ولن تمحي ما قاله"!، الاعتذار وفق كل عرف متمدن وانساني يكفي لانهاء أي مسالة. العالم كله يطالب تركيا بالاعتراف بمجازر الأرمن وتتنكر هي لذلك، او اعتذار فرنسا لاحتلالها الجزائر والذي راح ضحيته اكثر من مليون انسان. فلا اعرف لماذا قبلت الجزائر باعتذار فرنسا، ولاتقبل جماعة المسلة سيئة الصيت باعتذار هادي ياسين؟! اجرمه اكبر؟! اعقلوا قليلا. ان المسالة سياسية. ان الامر لايتعلق بالغابرين، بل يخص القائمين على السلطة وتثبيت اركان سلطتهم، لاربط له بالحسين، بل بالحسينيين في المنطقة الخضراء.
تحدث الموقع عن ان "العلمانية لا تعني التعرض الى رمز انساني عظيم"، ودعى المهندس الدراجي"!!! (ومن هذا؟!!) الى "تطبيق القانون بحق هذا الشاعر، فالمنظومة القانونية العراقية لم تتخطى أو تهمل بعض الأفعال التي يتصور البعض انه بمنأى عن المسائلة القانونية إذا ما أتى على ارتكابها، ومنها التهجم أو التطاول على الرموز الدينية لكل الأديان والطوائف والمذاهب دون أي استثناء"! ولكنها نست ان تتحدث عن انها، أي العلمانية، تعني فصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم، أي بعبارة أخرى لاذكر ولا مكانة خاصة لاي رموز دينية، ناهيك عن مسائلة منتقدي او "المتطاولين" على مايسمى بـ "الرموز"! الرمز هو دفع الاخرين نحو الانقياد. ان أي مجتمع انساني متحرر سيكون خالياً من أي رموز سياسية او دينية او ثقافية او فكرية. الرموز هي رسالة اخراس الاخرين. لا اكثر.
اما الادهى من هذا فهو قيامها باستخفاف "بمن يسمون انفسهم "علمانيين" لاعتبارهم الامر في نطاق حرية التعبير ومنهم "على صنوا هادي قلباً وقالباً ويتماهى في كتاباته مع النزعات الانفصالية لإقليم كردستان"!! وما ربط هذا بذاك؟! ما علاقة هذا الامر بانفصال كردستان؟!
واوردت اعتبار الناشط المدني الفلاني ان "اقوال هادي ياسين مدانة وغير مقبولة، وتمس عقيدة عدد كبير من العراقيين ويجب عدم استغلال حرية التعبير بهذه الفظاعة". ومن الجدير بالذكر ذكرت ايضاً و"ألغى اتحاد أدباء والكتاب، عضوية الشاعر هادي ياسين علي.. فيما أهدر فصيل عراقي مسلح دمه، وتوعده بالقتل" ناهيك عن عشرات الالفاظ القبيحة بحق المذكور. ان اتحاد ادباء يسحب عضوية احد بناءا على ارائه، حتى ولوكان قد عبر عنها باقبح الاشكال، يصلح ان يكون حوزة، بيد انه لايصلح ان يكون اتحاد ادباء من الأساس. على رئيس اتحاد الادباء سيء الصيت هذا ان يضع عمامة على راسه وان يتحول الى روزخون في الحوزة، اذ لاربط له باي ادب واي فن واي تمدن وثقافة وحضارة. ان هذا القرار هو وصمة عار على جبين اتحاد اللادباء المذكور، وعلى كل عضو في هذا الاتحاد، عضو يعتز بقليل من انسانيته ان لايقبل ان يقام هذا العمل الاستبدادي باسمه.
مالذي جرى؟! ماذا كتب صاحبنا لتنهال عليه كل هذه الالفاظ؟!! لاوضح نقطة اولاً ان ثقافة ياسين ونظرته المتخلفة للمراة هي مبعث استهجان جدي لاي انسان يكن الاحترام لانسانيته، انها تنهل من الثقافة الدينية القومية والطائفية والعشائرية ذاتها ذات الجذور العميقة في مناهضة المراة واحتقارها. انه ومنقديه ينهلون من المنهل ذاته.
اني لا اعتقد ان المسلة قد تلفظت بهذه الالفاظ بحق من ارتكبوا جرائم بحق البشرية، ولا من شنوا الحروب، ولا من ارتكبوا المجازر البشرية، ولا هتلر ولا بوش ولا اعتى الديكتاتوريات في العالم ولا بحق جماعة المنطقة الخضراء بكل جرائمها وقباحاتها.
ليس ثمة مقدسات من الأساس. ليس ثمة مقدسات يفرض علي ان احترمها. ان ماهو مقدس لاحد، قد لايكون كذلك لملايين اخرى من الناس. لماذا يفرض امرء ما "مقدساته" على الاخر! ان لم يكن مصادرة حرية احد وحق احد في الراي والتعبير، ماذا يمكن ان نطلق عليه؟! ان فزاعة المقدسات هي فزاعة سياسية لا علاقة لها بمشاعر احد. ان ماهو مقدس هو حق الانسان في الراي والتعبير دون أي قيد او شرط بغض النظر عن اتفاق احد او اختلافه مع تناوله الهابط. ان مشاعر غالبية العراقيين هي كذبة سخيفة الى ابعد الحدود. لايمكن لعديمي المشاعر ان يفكروا بمشاعر احد. فاقد الشيء لايعطيه.
ان ما هو "مقدس" هو خط احمر سياسي بهدف عدم مد اليد على التصورات والمرتكزات الفكرية الأساسية لطرف ما. انها عملية سياسية واستبداد سياسي. إعطاء هوية سياسية لجزء من الناس والسعي للحصول على تمثيل سياسي باسم هذه الهوية والنخبة التي تعيد انتاج هذه الهوية سواء عبر المنابر الدينية والفضائيات واحياء المراسيم وغيرها، وفي حالتنا الراهنة عبر قناة الدولة والتعليم والمدارس وشرطة "اداب" عديمة الادب.
للأسف لم نشهد كل هذه "الغيرة" و"الحمية" على كل ماحل بالمجتمع كل هذه السنوات. لم يقم هادي بنهب مئات المليارات من مائدة الجماهير البائسة (وتقدر ب700 مليار دولار وفق تقديرات السفارة الامريكية في العراق)، لم يكن هادي أبو درع الذي يحتفى في أوساط الجريمة الحكومية وغير الحكومية، لم يتطاول على "خبزة" احد، لم يهجّر احد من محل سكنه، لم يستخدم "الدريل" (المثقب الكهربائي) بحق احد، لم يروج للسموم الطائفية والعداء والحقد الطائفيين، لم ولم ولم....
ان القاء نظرة عابرة على ثقافة "المسلة" يبين لك أي انحطاط يمكن ان يصل انسان ما او جماعة ما. ماربط الموقع بحياته الشخصية؟ ماربطه بكيف يعيش، وما يشرب، وكيف يقضي وقته، وكم ينام وكم لا ينام، يعمل او لايعمل، مريض ام متمارض، له دين ام لا، بقى على دينه ام تركه لدين اخر والخ؟ وما صلة هذا بما يقوله؟! ان كان لدى أصحاب الموقع نقد ما، لينقدوا مايقوله، ماصلتهم بحياته الشخصية؟ انها ابسط حقوق الانسان، انها حقوق اكثر من مسلم بها للفرد. ومن سمح لهؤلاء ان يعتبروها مقياساً لتقييم البشر والانطلاق منها في طعنه والتشهير به؟! انه تشهير متخلف وفي غاية الانحطاط. انها ثقافة التسقيط. ان هذا النمط من التناول هو ثمار ثقافة متخلفة وبالية لايشرف أي انسان بادنى حدود المدنية ان يرتبط اسمه بها.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناول مقلوب ذا مخاطر!
- لاتتركوا طالبات العراق وحدهن!
- درس طليعي لعمال بليجكا!
- خطاب بايدن.... اخلاء صبياني للكاهل!
- اتبغي أمريكا فعلا محاربة داعش ام .....؟!
- امتياز الصدفة!
- من حلبجة الى سنجار.... ولوحة ينبغي ان تكتمل!
- جريمة -آداب-... ام مجتمع -لا آداب له-!
- -الجهاد ضد داعش- والانسياق وراء الوهم!
- هرطقة، قرع طبول الحرب!
- -المرجعية- وانفضاح كذبه!
- امنيات واوهام!
- عاشت ام عبد الله!
- -سن التكليف الشرعي- اسم رمزي لانتهاك حقوق الاطفال!
- -الريس ضحية والشعب غلطانين- .... وهم يبرر للديكتاتورية!
- -ينبغي ان لانخلي الميدان- ....و وهم ابتلاع الطعم!
- ليس للانحطاط قاع!
- ثمة شيء اخر ينبغي ان يُرحَّلْ معك ياشارون!
- حين يغدوا مبرر الشرطة اقبح وابشع من فعل الجناة!
- ايام الحرب هي ايام الكذب ايضاً!


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - قيح! (كلمة حول تفاهات موقع -المسلة-!)