أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - بدعة جديدة: -الاعتصام- مخالف للشريعة الاسلامية!














المزيد.....

بدعة جديدة: -الاعتصام- مخالف للشريعة الاسلامية!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4795 - 2015 / 5 / 3 - 22:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


احالت أحد المحاكم في مصر قسم من العمال المعتصمين في أحد الوحدات المحلية التابعة لمحافظة المنوفية على التقاعد وأوقفت ترقية اخرين جراء اعتصامهم المطالب بتحسين ظروف حياتهم واوضاعهم. لهنا الحد يبدو الامر "عادياً"! فالقضاء والمحاكم هي قضاء ومحاكم الطبقة الحاكمة. لا يتطلع الامر الى قرار أفضل من هذا من محكمة في مصر. اليست هي من برأت مبارك وأولاده والعادلي والكثيرين من المخضبة أياديهم بدماء جماهير مصر وسراق وناهبي ثرواته؟
ولكن الامر الذي يبعث على الدهشة فعلاً في عالم الرأسمال المليء بالدهشات هو استناد المحكمة الى قرار ما للسادات في وقته (عام 1981!) اعتبر على أساسه ان "الاعتصام مخالف للشريعة الإسلامية ويتناقض معها"، واتوا بهرطقات من مثل "قاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المنافع" و"الضرر لايزال بمثله" وغير ذلك! وما دخل شريعة ما قبل 1400 عام، شريعة مجتمع البداوة، مع مجتمع القرن الحادي والعشرين؟!
لا يفوتنا ان نذكر ان المحاكم والقانون، الشرطة والمعتقلات والسجون، الدين وفقهه ومنابره ورجالته هي كلها أدوات بيد السلطة الحاكمة من اجل تثبيت سلطتها. أحدهما بالقمع والسوط، والأخر بالخرافة الدينية والتضليل وتبرير اشكال الظلم وممارسات السلطة القائمة.
لقد نفضت البشرية والقت عن كاهلها الكثير من الظواهر القديمة والبالية وتحررت منها، ولكنها لماذا لم تضع الدين جانباً كذلك وتتحر منه؟ بوسع المرء ان يرى العديد من الظواهر البالية وقد ولت، ولكن لماذا يرى ظواهر مثل الدين لازالت باقية تثقل حياة الناس؟!
ان الامر، وبساطة متناهية، ان اقسام في المجتمع لها مصلحة جدية في بقاء مثل هذه الظاهرة. انها تقدم فائدة لها اليوم، ولهذا تعيد انتاجها الطبقات الحاكمة، الرأسمالية اليوم لان فيها مصلحة واقعية لها. فهذه القناة، الدين والإسلام والشريعة، أداة مهمة لقمع المجتمع (ناهيك عن مجتمع متأزم ويرسف في صراعات طبقية حادة)، لفرض التراجع على حقوقه وحرياته. ليس هناك أفضل من الشريعة من يبرر لا مساواة المرأة بالرجل، بفرض التراجع على المرأة وحقوقها، على ابداع نظريات اعادتها لجحور القرون الوسطى، على اعادتها للمنزل وتربية الأطفال بوصفها مهمتها ومسؤوليتها الأساسية والوحيدة عبر ادعاءات عديمة القيمة من مثل "ان الله أكرم المرأة بالإنجاب" وحرم الرجل منها!!! والخ. ليس هناك أفضل منه لفرض التراجع على المساواة بين البشر، على احترام الانسان كانسان، على احترام حقوق وحريات الشباب وعلى تمتعهم بالفرح وبالأمل بالمقبل وبإرساء عالم يستند الى قيم احترام إنسانية الانسان، لا عمره، وإرساء عالم يستند الى قيم متمدنة وراقية وعصرية لا صلة لها بكل الإرث الاجتماعي والاخلاقيات الاجتماعية التقليدية البالية والمكبلة.
في حالتنا هذه، كل النظريات والبدع التي توردها الترسانة الدينية للوقوف بوجه العمال. انها تصطف فوراً في جبهة الطبقة الحاكمة، وفي الحقيقة تقف على راس بنيتها الدعائية لإدامة المجتمع الرأسمالي القائم وقوانينه. ان الطبقة الرأسمالية الحاكمة تعيد انتاج الدين والشريعة وتنفق الأموال الطائلة على منابر الدين وملاليه وشيوخه لا "لوجه الله"، بل لأنه يوفر لهم أدوات في قمع الطبقة العاملة، تضليلها، تشويش وبلبلة اذهانها. انهما، السلطة الرأسمالية والدين، ينهلان من بعض، يقدمان الخدمات المجزية لبعض. انت تؤدي لي هذه المهمة، انا اوفر لك المكانة والثروة في المجتمع. علاقة تبادل مصالح وخدمات متقابلة، بوجه الطبقة العاملة والمجتمع وحريته ورفاهه.
ان هذه الأداة تتمتع بأهمية كبيرة بالأخص ابان الازمات الاقتصادية التي تمر بها الرأسمالية. لاحظ ان البشرية شهدت من بعد منتصف القرن المنصرم محو واضح وسريع لدور الدين ومكانته سواء في المجتمع والسلطة، وراحت تتحدث الحكومات والمؤسسات الفكرية والأكاديمية كلها عن أفكار اقل ما يقال عنها هو انها بعيدة عن الدين ودوره وأصبح رجالات الدين مادة للتندر في المجتمع. لماذا؟ لسبب بسيط ان الرأسمالية العالمية كانت في مرحلة ازدهار، والمجتمعات في مرحلة تطلع للأمام، ولهذا لا تحتاج الرأسمالية الى مؤسسة من مثل مؤسسة الدين والإسلام والشريعة وغيرها كي تستند عليها. وإذ تغط في ازمة خانقة منذ عقود، وإذ يتصاعد النضال العمالي ضد الرأسمالية وتبعات ازماتها الاقتصادية من افقار وجوع وحرمان وتضييق على الحقوق والحريات السياسية والمدنية وغيرها، فإنها تجد في الدين ضالتها المنشودة للتحكم أكثر والسيطرة أكثر على المجتمع وتبرير جوعه وفقره وبطالته وظلم المرأة وغير ذلك.
انها بالرجال قوامون على النساء تديم المجتمع الذكوري واخلاقياته، أي تديم الهرمية والتراتبية والاخلاقيات الهرمية التي من السهولة رؤية درجات كبيرة من القسر في ثناياها، وبـ"ناقصات عقل" تبيح تسليم النساء واخضاعن لمن لهم "عقل كامل!"، الذكور. وتبيح المكانة الدونية للمرأة الاجر المنخفض للمرأة امام العمل ذاته الذي يقوم به الرجل، وبالتالي يوفروا أرباح أكثر للرأسمالية المتأزمة، وعبر "نظريات" ارسالهن للبيوت من مثل تربية الأطفال والعائلة والبيت، يردوا على مسالة البطالة وتخفيف حدة واتساع ظاهرة البطالة في المجتمع وهكذا! وعدم التطاول على المقدسات (الغيبية)، بهدف عدم التطاول على المقدسات (الواقعية، الارضية)، مقدسات الملكية الخاصة والحكم.
يجب فضح هذه المؤسسة ودورها، فضح هذا العلاقة التبادلية بين سلطة الرأسمال ودور الشريعة في خدمته كلاهما بوصفهما مؤسستين معاديتين للعمال، وان تحرر المجتمع وحريته مرهون من التحرر منهما على السواء.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منجز جديد.. أهل الأنبار بحاجة الى كفيل
- تعلموا من طالباتكم!
- كلمة بصدد أحداث اليمن
- احذر: أوهام ومخاطر!
- حول مناشدة برلمانيين بإعدام 1000 -مدان-!
- -ودع البزون شحمة!-*
- لنرفع القبعات ل-خديجة شريف-!
- حدثان... وتعليق!
- الأسلام السياسي، الفكر والعقيدة.. معاديين للمرأة
- -إقليم البصرة- .. الجرح هنا والاصبع هناك!
- يد الإرهاب تطول أطفال بيشاور....!
- شكرا لكم عدالتكم هذه!
- الشهرستاني، هل انت على قدر تصريحك؟!
- كلمة حول اطلاق سراح مبارك وازلامه!
- مالذي ينبغي ان -تنظف- المجتمع منه؟!
- قيح! (كلمة حول تفاهات موقع -المسلة-!)
- تناول مقلوب ذا مخاطر!
- لاتتركوا طالبات العراق وحدهن!
- درس طليعي لعمال بليجكا!
- خطاب بايدن.... اخلاء صبياني للكاهل!


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - بدعة جديدة: -الاعتصام- مخالف للشريعة الاسلامية!