أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فارس محمود - الأسلام السياسي، الفكر والعقيدة.. معاديين للمرأة














المزيد.....

الأسلام السياسي، الفكر والعقيدة.. معاديين للمرأة


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4682 - 2015 / 1 / 4 - 21:11
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ثمة حقيقة اجتماعية مسلم بها ان التيارات الإسلامية، الإسلام السياسي، الفكر والعقيدة الإسلاميين معاديين للمراة الى ابعد الحدود. المسالة ليست تجني او تشهير او امر عقائدي مناهض لهذه التيارات والافكار. انها حقيقة ومسلم بها، وتعيد انتاج نفسها بعشرات الاشكال يومياً.
ان تصريحات وزير الصحة التركي، ومن قبله رئيس الوزراء التركي اوردغان، باعتباره "الامومة هي المهنة الوحيدة للنساء" هي تبدي واضحة لهذا التصور، ولهذا السعي لاسلمة المجتمع التركي. اذ قدم نصائحه للامهات في مستشفى الولادة بان "على الأمهات الا يضعن مهنا أخرى غير الامومة هدفاً لحياتهن، فتربية الأجيال الجديدة يجب ان يكون مركز اهتمامهن". وحين جوبهت هذه التصريحات بشدة من قبل الحركة النسوية في تركيا، رد ان "الامومة ليست مهنة مفتوحة للجميع، اذ انها مقدسة"!
ان إيراد كلمات مثل "المقدسة" لايتعدى سوى ملجأ لدغدغة مشاعر النساء. لا يقصده طبعاً. ان الامومة شعور انساني رائع واحساس سامي وجميل الى ابعد الحدود. بيد ان هذا ما لايقصده وزير الصحة. ان مايقصده هو تحديداً هو ارسال النساء للبيت، ابعاد المراة عن الحياة العامة.
ولكن ينبغي ان لايغيب عن بالنا حقيقة: ان المجتمع طبقات، وان ردود وحركات اهل السلطة والحكم هو الرد على متطلبات وتبعات هذا الصراع. ان تركيا، وحالها حال بلدان العالم، تمر بأزمة اقتصادية خانقة، ويمسك بخناق الطبقات الحاكمة معضلة بطالة مليونية بالاخص اثر هذه الازمة، ازمة وبطالة لاتستطيع الفكاك منها بسهولة. ولهذا، فان احد الحلول المناسبة هو الدعاية لـ"الامومة هي المهنة الوحيدة للنساء"! يعني ابعاد النساء من العمل العام واعادتهن الى عبودية العمل المنزلي كي يتخلصوا من قسم من العاطلين الذين يحلوا مكان النساء. ان هذه ليست نداء ودعوة. انها هجمة. انها تجييش فكري للمجتمع لفرض التراجع على عمل النساء، إعادة احياء قيم وأفكار معادية للمراة، أفكار سخرت منها البشرية منذ عقود مديدة.
الإسلام السياسي والأفكار الإسلامية والتقاليد الإسلامية تعيد احيائها اليوم من أمثال اردوغان لمصالح سياسية وطبقية واضحة. أي ترى البرجوازية في هذه الرؤية سبيل حل لمعضلاتها، ولهذا اعادت دعمها والترويج لها واوهمت الجماهير بها بابواقها ومنابرها الإعلامية ومفكريها وكتابها، لتاتي بها للسلطة كي ترد على معضلات الطبقة البرجوازية الحاكمة. ولهذا ان تاتي الطبقات الحاكمة بمثل هذه التيارات، لا "من اجل عيون" هذه التيارات وافكارها البالية، لا بسبب "الصحوة الاسلامية" للمجتمع ولا بسبب "النهضة الإسلامية"! بل بسبب هذه المصلحة الطبقية المحددة المعادية للاغلبية الساحقة من الجماهير في تركيا.
ان اعمال المنزل من تنظيف واعداد الطعام وغيرها هي ضرورية لادامة الحياة اليومية، اعمال ينبغي ان يقوم بها احد ما، بيد ان ما اعترض عليه هو إحالة هذه المسالة والقائها على كاهل المراة بوصفها مهنة. اذ شتان هو الفرق ما بين الاثنين. ان "ربة البيت" و"العمل المنزلي" هو عبودية بكل معنى الكلمة. هو عمل غير مدفوع الاجر، وبالأخص اذا اخذنا بنظر الاعتبار التقارير التي تتحدث عن ان المراة "ربة البيت" وكل المنهمكين، وهم النساء بالدرجة الأساس، تنفق مايقارب 3-4 الاف ساعة سنوية في العمل المنزلي، أي مايعادل 30-40% من الثروة المنتجة، وقيمة تعادل ثلث مجمل الإنتاج غير السنوي في اقتصاد غير رسمين سيتبين لنا، حجم استفادة الطبقة الحاكمة من العمل غير المدفوع الاجر هذا، العمل الذي ينبغي ان يدفع "العامل" نفسه من اجره!
انه عمل قليل القيمة لان قيم الأشياء في المجتمع الراسمالي تقاس بقيمتها النقدية. ويتم النظر الى المراة فيه كشخص عديم القدرة الا على اعمال "هابطة"، اعداد الطعام، التنظيف، العناية بالأطفال وغيرها، عمل ليس فيه فن ولايحتاج الى دافع وحوافز وابداع خاص. "مهنة" تضع المراة من الناحية الاقتصادية، كتابع، كمستهلك، ولهذا فانها تابعة للرجل صاحب المورد الاقتصادي. يصعب تامين حياتها دون وجود "رب بيت" و"معيل"، وبحاجة ماسة الى حمايته. ولهذا، لايقفان، رغم أي نيات طيبة، على قدم مساواة واحدة، ويكون الرجل دوما كائن "اعلى" و"رئيس" والمراة كائن "اقل درجة" و"مرؤوس"! أي تبعد المراة عن الحياة الاجتماعية الاوسع، عن المجتمع، وعن ابراز طاقاتها وابداعاتها بوصفها عنصر واعي ومشارك في إرساء وارتقاء المجتمع.
ان اردوغان ووزير صحته على استعداد للمضي صوب هذه الخطوة ضاربين عرض الحائط بالنتائج والتبعات الاجتماعية المريرة التي تلقي بعاتقها على النساء والتي يعرفونها جيدا. ولكن يتغاضون عنها لمصالح طبقتهم التي يسهروا على تامينها.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -إقليم البصرة- .. الجرح هنا والاصبع هناك!
- يد الإرهاب تطول أطفال بيشاور....!
- شكرا لكم عدالتكم هذه!
- الشهرستاني، هل انت على قدر تصريحك؟!
- كلمة حول اطلاق سراح مبارك وازلامه!
- مالذي ينبغي ان -تنظف- المجتمع منه؟!
- قيح! (كلمة حول تفاهات موقع -المسلة-!)
- تناول مقلوب ذا مخاطر!
- لاتتركوا طالبات العراق وحدهن!
- درس طليعي لعمال بليجكا!
- خطاب بايدن.... اخلاء صبياني للكاهل!
- اتبغي أمريكا فعلا محاربة داعش ام .....؟!
- امتياز الصدفة!
- من حلبجة الى سنجار.... ولوحة ينبغي ان تكتمل!
- جريمة -آداب-... ام مجتمع -لا آداب له-!
- -الجهاد ضد داعش- والانسياق وراء الوهم!
- هرطقة، قرع طبول الحرب!
- -المرجعية- وانفضاح كذبه!
- امنيات واوهام!
- عاشت ام عبد الله!


المزيد.....




- اليوم العالمي للاجئين: سودانيات بين الاغتصاب والاستغلال في ل ...
- علماء يعيدون تشكيل وجه امرأة عمرها 10500 عام باستخدام الحمض ...
- كانت على عمق 30 مترًا.. هكذا تم إنقاذ امرأة فُقدت لأيام في و ...
- اعتذار متأخر لأمي: عن البؤس كيف يصير وصمة عار
- ليس مجرد مشكلة إنجابية!.. العقم لدى النساء قد يكون جرس إنذار ...
- قانون العمل الجديد واتفاقية 190 .. هل يمهد القانون الطريق لل ...
- ترامب يحرج لاعبي يوفنتوس بسؤال غريب عن النساء (فيديو)
- المرأة الفلسطينية تحت النار.. انتهاكات ممنهجة وجرائم ضد الإن ...
- دراسة: النساء العاملات ليلا أكثر عرضة للإصابة بمرض مزمن
- أين عدالة الإبلاغ من قانون الإجراءات الجنائية؟


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فارس محمود - الأسلام السياسي، الفكر والعقيدة.. معاديين للمرأة