أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فارس محمود - حول مناشدة برلمانيين بإعدام 1000 -مدان-!














المزيد.....

حول مناشدة برلمانيين بإعدام 1000 -مدان-!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4728 - 2015 / 2 / 22 - 22:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تحدث رئيس كتلة نيابية منضوية في التحالف الوطني عن تقديمهم مذكرة طالبت رئيس الجمهورية بالتوقيع على تنفيذ حكم الإعدام بحق 1000 "مدان" بـ"جرائم" متنوعة كان قد صادق عليها القضاء، وطالبوا بمسائلة رئيس الجمهورية حول ذلك.
الادهى من هذا ان يعترض احد ما في البرلمان ويخاطب فؤاد معصوم: هذا العراق وليس اوربا، قم بواجبك بالتوقيع على تنفيذ احكام الإعدام. انه لامر مضحك. انه إقرار صريح بانتماءه لقيم الغاب وقيم الغاب التي ينوي ارسائها وترسيخها في المجتمع وان لا ربط له بمنجزات البشرية ورقيها وتمدنها! المجتمع اكثر تقدما منهم بكثير.
ايتوقع امرا اكثر من برلمان كهذا. برلمان حمل الى قبته القتلة والمجرمين الملطخة اياديهم بدماء الابرياء، الفاسدين وناهبي ثروات المجتمع، برلمان "الاسترزاق" والطفيلية، برلمان عماده القوميين والطائفيين والعشائريين وسائر النزعات المعادية للإنسان وتحرره. برلمان يفكر في كل شيء الا خدمة المجتمع ومصلحته، حرية الانسان ورفاهه.
لماذا يطالبون بتنفيذ احكام الإعدام؟ لتطبيق العدالة؟! أي عدالة يتحدثون عنها؟ واي قانون؟ انها عدالتهم التي تبيح لهم ما تبيح لانهم في السلطة، واجراء القانون بحق من هم خارجها! اهذه عدالة؟! انها عدالة ومنطق القوي، من في الحكم والسلطة. والا، من وسط هذا البرلمان، بوسعك ان تجد العشرات من اللذين اياديهم ملطخة بدماء الأبرياء، عصابات مافيا وجريمة منظمة ولصوصية ونهب سافر. برلمان تقاسم "الكوميشنات" بين الكتل واصحابها والتي لاتعني الا السلب السافر والجنوني لحد المرض بدون أي حق او رادع او ضمير.
هكذا وببساطة: اعدام 1000 "مدان"! 1000؟! الف نملة ام الف حشرة ام ماذا؟! ارتكبوا جرما في المجتمع؟! المجتمع يرسف بالجرم والجريمة المنظمة من راسه، من اعلى شخص وهيئة سياسية وحكومية حاكمة. مجتمع أقاموه هم انفسهم على أساس العداء والصراعات والاقتتالات الطائفية والقومية والعشائرية البغيضة والتصفية والتطهير الطائفي والاثني، على أساس القتل والقتل المقابل، على أساس القتل على الهوية والشيعة والسنة والكرد والعرب والمسيحيين والتركمان وغيرهم واسسوا لهذا اللغم في الدستور، وبعدها ينشدوا ان لاتشيع الجريمة والاجرام في كل زاوية من زوايا المجتمع!! انتم تحلمون! تم تاسيسه، ومن فوق، على احط القيم والاخلاقيات والاحاسيس، واولها التنكر لاحترام كرامة الانسان وقيمته الإنسانية، مجتمع ارسي على أساس "العنتكة" والفهلوة والغلاضة والجلافة الشرقية المتعفنة، قيم الاستئثار و"الانا ومن بعدي الطوفان"، قيم غياب ابسط مفاهيم الحس الجمعي والاهداف الجمعية الإيجابية. يعمموا العشائرية في المجتمع وينشدوا انهاء قيم الثار والقتل ومشاعر "قلة التحمل والصبر" وسعة البال! يعمموا قيم العشيرة والذكورية في الدوس اليومي على كرامة المراة ومسخها وينشدوا انهاء قتل النساء وانتحار النساء!
ان احكام الإعدام جائرة، في اغلبها أحادية الجانب، لجهة في الحكم بوجه جهة أخرى! أي عملية سياسية وليست فنية، ليست ارتكاب جرم. فعراق اليوم هو عراق الاجرام بكل معنى الكلمة! عملية يسيرها، في اغلب حالاتها، الحقد والثار والانتقام من اطراف "أخرى" لاتشترك معها في "الهوية"! انهم يعرفون هذا حق المعرفة. فليس من المقرر ان يؤدي تنفيذ احكام الإعدام الى تحسين الأوضاع وتراجع معدل الجريمة او إرساء مجتمع اكثر اماناً. انهم يعرفون هذا جيدا، والادهى من هذا انهم يعرفون ان "الاعدامات هذه تعقد الأمور، تخلط الأوراق اكثر، تعمق الأوضاع وتدفعها نحو مسارات اكثر شراسة ودموية. ولكن لايهمهم هذا. انهم وبمعنى ما ليسوا سياسيين، أي بمعنى ان يقراوا الأوضاع، يروون الأمور واسبابها وسبل تخفيف مسار ما او غير ذلك. ان الحقد الموغل تجاه الاخر والسعي لاقصائه وتركيعه واذلاله باي ثمن هي كل بوصلتهم! لم لا والامر يتعلق بمصالحهم وثروتهم وجشعهم المرضي.
ان اعمال مثل هذه تدفع المجتمع اكثر واكثر صوب الهاوية، قد يقول احد ما ثمة هاوية اكثر من هذا؟ نعم، فالمديات التي بوسع الطائفيون والقوميون في العراق ان يرموا المجتمع فيها هي ابعد مما يتصوره احد، بوسعهم ان يبيدوا المجتمع، ان لم يتدخل المجتمع وقواه الساعية لمجتمع اكثر حرية ورفاه واولهما عمال العراق وكادحيه وتحديدا عمال نفط العراق الذي هم من بوسعهم خنق هذه السلطة، خنق مصدر بقائهم وثروتهم واقتدارهم والذي لم ينل منه المجتمع الا الكفاف، وكنس أطرافها من حياة المجتمع وصيانة المجتمع من مستقبل اكثر كارثية من هذا.
ان العملية السياسية الراهنة وقواها هي الطرف الأساسي في خلق هذا الاجرام بنوعيه السياسي (أي ذا اهداف سياسية) او الاجتماعي لانها ببساطة كانت طرف أساسي واول في خلق أرضية الاجرام هذا سواء من حيث مسارات العملية السياسية او من حيث إشاعة احط القيم والممارسات والتقاليد والأفكار والاخلاقيات في المجتمع، خلقتها وغذتها واشاعتها وارستها بوصفها ركائز أساسية ولاغنى عنها في المجتمع.
وما اود قوله أخيرا هو ان "عقوبة" الإعدام ليست عقوبة اساسا. انها جريمة. جريمة باسم القانون والدولة والقضاء المسيس أساسا في العراق. المواطن يقتل (هذا اذا افترضنا ان السبب هو القتل) والدولة تعدم! وعمل الأخير ابشع من الأول بما لايقاس، لان ان كان فعل الأول قد حددته ظروف وأوضاع وملابسات هي في اغلبها خارج نطاق "سيطرة" الأول، فان الاخير يقوم بهذا العمل عن قصد وإصرار وتحديد لساعة فعلته الشنيعة.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ودع البزون شحمة!-*
- لنرفع القبعات ل-خديجة شريف-!
- حدثان... وتعليق!
- الأسلام السياسي، الفكر والعقيدة.. معاديين للمرأة
- -إقليم البصرة- .. الجرح هنا والاصبع هناك!
- يد الإرهاب تطول أطفال بيشاور....!
- شكرا لكم عدالتكم هذه!
- الشهرستاني، هل انت على قدر تصريحك؟!
- كلمة حول اطلاق سراح مبارك وازلامه!
- مالذي ينبغي ان -تنظف- المجتمع منه؟!
- قيح! (كلمة حول تفاهات موقع -المسلة-!)
- تناول مقلوب ذا مخاطر!
- لاتتركوا طالبات العراق وحدهن!
- درس طليعي لعمال بليجكا!
- خطاب بايدن.... اخلاء صبياني للكاهل!
- اتبغي أمريكا فعلا محاربة داعش ام .....؟!
- امتياز الصدفة!
- من حلبجة الى سنجار.... ولوحة ينبغي ان تكتمل!
- جريمة -آداب-... ام مجتمع -لا آداب له-!
- -الجهاد ضد داعش- والانسياق وراء الوهم!


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فارس محمود - حول مناشدة برلمانيين بإعدام 1000 -مدان-!