حياة موازية_نبوءة قد تحقق ذاتها( ما يتوقعه السوريون من أنفسهم ومن العالم)

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 4808 - 2015 / 5 / 16 - 16:11
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

من يخاف الديب يراه.
تفائلوا بالخير تجدوه.
* * *
هذه رسالتي الأخيرة لك_ الغاية منها تكوين تصور عن بلادك قبل الف سنة, وطريقة تفكير أجدادك الذين....ربما نجحوا(في زمنك) في بناء وطن يصلح للحب وللحياة.
اكتفيت بالعبارتين المأثورتين_ للدلالة على شكل من النبوءة التي تحقق ذاتها.
نعرف اليوم _ عبر علم النفس الاجتماعي, أننا نصير ما نحبه أو ما نخافه بنفس الدرجة من احتمال التحقق.
كما نعرف خطورة التوقع المرتفع_ مشكلة العقل المركزية. حيث الرغبة والمقدرة ندركهما أغلب الأحيان عبر حركة واحدة. ونعتقد_ كما نشعر بها, وكأنها عنصر بسيط ومفرد.
* * *
كيف يحلها السوريون اليوم؟
كل حدث أو وضع فردي واجتماعي محكوم بقوتين أساسيتين:
1_ داخلية, بيئة الداخل أو مجمل القوى النفسية والبين شخصية التي يكون لها التأثير الأكبر بالمصير, ويمكن دمجها بالسبب الرئيسي والأهم.
2_خارجية, تشمل الظروف والقوى الخارجية حيث لا يمكن السيطرة عليها ولا التحكم بحركتها واتجاهها.
التركيز على العامل الداخلي والعناصر المكونة له, بالتزامن ,مع الابتعاد مسافة أمان دائمة عن (القوى) الخارجية, يفتح طريق الحكمة والاكتساب التدريجي للمهارات الواقعية التي تيسر العيش الفردي والمشترك.
في بلادنا وثقافتنا, ما يحدث هو العكس, أغلب الأوقات ومع أغلبية الناس_ بكل أسى.
الاتجاه العام, في تركيز الانتباه والاهتمام على الظروف الخارجية, بالتزامن مع إهمال الدور الذاتي والمسؤولية الشخصية.
والنتيجة حركة عشوائية, بين التقدم أقل من خطوة والتراجع العشوائي بلا أثر. وبالنسبة للفرد صعوبة انجاز أي عمل مكتمل, طالما حياته بمعظمها تحت الضغط والتهديد المباشر.
_ النتيجة غياب شامل للتنظيم والتخطيط أو للرؤية المستقبلية, وتخبط المجتمع وأفراده بلا حدود.
* * *
انفصال الشعور والعواطف الأساسية عن حركة العيش والأعمال اليومية.
الجهل الذاتي ينتج بصورة آلية جهل اجتماعي_بالتبادل.
دوغما_ معسكر الخير ضد معسكر الشر, حتى بين الزوجين والأسرة الواحدة.
* * *
من الاختلاف حول الماضي : حلقة مفرغة من الثأر والخوف المتراكم والتدمير المتبادل والانتقام, ومع كل جيل تكتسب الدورة شدة وزخما إضافيين, سادية وتعطش للدم, وحلقة الانتقام تدور
_ إلى الاتفاق بشأن المستقبل
من حرب الوجود وصراع الهوية إلى التنافس والاختلاف السياسي.
القبول بدور الحكيم بدل الحاكم
الحكيم يمتلك المنطق والقناعة والمستقبل.
الحاكم يمتلك القوة والخوف والماضي.
هذا امتحان سوريا والعالم_ هذا العام 2015
نقل الصراع والتنافس من الماضي والهمجية إلى المستقبل والتفاوض_ التسامح والمعرفة.
حكماء سوريا أم حكامها؟
_ اسوأ الحكام من ابتعد عن الحكماء وحاربهم. والعكس خيرهم من تبع الحكماء وصدقهم.
_ اسوا الحكماء من تقرب من الحكام وتبعهم. والعكس خيرهم من ابتعد عن الحكام وصدقهم.
كما ابتدأت ختمت بعبارتين مأثورتين ايضا.
* * *
بعد مرور أقل من نصف قرن_ من فينا اليوم لا يدرك ويفهم العظمة الشخصية_ الحقيقية:
الحبيب بو رقيبة _ تونس, نموذج من المغرب
زايد آل نهيان_ الامارات, نموذج من الخليج
* * *
ليس التفاؤل خيرا كله ولا التشاؤم شرا كله. بعد التفكير قليلا, بمهادنة النازية فترة صعودها, وكيف قاد التفاؤل الساذج العالم إلى الدمار. والعكس, التفاؤل الواقعي على خلاف المظهر الخارجي منتصف الحرب العالمية الثانية_ خلال فورة النصر النازي.
الفهم الواقعي_ العلمي للوضع الشخصي والاجتماعي هو ميراثنا العظيم
أنحفظه أم نبدده؟
أميل إلى التفاؤل.
أعتفد_ سوف تنقذ سوريا والعالم, بمساعدة مناخ عالمي وملائم.
التقارب والتفاهم الأولي...التركي_ الأمريكي_ الايراني,.....إشارة, ربما دليل على تقدم في الوعي الجمعي_ المشترك, وإمكانية حل الاختلاف عن طريق التسويات والحلول الوسطى أو تأجيل الحلول_ كبديل عن عادة التدمير المتبادل الموروثة.
* * *
بؤرة الرعب_ الوثنية الحديثة(في السياسة والمجتمع): تملك الفرد المعاصر وحيازته لأدوات ووسائل أضعاف حاجته, وأضعاف قدرته كذلك على فهمها وإدارتها وتوجيهها.
والنتيجة يتحول الفرد إلى تابع لأدواته وعبد لها. كل ذلك يحدث بصورة لاشعورية غالبا.
كلنا نرى بوضوح مدى بؤس وتشوه (الشخص) قريبنا أو جارنا أو شريكنا, او عدونا وخصمنا,
لكننا نرتعب من النظر إلى داخلنا_ ولو لمرة واحدة
* * *
(الضجر نتيجة الجشع والغضب المزمن. بدوره الغضب نتيجة الخوف.
يتحقق النصر الثلاثي بالتكامل.
الانتباه, بعد اكتساب مهارة التركيز_ الطريق الملكي إلى الفرح والسعادة)
هذا خلاصة ما أردت قوله لك, لقد أدركه المعلمون الأوائل منذ عدة آلاف من السنين_ وأعتقد أنه سيبقى صالحا لوقت يطول

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل