تحليل غير مكتمل, دور الأب_ الملك

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 4693 - 2015 / 1 / 16 - 11:51
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

السبب الأول_ نقطة الضعف المركزية في الأيديولوجيا الدينية أو نقيضها الموقف اللاديني, بنفس الدرجة.
الاصطدام بحدود العقل والخيال:
ماذا قبل؟!
ماذا بعد!؟
في هذا المستوى المنطقي:السببية والعلم, مع التطور والتراكم, جانبا الأحجية معا. بالتوازي مع موقف التأليه أو نقيضه.
مؤسس التحليل النفسي سيغموند فرويد يشترك مع زملائه , من بقية مؤسسي التيارات الدينية أو الفكرية المغلقة, في العناصر الأساسية للعقائد.
بعد انتصار الحركة أو التيار, تبدأ المرحلة الثانية, القطع مع الآباء الحقيقيين, وتكتمل السلسلة في المرحلة النهائية بالقطع المعاكس مع الجديد.
فقط فرويد قام بالتحليل النفسي الذاتي_ وهو غير ممكن بعده؟
* * *
لست في وارد انتقاد التحليل النفسي كتقنية علاجية أو كفلسفة. لأسباب متعددة أهمها: انني أعتبر حياتي وصحتي النفسية الحالية_بفضل التحليل النفسي كنمط عيش ووجود أيضا.
ما أرغب في معالجته وابرازه, بعض الملامح الرئيسية في التحليل النفسي: النرجسية, المقاومة, التحويل, الكبت, الاسقاط والتمثل. من خلال مقاربات ونصوص لاحقة.
معالجتي تلك المفاهيم_ العلاملات, نتيجة المعايشة والاختبار, أكثر منها عبر المقاربة المنطقية.
وهنا يجدر التأكيد باستمرار على التمييز بين مستويين للفهم والادراك, الأول العام والشائع الفهم العقلي_ التبريري, غالبا يبقى سطحيا ومنفصلا عن حياة الشخص وقيمه. بينما المستوى الفاعل_ الفهم التجريبي يحدث عندما يسكن الانسان في جسده بالفعل, ويدرك حدود شخصيته وأناه الفرديتين.
الفهم التجريبي هو الفهم العقلي مضافا إليه الخبرة والبعد العاطفي الذي يكتسب بالممارسة فقط_ شأن بقية الفنون والمهارات. يقابل الطور الرابع والمكتمل في عملية اكتساب مهارة جديدة (مهارة في اللاوعي) بتعبير البرمجة اللغوية العصبية.
* * *
لا يوجد الانسان إلا من خلال علاقة مع آخر. الفرد حالة نفسية_ عقلية.
الخلل الوجودي الأساسي يبرز من خلال الشعور بالانفصال_ انفصال الفرد عن عالمه الداخلي وجهله أو انكاره لأجزاء من نفسه, وانفصاله عن إخوته البشر, والانفصال الثالث عن الطبيعة والكون. الشعور بالانفصال بؤرة مختلف الانحرافات النفسية_العقلية. (الاثمية اللاشعورية).
لكن المشكلة_ المعضلة, من جانب ثاني, أن التوحد العقلي _ العاطفي ودمج مختلف مكونات الشخصية لا يمكن أن يوجد قبل النضج. بمعنى تحقيق شرط الوجود الطبيعي, المكافئ الاجتماعي للطبيعة الانسانية. الحب واختبار الواقع وفق قوانين العلم.
* * *
في علاقات الصداقة تتمثل ذروة النضج النفسي_ الاجتماعي.
العلاقة التي تتضمن مختلف مراحل تطور الفرد, بالاضافة إلى الجانب المشترك في الشخصية الانسانية_ حالة السعادة عند الانسان تعادل وتقابل مرحلة الثمر والنضج عند النبات.
الصداقة تجسيد اجتماعي لمبدأ المساواة والعدالة. العلاقة الأساسية التي تناقض التراتبية في ماهيتها.
جانب آخر لعلاقة الصداقة لا يقل أهمية, تنحية التنافس والصراع لجهة التعاون واللعب. قبل هذا وذاك, الصداقة هي الأخوة منزوعا منها بعد الوراثة_ جذر الخلل الاجتماعي, مثمثلا في ثنائية العقل على المستوى الفردي...ذروة الصداقة واكتمالها في حالة الفريق الابداعي.
_ على حين بقية العلاقات الانسانية, إما أو: تريد إبعاده والتحرر منه أو جذبه والتوحد معه (أمرأة أو رجل). تبقى مسافة موحدة في الصداقة_ لتحقق المعجزة الاجتماعية بشكل دائم: العيش المشترك بدون صراع.
* * *
يتعذر تحقيق حالة الانسجام بالفعل, إلا عبر موقف أو حركة خلال حالة مؤقتة, بعدها , وبسرعة يتغير الوضع. وتبرز مجددا نواقص وعيوب الفرد(الشخصية والموقع والجنس) في الخوف أو الغرور أو الجشع أو التمركز الذاتي , وغيرها كثير.
* * *
النضج المتكامل_ الانجاز الأصعب في حياة الرجل.
الأب في حالة الانسجام بين النمط الأولي, والرمز, والشخص؟!
ذلك ما أخفق به أيضا فرويد وزملاؤه( يونغ وآدلر خصوصا)_ المصير المتوقع من خلال الماضي عبر المستقبل والقادم المجهول.
تحول الاختلاف إلى صراع وتنافس_ مقابل ضمور التعاون والحب.
* * *
النجاح في علاقات متوازنة تحقق للفرد حريته واستقلاله من جهة, ومن الجانب المقابل_ الاجتماعي والمشترك, جانب الانتماء والمراجع المتأصلة, ..ألضرورية ربما؟
ألا تمثل الساحة السورية_ خصوصا بعد بروز دولة داعش, المسرح الواقعي_ العبثي, الوحشي, المفتوح على المجهول:
لعبة الأمم على أجساد السوريات والسوريين.....

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل