مستنزفو الطاقة أو الأشخاص المنهكون

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 4717 - 2015 / 2 / 11 - 11:08
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

من هم هؤلاء الأشخاص؟
إنهم كبيروا العدد, وفي حوزتهم كثير من الأقنعة, ولكنهم يشتركون في علامة المصنع: الحاجة إلى السيطرة.
إنهم تشكيلة من الناس المتسلطين, المستبدين, المهووسين, المتشددين بمغالاة, المتعصبين, المدققين, الحردين, الغيورين, النزقين, الحسودين. الحقودين.
في حوزة هؤلاء الأشخاص أقنعة مختلفة. ألم اقل ذلك؟ فكم من الأشخاص الذين يخفون حاجتهم إلى السيطرة تحت قناع من "الطيبة" المفرطة, علما بأنها حاجة لا شعورية؟ والآلية ماهرة جدا. ثمة شخص من أسرتك يسيطر عليك, وتشعر أنت بعداوة داخلية مشحونة بالانفعال. ولكن هذا الشخص "طيبا بصورة غريبة" حيالك, كيف تفرغ هذه الشحنة الانفعالية؟
إنه الكبت بكل جلاله.
وكم من الأشخاص كذلك" يمثلون دور الشهيد" لكي ينالوا على أفضل وجه, مايريدون؟
وإلى أي حد يتعلقون بولدهم وهم "يحيطونه برعايتهم"؟ وكم من الأمهات اللواتي يمنعن إبنهن لا شعوريا من أن يصبح رجلا, ويفعلن كل شيئ لكي يبقى طفلا؟
إن كل وسيلة تستخدم في هذه المجالات: التسلط الصرف والأقنعة الكبيرة العدد التي يمكن أن تخفيه, على حد سواء.
متى يستنزف هؤلاء الأشخاص طاقة أولئك الذين يشاركونهم في السكنى؟
ففي المستوى الأول, عندما يتعذر تفريغ شحنة العداوة الانفعالية.
وربما كانت هذه حالة الطفل حيال والديه, وحالة موظف حيال رئيسه, ...ألخ.
يضاف إلى هذا أن كل شخص يشعر بحاجة شديدة إلى السيطرة شخص مصاب بالعصاب.
فهذه السيطرة هي , بالنسبة إليه, آلية أمن داخلي.
ولا يكون التكيف مع هؤلاء الأشخاص عسيرا جدا فحسب, بل هو متجدد ومتبدل باستمرار. فالتعود عى الحياة معهم أمر معدوم.
ولا بد للمرء أن يكون في حالة التأهب الدائم والتوتر والتشنج.
" لا يعرف المرء بأي رجل يرقص" تلك هي اللازمة التي تتكرر باستمرار.
بيد أن علينا ان لا ننسى بأن هذا الاشتراك في السكنى يدوم غالبا سنين طويلة, ساعة بعد ساعة, ودقيقة بعد دقيقة.
فهل نفهم ما يسببه " مستنزفو الطاقة هؤلاء" من انفعال وتمرد, وغضب " مكظوم" وخضوع حانق؟
مم يشكو هؤلاء الأشخاص الذين يعيشون معهم؟
ثمة نقاط مشتركة عديدة تبرز عندهم: الانهاك الدائم وهزال الشخصية أو انعدامها, وتعذر ان يكون الانسان ذا طبع مستقر ويقوم بفعل تلقائي, والحساب الحذر لأتفه الأعمال, والصغار والاحباط, وإلغاء المسؤوليات, الخ.
قلت أن السيطرة يمكن لها أن تتجلى تجليا صرفا. بيد أنها قد تكون كذلك ذات أوجه متعددة تحجبها.
هذه الحالة الأخيرة مع ذلك, هي التي تسبب من الأضرار أكثر مما تسببه الحالة الأولى.
فقرة من كتاب الانتصارات المذهلة في علم النفس
بيير داكو, ترجمة وجيه أسعد

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل