أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هشام القروي - مأزق العراق والسياسة الأميركية














المزيد.....

مأزق العراق والسياسة الأميركية


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1333 - 2005 / 9 / 30 - 10:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قرأنا جميعا التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل حول السياسة الأميركية في العراق, وقد نشرتها "العرب" على صدر صفحتها الأولى يوم 22 سبتمبر. وخلاصتها أن الولايات المتحدة "عمقت الانقسامات الطائفية وأدت الى تسليم البلاد للنفوذ الايراني". وقد انتقد الأمير هذه السياسة بصراحة لاذعة , مما يكشف القلق الكبير الذي يسود السعودية بسبب ما يحدث في العراق. والحقيقة أن الادارة الأميركية لا يمكن ان تتجاهل الأصوات التي انتقدت أداءها في العراق, والمزيد منها صادر في أمريكا نفسها. وهكذا, فقد كشفت بعض الاشارات والتصريحات ارتباكا في الاداء واضطرابا في المواقف. ويبدو أن المراجعة واقعة منذ مدة.
جاءت الاشارات الاولى على قيام كبار المسؤولين الاميركيين بإجراء مراجعة لما يمكن ان يتم انجازه في العراق قبل عام تقريبا. ففي الوقت الذي اعيدت فيه السيادة للعراقيين فإن الفريق الاميركي الجديد الذي وصل في حينه برئاسة جون نغروبونتي كسفير كانت له نظرة تفاؤلية اقل من سلفه بول بريمر.
الفريق الجديد وصف الاميركيين المغادرين بأنهم «واهمون» لاعتقادهم ان بامكان الولايات المتحدة اقامة ديمقراطية في العراق على انقاض نظام صدام حسين على طراز الديمقراطية التي نادى بها جيفرسون في اميركا.
احد كبار القادة العسكريين الاميركيين تساءل امام الصحفيين في اول لقاء له معهم قائلا: «حسنا ايها السادة اخبروني هل تعتقدون بأن الاحداث هنا تقدم لنا آمالا باهرة عريضة»؟ كان واضحا ساعتها ان ادارة بوش ورغم التفاؤل الذي كانت تبديه في العلن بدأت تتبنى اهدافا اكثر اعتدالا من تلك التي نادى بها المثاليون من قبل, وحتى تلك الاهداف المعتدلة اصبحت هناك شكوك قوية تحيط بامكانية تنفيذها. ومن اللحظة التي عبرت بها القوات الاميركية الحدود قبل 29 شهرا مضت كان باديا للعيان ان العراق الجديد منقسم على نفسه سياسيا ودينيا وثقافيا وجغرافيا وان الأحقاد المتراكمة قد تدفع البلاد نحو الحرب الاهلية. وقد دلت الأحداث فيما بعد ان الولايات المتحدة تورطت بين السنة والشيعة والاكراد والتركمان والعلمانيين والمتدينين, واصبح الجنود الاميركيون في تقاطع اطلاق النار بين هذه الطوائف والاعراق المختلفة.
الاسابيع الاخيرة شهدت تصاعدا حادا في مستويات التمرد وفي مستويات الوحشية. العنف بدأ يتركز على عمليات القتل الطائفي حيث يستهدف المتمردون السنة المئات من المدنيين الشيعة والاكراد في العمليات الانتحارية. هناك تقارير تتحدث عن قيام فرق الموت الشيعية بعمليات انتقامية تتمثل بعمليات الخطف والقتل لرجال الدين السنة ولقادة الطائفة السنية. بعض كبار المسؤولين الاميركيين يدركون خطورة الوضع, وبدا ذلك واضحا من الملاحظات التي ابداها في مركز الصحافة الاجنبية زلمان خليل زاده الذي خلف غروبونتي كسفير.
قال زاده ان الحرب الاهلية شيء يجب ان تبذل الولايات المتحدة كل جهد ممكن لتجنب وقوعه.
وقال ان الارهابيين الاجانب والمتمردين البعثيين المتشددين يريدون للعراق ان يغرق في الحرب الاهلية. وقال ان العراقيين شأنهم شأن الشعوب والطوائف الاخرى في اي مكان من العالم يريدون اقامة السلام وتحقيق الازدهار, واستطرد زاده قائلا: انني لا اقلل من صعوبة الوضع الحالي.
احد الاجراءات التي تثير الشكوك هو لجوء المسؤولين الاميركيين لتقديم التقديرات العسكرية المتفائلة التي يقدمها لهم الجنرالات مصحوبة بإحصائيات منتقاة بحذر من اجل اعطاء الانطباع بحدوث تقدم في احتواء التمرد, وهو شيء يبدو بعيدا عن الحقائق القائمة على الارض. احد الامثلة عن استخدام هذه الاساليب الرياضية هو الاندفاع في تقديم الاحصاءات المتعلقة ببناء الجيش العراقي والقوات الامنية الاخرى, والجميع يعلم ان هذا البرنامج لا يسير على ما يرام بسبب وجود بعض السلبيات مثل عدم كفاية التدريب والقيادة الضعيفة وعدم كفاية الاسلحة والمعنويات الهابطة.
النمط الاوسع للحرب كان يحمل على الدوام بذور نزاع طائفي شامل على ذلك الطراز الذي ادى الى تدمير لبنان. والتمرد الآن يتركز في الطائفة السنية العربية التي تضررت كثيرا نتيجة الاطاحة بنظام صدام حسين, ومعظم ضحاياهم من الشيعة, وهي طائفة تشكل الغالبية وهي المستفيد الاكبر سياسيا من سقوط صدام. قتل شيعة بالمئات في المساجد والاسواق وسقطوا ايضا في الكمائن والتفجيرات وهناك تقارير صحفية تخرج من بغداد تقول ان فرق الموت الشيعية التي يرتدي افرادها زي رجال الشرطة تقوم بخطف وتعذيب وقتل علماء الدين من السنة اضافة الى قادة الطائفة من السياسيين وغيرهم.
والى حد الآن , لا يبدو أن المخرج من هذا المأزق, قريب.



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطاقة تقرير السرية 2005
- الاستبداد والليبرالية الاقتصادية
- التطرف الإسلامي
- ما تعنيه الورطة الأميركية في العراق
- الجامعيون العراقيون يدينون العنف
- تركيا -تزكي- باكستان لدى اسرائيل
- هل يعيد النفط السلام الى دارفور؟
- أوروبا تتراجع واميركا تهدد وايران تتحدى
- ماذا بعد الانسحاب من غزة؟
- الارهاب يتجاوز الحدود
- العلاقات السودانية - الأمريكية : العالم ليس أبيض وأسود
- عن الانسحاب من غزة
- تقرير دويلفرعن خطة صدام لحرب العصابات
- على سوريا أن تحمي كبار مثقفيها من المتطاولين
- من انقلاب الى آخر
- مشكلة الغرب النووية مع ايران
- ما وراء فك الارتباط في غزة
- شاتهام هاوس : عملية لندن سببها العراق
- هل نعود الى -حق الأقوى- ؟
- الاعتذارعن الأذى لا يبطل نتائجه ينبغي التعويض


المزيد.....




- قرش يهاجم شابًا ويتركه ليهاجمه آخر بينما يحاول الهرب.. شاهد ...
- اكتشاف شكل جيني جديد لمرض ألزهايمر يظهر في سن مبكرة
- نتنياهو: إسرائيل يمكنها -الصمود بمفردها- إذا أوقفت الولايات ...
- شاهد: إجلاء مرضى الغسيل الكلوي من مستشفى رفح إلى خان يونس
- دراسة: الألمان يهتمون بتقليل الهجرة أكثر من التغيّر المناخي! ...
- رغم الاحتجاجات.. إسرائيل تتأهل لنهائي مسابقة الأغنية الأوروب ...
- البنتاغون قلق من اختراق روسيا لمحطات -ستارلينك- واستغلالها ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط صاروخين أوكرانيين استهدفا بيلغورود غرب ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صواريخ أطلقت من رفح باتجاه إسرا ...
- العراق يدعو 60 دولة إلى استعادة مواطنيها من ذوي عناصر -داعش- ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هشام القروي - مأزق العراق والسياسة الأميركية