أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام القروي - هل يعيد النفط السلام الى دارفور؟














المزيد.....

هل يعيد النفط السلام الى دارفور؟


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1305 - 2005 / 9 / 2 - 09:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ صيف عام 2004 كانت قضية دارفور, وخاصة الوضع الانساني الدقيق الناجم عن الحرب, قد اجتاحت وسائل الاعلام الغربية, بحيث غدت موضوع حملة توعية ضخمة, مترافقة مع ممارسة المزيد من الضغوط, وجمع الاموال, من اجل حصول تدخلات هدفها العون والمساعدة, كما لم يسبق وان شوهد مثلها منذ سنين, وهو ما ادهش الكثير من المراقبين للشؤون الافريقية : فلا احد ينكر مدى خطورة الوضع في دارفور. ولكن ما هو السبب في اعطاء ذلك الكم من الاهمية لهذه الازمة, في الوقت الذي تستمر فيه عملية تجاهل صراعات اخرى بنفس القدر من الخطورة, والعمل على ابقائها في الظل, بدءاً بجمهورية الكونغو الديمقراطية, ووصولاً الى ساحل العاج؟
ومنذ مدة وجيزة, تحدثت في هذا المكان عن تطورات مدهشة في العلاقات الأميركية- السودانية, حيث أصبح التنسيق والتعاون الأمني والمخابراتي ظاهرة تثير الاهتمام (انظر مقالي المنشور تحت عنوان: العلاقات السودانية-الأميركية: العالم ليس أبيض وأسود). وكان السؤال هو: ماالسبب الحقيقي؟
وها أن بعض المؤشرات بدأت توجهنا نحو الحصول على اجابة للسؤالين المطروحين أعلاه, و يمكن تلخيصها بكلمة واحدة . انها : النفط.
نعم, فعلا. بقي نفط الجنوب السوداني لا يمس على مدى عشرين عاماً, وذلك بسبب الحرب الاهلية. ثم حدث التحول في عام 1999 . فعبر انبوب نفطي بطول 1600 كيلو متر, بدأ نفط الجنوب بالوصول الى ميناء بورسودان على البحر الاحمر, لكي يصار الى تصديره من هناك, وكانت الصين هي التي سمحت لحكومة الخرطوم بالحصول اخيراً على منتج الذهب الاسود من جنوب البلاد. وذلك بعد ان افلحت بالنصف الثاني من اعوام التسعينات بالدخول الى القطاع النفطي السوداني. فمن خلال شركتها النفطية الوطنية: China National Petrolium Corporation :CNPC باتت الصين تسيطر على جزء لا بأس به من السوق السودانية. فهي المساهمة التي تمثل الاغلبية في الجمعية التي تتولى ادارة انبوب النفط, بالاضافة الى بعض الامتيازات في الجنوب, والسيطرة كذلك على مناطق امتياز اكبر رحابة.. بحيث اصبح يتوجب على كل راغب بالدخول الى سوق النفط في البلاد, الخضوع للتفحص من قبل الصينيين, وهو معطى الامر الواقع, الذي يتسبب بمزيد من الازعاج للشركات الامريكية, التي بقيت بعيدة عن الوليمة نتيجة العقوبات الاحادية الجانب التي فرضتها واشنطن على السودان قبل ما يزيد على عشرة اعوام, كرد على "الدعم المفتوح" الذي تزعم أن الخرطوم قدمته للراديكالية الاسلامية الدولية.
ولكن , بطبيعة الحال , لا يمكن لواشنطن أن تترك الصينيين "يلعبون " كما يحلو لهم , ويتحدونها, خاصة والأمر يتعلق باكتشافات نفطية جديدة.
فقد اعلنت الخرطوم عن اكتشاف النفط بالاقليم الغربي, الذي يعيش حالة من الحرب المستعرة. وقد قيل بانها على استعداد لاستخراج 500 الف برميل في اليوم الواحد. فهل سيكون ذلك بمثابة مقدمة لصراع صيني - امريكي؟ خاصة وان الشركات الامريكية تتطلع الى الحصول على نفط دارفور, بعد ان كانت قد استثنيت من الامتيازات التي منحت في الجنوب, حيث كانت من نصيب الصين الشعبية.
الذهب الاسود متوفر بكثرة, على ما يقال . وقد جاء التأكيد على ذلك من خلال اعلان وزير النفط السوداني عن بدء اعمال الحفر الهادفة الى استخراج النفط من باطن الارض في اقليم دارفور. وتشير التوقعات الى التوصل قبل نهاية العام الى استخراج 500 الف برميل يومياً. وهي كمية من شأنها ان تؤدي, وبضربة واحدة, الى مضاعفة الانتاج الحالي على المستوى الوطني, الذي يبلغ 320 الف برميل, يتم استخراجها من حقول جنوب السودان, الذي كان هو الاخر مسرحاً لحرب ضروس استطاعوا انهاءها باتفاقية السلام الموقعة في نيروبي من قبل الحكومة السودانية وجيش التحرير الشعبي السوداني في التاسع من شهر كانون ثاني الماضي.
والواقع أنه اذا كان في اكتشاف نفط دارفور ما يدفع العالم بأسره نحو الاهتمام بهذا الاقليم ومساعدته على استعادة السلام, فهذا فال خير. وأما الصراعات الاستراتيجية , فهي حقيقة دولية, ستظل مستمرة , أيا كانت الظروف.



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوروبا تتراجع واميركا تهدد وايران تتحدى
- ماذا بعد الانسحاب من غزة؟
- الارهاب يتجاوز الحدود
- العلاقات السودانية - الأمريكية : العالم ليس أبيض وأسود
- عن الانسحاب من غزة
- تقرير دويلفرعن خطة صدام لحرب العصابات
- على سوريا أن تحمي كبار مثقفيها من المتطاولين
- من انقلاب الى آخر
- مشكلة الغرب النووية مع ايران
- ما وراء فك الارتباط في غزة
- شاتهام هاوس : عملية لندن سببها العراق
- هل نعود الى -حق الأقوى- ؟
- الاعتذارعن الأذى لا يبطل نتائجه ينبغي التعويض
- تصعيد أمريكي- ايراني
- من نتائج رفض الدستور الآوروبي الازمة بين لندن وباريس
- الإسلام السياسي والغرب
- 2/2لماذا عرقل الاسرائيليون خارطة الطريق؟
- مقارنة بين امريكا والامبراطوريات السابقة 2 من 2
- تقرير غربي يميز أنواع الاسلاميين
- مقارنة بين امريكا والامبراطوريات السابقة 1 من 2


المزيد.....




- في أمريكا.. سرعة وراحة فائقة تنتظر الركاب مع إطلاق قطارات فا ...
- في -حفرة الماس- بأركنساس.. عروس تعثر على ماسة نادرة لخاتم خط ...
- ترامب يشير لقمة ثانية مقبلة مع بوتين.. وبيان أوروبي مشترك بع ...
- شاهد: ثوران جديد لبركان جبل إتنا في صقلية.. حممٌ تتدفق وتُذه ...
- البرتغال تُفعّل آلية الحماية المدنية الأوروبية لمواجهة الحرا ...
- مظاهرة شعبية في اليمن رافضة لمخطط إسرائيل الكبرى
- عملية عسكرية وقصف إسرائيلي مكثف على قطاع غزة
- مصر وألمانيا تحذران من خطورة سياسات الاستيطان ورؤية -إسرائيل ...
- الاحتلال يجمد الحسابات البنكية للبطريركية الأرثوذكسية بالقدس ...
- ترامب وبوتين على طاولة قمة ألاسكا.. رؤى متباينة لإنهاء الحرب ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام القروي - هل يعيد النفط السلام الى دارفور؟