أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام القروي - من نتائج رفض الدستور الآوروبي الازمة بين لندن وباريس














المزيد.....

من نتائج رفض الدستور الآوروبي الازمة بين لندن وباريس


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1244 - 2005 / 6 / 30 - 07:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقدر ما بدا الفرنسيون طيلة سنوات حريصين, لا على أن يحيطوا هويتهم الأوروبية بهيكلية مؤسساتية حامية وفاعلة وحسب, وإنما أيضا على أن يكونوا هم القياديون - أو جزءا من النواة القيادية - في البناء الأوروبي, بقدر ما بدوا لحظة رفضهم التصويت على الدستور الأوروبي بالايجاب , وكأنهم يسفهون أعواما من العمل المتواصل والمجهودات المبذولة من طرف قياداتهم الوطنية من اليمين واليسار, أو كأنهم - وهذا ما لن يعجبهم - يعطون الحق لجيرانهم البريطانيين الذين أبدوا الكثير من الحذر في جميع معاملاتهم مع الاطار الأوروبي, وليس أقل الدلائل على ذلك أنهم لم يرضوا باليورو.
رفض الفرنسيون الدستور الأوروبي - الذي هو في الغالب من تحرير رئيسهم السابق فاليري جيسكار ديستان. ولم يقولوا بذلك لا لجيسكار , ولم يقولوا لا لشيراك , ولم يقولوا لا لهولند
( زعيم الحزب الاشتراكي)... وإنما قالوها في الواقع لأوروبا...أو بالأحرى لطريقة لا يرونها صحيحة في بنائها. والأخطر من ذلك, أنهم قالوا كلمتهم , وهم يعلمون مسبقا أن "لا " تعني اسقاط المشروع نهائيا. أي أن أوروبا لن تقوم ولن تستقيم على أساس هذا الدستور المقترح. وإذا أرادت أن تقوم وتستقيم فعليها أن تختار دستورا آخر.
إنه صداع حقيقي بالنسبة لبروكسيل. صداع بالنسبة لأكثر من عشرين دولة أخرى, خاصة منها الدول الجديدة الآتية بأحلام الانسجام والوئام والخروج من ظلام سنوات الشيوعية والديكتاتورية. وقد بدت لا الفرنسية أيضا وكأنها - في الحقيقة - لا لهذه الدول الجديدة التي دخلت أوروبا في "الزحام" وفي لحظة من الفوران والغبطة بانهيار جدار برلين وماوراءه. وهكذا, ما أن مرت بضع سنوات,حتى بدأ البعض يكتشفون ما يكتشفه قدامى الأزواج !
أغلب الملاحظين يرون الآن أن رفض الفرنسيين والهولنديين للدستور الاوروبي سيحد من قدرات الاتحاد الأوروبي على التحرك على الجبهات الدولية الهامة. فمع اندلاع الازمة المفتوحة من جراء الرفض الفرنسي والهولندي للدستور الاوروبي، يجد الاتحاد الاوروبي نفسه امام تحدي الحفاظ على قدرته على التحرك دوليا على جبهات تمتد من ايران الى الصين مرورا بمسألة العلاقات الاطلسية.
وقد رأينا بوضوح كيف فشل قادة دول الاتحاد الاوروبي الـ25 في حوارهم حول مستقبل المعاهدة الدستورية خلال قمة بروكسل في الاسبوع الماضي.وزاد الأمر سوءا, فاندلعت الأزمة بين لندن وباريس, وعادت حليمة لعادتها القديمة (هذا نقوله لمن لا يجهل تاريخ العلاقات الفرنسية - البريطانية) .
ويرى بعض المحللين ان رفض فرنسا وهولندا للنص قد يقود الى اعادة النظر في القيادة المقبلة للبناء الاوروبي.
قال الاسدير موراي مثلا, من مركز الاصلاح الاوروبي الذي يتخذ من لندن مقرا له والقريب من فكر رئيس الوزراء توني بلير, ان "التصويت بالرفض يضر الى حد كبير بتطلعات الاتحاد الاوروبي للعب دور اكبر على الساحة الدولية". وهو يرى ان "نشوب معركة مؤسساتية داخلية جديدة هي آخر ما تحتاج اليه اوروبا في وقت تسعى لتطوير سياساتها حيال دول مثل ايران والصين وروسيا".
والتخلي عن الدستور بحسب فرضية باتت محتملة بعد رفضه في اثنتين من الدول المؤسسة للمشروع الاوروبي، سيعني في المقام الاول التخلي عن اصلاحات جوهرية تهدف الى مساعدة القارة الاوروبية على التحدث بصوت واحد مع العالم الخارجي. فمعاهدة الدستور تضع حدا للعبة الكراسي الموسيقية المتمثلة في الرئاسة نصف السنوية المتناوبة للاتحاد من خلال انتخاب رئيس للمجلس الاوروبي لرؤساء الدول والحكومات وتعيين وزير للخارجية على رأس جهاز دبلوماسي خاص به. والهدف من ذلك ايجاد حل لوضع اختزله وزير الخارجية الاميركي السابق هنري كيسنجر في مطلع السبعينات حين اطلق الدعابة "اوروبا، اي رقم هاتفي؟"
غير ان الممثل الاعلى الحالي للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي الاسباني خافيير سولانا الذي تم اختياره منذ حزيران/يونيو 2004 ليكون وزير الخارجية المقبل عند بدء العمل بالدستور الاوروبي، يرفض ان يرى في الازمة الحالية نذيرا بنزعة انعزالية مقبلة لدى الاتحاد الاوروبي. وصرح غداة الاستفتاء الفرنسي في 29 ايار/مايو بان "الحياة تستمر والاتحاد الاوروبي سيبقى جهة فاعلة".
وقال دبلوماسي من بروكسل ان الاتحاد الاوروبي ليس منطويا على نفسه، مشددا على المفاوضات التي تخوضها المانيا وفرنسا والاتحاد الاوروبي مع ايران بشأن ملفها النووي وعلى التحركات الجديدة في مناطق اخرى مثل دارفور (السودان).
وهذا ما نعلمه , وليس حوله خلاف, وانما المسألة كلها هي في مصداقية السياسة التي لن تتوفر دون أن تكون الدول المعنية متفاهمة فيما بينها. وليس هذه هي الصورة التي تبرز هذه الأيام عن الاتحاد الآوروبي. ونتساءل الآن : هل أن الأزمة القائمة الآن بين لندن وباريس كانت ممكنة لو لم يقل الفرنسيون والهولنديون لا للدستور؟



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام السياسي والغرب
- 2/2لماذا عرقل الاسرائيليون خارطة الطريق؟
- مقارنة بين امريكا والامبراطوريات السابقة 2 من 2
- تقرير غربي يميز أنواع الاسلاميين
- مقارنة بين امريكا والامبراطوريات السابقة 1 من 2
- هل كل هذه الاعمال -استفزاز أقلية-؟
- خطط البنتاغون للحرب الاعلامية
- العميل بابل الذي أرق اسرائيل
- أوروبا والعراق وملف الارهاب
- دليل البقاء للصحفيين
- نساء مصر وبلطجية الحزب الوطني
- في كتاب هام للباحث حسن المصدق يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت ...
- المسلمون في الانتخابات البريطانية
- الاعلام المضلل
- الاشتراكية الدولية في فلسطين
- أين تتجه سوريا ؟
- -دار الحرية - والتمييز ضد النساء في الدول العربية
- النساء يتفوقن على الرجال في تونس
- صدام حاول تمويل حملة اعادة انتخاب الرئيس شيراك
- العرب في أمريكا


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام القروي - من نتائج رفض الدستور الآوروبي الازمة بين لندن وباريس