أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام القروي - المسلمون في الانتخابات البريطانية














المزيد.....

المسلمون في الانتخابات البريطانية


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1213 - 2005 / 5 / 30 - 04:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن نتائج الانتخابات البريطانية التي أجريت هذا الشهر مفاجئة للمراقبين. فبشكل عام, كنا نتوقع فوز حزب العمال, بقطع النظر عن الجدل الدائر حول أحقية توني بلير بالزعامة أم لا. ولكن الانتخابات البريطانية قدمت من ناحية أخرى وجها ناصعا للديمقراطية التي تمكن الأقليات الدينية من الترشح والتصويت وبلوغ البرلمان أيضا...أي المشاركة في صنع القرار السياسي.
من ناحية أولى , تمكن طوني بلير رئيس الحكومة البريطانية، وزعيم حزب العمال، من الفوز بالانتخابات البرلمانية العامة للمرة الثالثة على التوالي، ليحقق لنفسه ولحزبه نجاحا منقطع النظير. إذ يكون بلير بفوزه في هذه الانتخابات أول زعيم عمالي ينجح في الفوز بثلاث دورات متتالية، وهو نجاح لم يحققه حزب العمال في تاريخه السياسي. وكشفت النتائج الأولية المعلنة أن حزب العمال حقق فوزا، مصحوبا بتراجع في حجم مقاعده في البرلمان، قياسا بالدورة البرلمانية السابقة، إذ تشير النتائج إلى أن عدد مقاعد حزب العمال قد تقلص مبـ91 مقعدا، عن آخر انتخابات عامة. وتشير النتائج الأولية إلى حصول حزب العمال على 353 مقعدا، متبوعا بحزب المحافظين بـ 197 مقعدا، فحزب الأحرار الديمقراطيين بـ 60 مقعدا.
واعتبر بعض المراقبين هذا النجاح مكسبا تاريخيا للعمال, لا سيما وأن اسقاط النظام البعثي في العراق عن طريق الحرب سبب احتجاجات واعتراضات كثيرة على سياسة توني بلير الخارجية, في الوقت الذي يعاني فيه جنود بريطانيا من كل ما يعاني منه زملاؤهم الأمريكيون في العراق, وربما زيادة... بسبب الترسبات التاريخية.
وقد رأينا هذا التيار الاحتجاجي ينجح الى حد ما في اضعاف المرشحين العماليين. ولعل الرسالة الأقوى في هذا الصدد جاءت من دائرة "بنتال غرين"، التي ألحق فيها جورج غالوي، هزيمة مرة وقاسية، بمرشحة حزب العمال، المقربة من بلير، والتي كانت تتقدم في انتخابات العام 2001 على منافسيها بأكثر من 10 آلاف صوت. ويبدو أن المسلمين البريطانيين اختاروا هذه الدائرة بالذات، ليوجهوا رسالة عتاب قاسية لبلير بشأن الحرب على العراق. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الناخبين في تلك الدائرة صوتوا على قاعدة الموقف من الحرب على العراق، وهي الحرب التي تزعم جورج غالوي معارضتها بقوة، وطرد بسببها من حزب العمال، وأيدتها بقوة فيونا كينغ، المرشحة التقليدية للعمال في تلك الدائرة.
ولم يخف غالوي، الذي يحظى بشعبية منقطعة النظير بين مسلمي بريطانيا، سروره بالفوز في الانتخابات، التي رأى فيها ردا للاعتبار لشخصه، وعقابا لبلير على مواقفه. وخاطب غالوي أنصاره، الذين يحتفون به كفاتح قادم من مرتفعات سكوتلاندا، بعد إعلان فوزه، بأن الشعب البريطاني سيطارد بلير، ولن يغفر له قرار الحرب على العراق. واعتبرت وسائل الإعلام البريطانية أن أكبر ضربة وجهت خلال الانتخابات لرئيس الحكومة جاءته من غالوي، الذي لا يتردد في انتقاد بلير بقسوة وسخرية لاذعة.
وكما نلاحظ , فإن المسلمين البريطانيين وجدوا طريقهم الى البرلمان مرة أخرى , وهو أمر ملفت للنظر. نجح مسلمو بريطانيا في مضاعفة عدد المقاعد البرلمانية التي تمثلهم، إذ انتقل عدد النواب المسلمين من 2 إلى 4، بعد أن وفق شهيد مالك، وصدّيق خان في الدخول للبرلمان، لأول مرة، في حين تمكن كل من محمد سروار وخالد محمود من الحفاظ على مقعديهما، وهو الأمر الذي رحب به المسلمون، لكن قطاعات منهم تسجل بأن العدد الذي يمثلهم أقل بكثير من نسبتهم السكانية، مشيرين إلى أنه يتوجب أن يكون في البرلمان 20 نائبا مسلما على الأقل، حتى يعكس حجم نسبتهم السكانية.
وإذا كان المسلمون يعتقدون أن الانتخابات جرت في ظروف استثنائية، بسبب استمرار تداعيات الحرب على العراق، فإنهم حققوا بحسب مسؤولين في الرابطة الإسلامية، وهي أحد أهم المنظمات الإسلامية العاملة على الساحة البريطانية، نتائج مرضية. واعتبرت الرابطة أنها دعمت ما يقرب عن 20 مرشحا عن مختلف الأحزاب السياسية، تمكن 18 مرشحا منهم من الفوز. ويبدو أن الرابطة الإسلامية عوّلت على قدرتها على التأثير في ما يقرب عن 40 دائرة انتخابية.
والواضح أن مسلمي بريطانيا برزوا في انتخابات مايو (أيار) 2005، كقوة مؤثرة، تنافست على الاقتراب منهم، وكسب دعمهم، كل الأحزاب البريطانية، لاسيما الأحزاب السياسية الرئيسية.
وعلى الرغم من محاولة تشويش بعض التيارات المتطرفة على دور المسلمين في الحياة السياسية، من خلال محاولة الترويج لمقولات من قبيل تحريم الانتخابات، إلا أن المسلمين ومن خلال اندراجهم الإيجابي والفاعل في الانتخابات البرلمانية، يكونون قد أسسوا لمرحلة جديدة من تاريخهم، ودورهم في الحياة العامة البريطانية. وهو تحد يفرض عليهم الخروج من العمل السياسي الهاوي وغير المدروس، إلى مرحلة تقوم على الاحتراف ودخول المعترك السياسي من بابه الواسع.
وأيا كان الأمر, فإن اشراك المسلمين في انتخابات دول ديمقراطية وعلمانية , يفترض أن يكون مسألة بديهية كإشراك اليهود أو الكاثوليك أو البوذيين... أي أنه حق يضمنه القانون, وليس منة من أحد. وليس الغريب بالتالي أن يصل بعضهم الى البرلمان , ولكن الغريب أن يستبعدوا ويهمشوا... في الدول الديمقراطية!



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعلام المضلل
- الاشتراكية الدولية في فلسطين
- أين تتجه سوريا ؟
- -دار الحرية - والتمييز ضد النساء في الدول العربية
- النساء يتفوقن على الرجال في تونس
- صدام حاول تمويل حملة اعادة انتخاب الرئيس شيراك
- العرب في أمريكا
- خاص بالمطبعين مع اسرائيل
- الفلسطينيون في أوروبا يصدرون إعـلان فيينـا للتمسك بحق العودة
- حملة المقاطعة الاكاديمية لاسرائيل تتطور
- قانون الانتخابات اللبناني ... هل هو سوري أم لبناني؟
- قضية للمناقشة : هل الدبلوماسية الفلسطينية لها مصداقية؟
- أخطر مهنة في العالم
- انتهاكات حقوق الفلسطينيين من طرف سلطتهم
- جلادون في خدمة الولايات المتحدة
- لجنة للدفاع عن الفتيات المحجبات في فرنسا
- أرقام جديدة عن الولايات المتحدة
- رامسفيلد والعراق
- اعادة الاستقرار الى العراق
- مناهج التعليم الإسرائيلية والصراع


المزيد.....




- منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سب ...
- استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية ...
- بلينكن ناقش محادثات السلام مع زعيمي أرمينيا وأذربيجان
- الجيش الأميركي -يشتبك- مع 5 طائرات مسيرة فوق البحر الأحمر
- ضرب الأميركيات ودعم الإيرانيات.. بايدن في نسختين وظهور نبوءة ...
- وفد من حماس إلى القاهرة وترقب لنتائج المحادثات بشأن صفقة الت ...
- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...
- سيجورنيه: تقدم في المباحثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام القروي - المسلمون في الانتخابات البريطانية