أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - هشام القروي - مناهج التعليم الإسرائيلية والصراع














المزيد.....

مناهج التعليم الإسرائيلية والصراع


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1174 - 2005 / 4 / 21 - 11:08
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


يلح الاسرائيليون كثيرا على ضرورة أن يغير العرب وخاصة منهم الفلسطينيون برامجهم التربوية حتى تتماشى مع التوجه نحو التسوية السلمية للصراع, ولكن ماذا عن مناهج التعليم الاسرائيلية نفسها؟
صدر قانون التعليم العام الاسرائيلي عام 1949م وفي عام1953 صدر قانون إلزامية التعليم، وحاولت الدولة العبرية بناء مؤسسات تعليمية تقوم على أساس المبادئ الصهيونية لخلق مجتمع يهودي يدين بالولاء للصهيونية العلمانية ويرتبط بشكل كبير بالأرض، لذا أنشئت المدارس العلمية والدينية لتخريج الطلاب المتشبعين بالأفكار الصهيونية.
وضع قانون التعليم الإسرائيلي على أساس قيم الثقافة اليهودية، وتحصيل العلوم ومحبة الوطن والولاء لدولة إسرائيل والشعب اليهودي والتدرب على العمل الزراعي والحرفي وتحقيق مبادئ الريادة.
لكن صورة الإنسان العربي في أدبيات الأطفال اليهود لم تتغير منذ تأسيس الدولة، فالنظرة تجاه الإنسان العربي بقيت عدائية، ولم يحلّ محلها أي نظرة احترام أو محبة، وتدعو هذه الكتب إلى إعادة العرب إلى الصحراء وإحلال اليهود مكانهم لأن "هذه أرض اليهود" ، وتصور العربي بأنه شجرة بلا جذور يمكن اقتلاعها في أي وقت ومتى تشاء, و صدرت العديد من القصص والكتب التي تؤكد على مثل هذه النظرة وتحاول مسح دماغ الأطفال ووضع صورة كريهة للعربي في عقل التلميذ, كالزعم أن اتفاقيات السلام عمّقت الحقد والكراهية في المجتمع الإسرائيلي.
لقد كان لمدينة القدس نصيب واهتمام خاص من قبل المؤلفين الصهاينة لما تمثله من أهمية، لذا فقد ارتكزت السياسة التربوية الصهيونية تجاه المدينة المقدسة على الأمور التالية:
1. التنكر للوجود التاريخي الإسلامي في المدينة المقدسة واعتبارها مدينة يهودية يقترن وجودها التاريخي بالمؤسسات والمعابد والهياكل اليهودية.
2. اعتبار المساجد والكنائس أماكن أثرية أبدية يهودية تم بناؤها على أنقاض المعابد اليهودية.
3. تمثل القدس رمز الاستعلاء والتفوق لأنها مجتمع الصفوة اليهودية .
4. اعتبار الفتح العربي للقدس احتلالا طال أمده انتهى بقيام إسرائيل.
5. يعتبر احتلال القدس من قبل اليهود نعمة على أهلها لأنها شهدت في هذا العهد سائر أنواع التقدم.
6. اعتبار العرب والمسلمين في القدس مجرد طوائف وأقلية غير أصلية.

وتقول بعض الدراسات الحديثة إن العديد من الكتب التي ألفت للتلاميذ اليهود في المدارس العامة تعكس هذه التوجهات العدائية ، وتحمل سلسلة "المجموعة الرائعة عن الأرض الطيبة" التي صدرت عن وزارة المعارف عام 1986م وهي مخصصة للمدارس اليهودية الدينية مختارات من التوجيهات الدينية والشعر والقصة اليهودية. وقد ورد عنوان" لمن هي أرض إسرائيل " في هذه السلسلة, حيث يؤكد المؤلف على أن أرض إسرائيل هي لليهود ولكن جاءت شعوب أخرى كالإسماعيليين - "العرب"- واحتلوها لفترة طويلة كانت فيها هذه المنطقة خراباً ودماراً ً، ويؤكد الكتاب على جمال الطبيعة وأن هذه أرض السمن والعسل التي منحت من قبل الرب " لشعبه المختار". وهناك كتاب الجولان والجليل بأقسامه، والكرمل وشمال البلاد، حيث يعتبر المؤلف الجولان جزءاً من أرض إسرائيل ويبحث في مناطق وطرق الجولان وقطاع غزة، ويورد نماذج صور للقرى العربية في منطقة القدس إلى جانبها نماذج للمباني اليهودية من أجل الإيحاء للقارئ بمدى التطور الذي حصل بسبب قدوم اليهود.
ومن الكتب الأخرى التي وضعت للتلاميذ اليهود من أجل دراستها وترسيخ مفاهيم معينة لديهم كتاب تحولات جغرافية الشرق الأوسط لمؤلفه البروفيسور أرنون سوفير ويلاحظ أن هذا الكتاب يتحدث عن الشرق العربي دون أن يأتي مطلقاً على ذكر العرب في المنطقة التي سكنوها إلاّ من خلال التقليل من شأنهم ووصفهم بالمتغلغلين !
أما عن التطورات التي تحصل في الخليج العربي فيرى أنها خطيرة حيث يرى أن امتداد الطرق والتطور العلمي وواردات النفط الكبيرة يمكن أن تهيئ لقيام دولة قوية في الخليج مع وجود أصولية إسلامية هناك بسبب وجود الأماكن المقدسة لدى المسلمين في تلك المنطقة ويرى أن شرق الأردن هي جزء من أرض إسرائيل وفيها أماكن خاصة باليهود مثل نبو وجلعاد.
وعندما يتحدث الكتاب اليهود عن الأقلية العربية التي تعيش في إسرائيل فإنهم يعمدون إلى تزوير العديد من الحقائق , فهم يعتبرون الضفة والقطاع أراضٍ إسرائيلية تم احتلالها من قبل العرب ويضيفون إلى ذلك تحميل المواطنين العرب مسؤولية الهرب من هذه الأراضي عام 1948 .
وبالرغم من اتفاقيات السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل و الأردن, يلاحظ أن المفاهيم الأساسية في العملية التربوية الصهيونية لم تتغير كثيرا.



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الآخر- في البرامج التعليمية
- الدعم الأمريكي لاسرائيل بالأرقام
- أزمة هوية في اسرائيل
- بذور حرب اهلية في اسرائيل
- وولفويتز والعراق
- قراءة للخريطة الحزبية في مصر
- عدو مصر ... الفقر
- التعذيب بالوكالة
- حماس وعصر ما بعد عرفات
- مفاوضات حماس وكتائب الاقصى
- هل تعهد بوش لشارون بالمساعدة في قضيةالاستيطان بالضفة؟
- الامبراطورية الصغيرة
- إذا رفعت أمريكا صوتها يسمعونها
- شهادة جو فضول أمام مجلس الشيوخ الفرنسي
- استعداد اسرائيلي لضرب ايران
- ظروف مصرية
- الحج الى اسرائيل
- مارس8 الاسرائيلي
- بهية الحريري كرئيسة حكومة
- شارون يعلن تجميد العملية السلمية


المزيد.....




- مؤسسة خيرية بريطانية تحذر من خطر ترحيل أطفال اللاجئين إلى رو ...
- حجم الدمار في غزة أكبر من أوكرانيا وفق الأمم المتحدة
- ما العواقب التي قد تترتب على صدور مذكرة اعتقال دولية بحق نتن ...
- منظمات إنسانية دولية والأمم المتحدة تحذر من عواقب اجتياح رفح ...
- منظمة الهجرة تعلل سبب مغادرة اللاجئين السوريين للبنان بوتيرة ...
- الجيش الإسرائيلي يحول عددا من مدارس غزة إلى مراكز اعتقال وتع ...
- هكذا تعتمد إسرائيل على المقاتلين الأجانب في ارتكاب جرائم حرب ...
- إعدام -قاتل البحيرة- في مصر..كيف يرى القانون جرائم رد الفعل؟ ...
- الأونروا تتحدث عن -شاحنات تنقل جثثا من إسرائيل إلى غزة-
- مسؤول بالأمم المتحدة: هجوم رفح يلوح -في الأفق القريب- 


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - هشام القروي - مناهج التعليم الإسرائيلية والصراع