أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام القروي - شارون يعلن تجميد العملية السلمية














المزيد.....

شارون يعلن تجميد العملية السلمية


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1126 - 2005 / 3 / 3 - 10:47
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ردد الاسرائيليون بالطريقة الببغائية المألوفة نفس "الأغنية" التي لا تطرب سواهم, والتي جوهرها أن السلطة الفلسطينية لا تفعل شيئا لمقاومة الارهاب. نذكر جميعا كيف كان الناطق الرسمي باسم شارون ادعى بعيد انتخاب محمود عباس رئيسا للسلطة محاولة الرئيس مبارك التوسط لاستئناف التفاوض في شرم الشيخ, أن العمليات التي قد تقوم بها فصائل المقاومة الفلسطينية لن تزعزع مسار السلام, مما يعني أنها لن تدفع الاسرائيليين على رد الفعل بعنف, حتى لا يتضرر السياق الذي يراد ترسيخه. بيد أن اسرائيل ليست الى هذا الحد واثقة من قدرتها على الوصول بمسار المفاوضات الى غايته. فيكفي تنفيذ عملية هنا وعملية هناك, حتى تنعقد دائرة الدم من جديد حول عنق شارون, ويرى "أحمر".وانظروا ماذا يحدث : لقد قال رئيس الوزراء الاسرائيلي أول امس انه لا يمكن تحقيق تقدم في عملية السلام في الشرق الاوسط الا اذا قامت السلطة الفلسطينية بمحاربة الجماعات الفلسطينية المسلحة (المقاومة) بشكل فعال· وكرر ذلك في بداية اجتماع الحكومة الاسبوعي لن يحدث اي تقدم سياسي اذا لم تحارب السلطة الفلسطينية الارهاب · وهذا أول رد فعل لشارون على الهجوم الانتحاري أمام ملهى في تل أبيب الجمعة اسفر عن مقتل اربعة اسرائيليين· وهو أول هجوم منذ اعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقفا لاطلاق النار في قمة عقدها مع شارون في شرم الشيخ في الثامن من فبراير· وقال شارون، في مستهل الجلسة إنه يتم تجميد الاتصالات مع السلطة الفلسطينية في حال عدم محاربتها للإرهاب · وأضاف : نحن على يقين أن أوامر تنفيذ العملية وصلت من الجهاد الإسلامي في سوريا (...) لكن هذا لا يزيل المسؤولية عن كاهل السلطة الفلسطينية ولا يعفيها من مسؤولية العمل ضد شركاء منفذ العملية· والاختبار الفوري للسلطة الفلسطينية هي العمل وبصرامة ضد حركة الجهاد الإسلامي ·وهكذا , ففي جملتين صغيرتين طرح الجنرال شارون كامل "جهاز تفكيره" الذي لم يصب بخلل رغم تقدم سنه, لأنه قد يكون ربما الوحيد في الجانب الاسرائيلي الذي يدرك جيدا في قرارة نفسه أن أي تقدم سياسي لن يحصل في عهده هو, طالما بقي على اصراره أن الفلسطينيين ليسوا شركاء , حتى وان كان قائدهم محمود عباس يدعي ذلك , بل هم في عين شارون وجهازه الحكومي مجرد "أشخاص يمكن استعمالهم من موقع السلطة لمحاربة أشخاص آخرين من موقع المعارضة في بلد مجاور أغلبيته الغالبة معادية لاسرائيل".قد يرى البعض أن هذا المنطق بدائي, وأنه لم يعد يصلح في هذه الأيام التي تغير فيها كل شيء تقريبا. ولا شك أن كل شيء تغير فعلا, وفي العالم كله منذ بدايات الانهيارات الكبرى في أوروبا الشرقية , وسقوط جدار برلين , ونهاية عصر الكتل والاستقطاب الثنائي, وقيام أوضاع مختلفة في أوروبا, حتى أن بعض الأوراق الاستراتيجية الأمريكية الصادرة بعد 11 سبتمبر 2001 تتحدث عن "تغيرفي النموذج المعرفي الاستراتيجي ". وكل هذا لا ينفي أن أمرين لم يتغيرا : أولهما الوضع في فلسطين , وثانيهما ذلك "الجهاز" الغريب الموجود في رأس شارون !الحقيقة أن الاسرائيليين – ومعهم الامريكيون الذي يسندونهم – لم يفهموا بعد أن هناك أشياء لا يمكن أن تتحقق لهم عن طريق طرف آخر , وفي مقدمتها حرياتهم الفردية والعامة وأمنهم العام والخاص. هذا ما لا يمكن أن يوفره لهم محمود عباس. وفي الجانب الآخر, يمكن أن نلاحظ أن الفلسطينيين اقتربوا أكثر من هذه الحقائق , عندما قرروا أن الحرية تفتك ولا تعطى, وأن حياتهم ليست منة من أحد وإنما هي هبة الرحمان.ولا شك أن هناك نقطة وسطى يمكن أن يجتمع فيها الطرفان , ولا نقصد نقطة جغرافية – كشرم الشيخ أو سواها – وإنما نقطة في السياق النفسي والعقلي الذي هو قاسمنا المشترك كبشر. فالاسرائيليون والفلسطينيون كبشر , لهم نفس الحاجيات : حب الحرية والسلام والعدل هي غاية الناس جميعا, فلماذا يحرم منها الفلسطيني وجاره اليهودي ؟ لا بد من حلول وسطى , عادلة وعقلانية , لا يضطر فيها أحد الى اراقة ماء وجهه, ولا يتصرف فيها أحد كأنه "السيد" وبقية الناس "عبيد". اذا أدرك شارون هذا , فإنه لن يطالب محمود عباس بتوفير ما لا يمكن الأمن الاسرائيلي نفسه أن يوفره في هذه الظروف. وبالمقابل, يمكن للسياق أن يتقدم, إذا اتخذ الاسرائيليون الخطوات الشجاعة والضرورية التي تتمثل في اعادة الحقوق لأصحابها, حسب قرارت واتفاقات دولية معروفة. ودون ذلك, فسيضطر الاسرائيليون الى اعادة تلك الحقوق بالاكراه, لأنه طالما بقي فلسطيني واحد على وجه الأرض , فإنه سيهددهم.



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهمة بوش انتهت في العراق
- هل أوروبا تحتضر ؟
- حول الشراكة الاستراتيجية الاوروبية الامريكية
- الذين يكرهون الحرية يكرهون الانترنت
- بوش في أوروبا
- الفلسطينيون في المهجر الاوروبي
- تهديدات ارهابية جديدة
- لم يبق لسوريا خيارات سوى الانسحاب من لبنان
- اغتيال الحريري مثال لثقافة العنف السياسي
- الخروج من الدائرة المقفلة
- تهديد لايران ومناورات في باكستان وشكوك في السعودية ومصر
- الانتخابات العراقية في نظر الفرنسيين
- هل تزحزح رايس شارون؟
- ضرورات السياق السياسي في الصراع العربي الاسرائيلي
- هل أنت مع بقاء القوات الدولية في العراق أم لا؟
- محاسبة مجرمي الحرب في أفغانستان
- العالم الذي تعيش فيه: منتدى دافوس الاقتصادي
- رأي لوالرشتاين
- السودان: خطوات تستحق التشجيع
- حساب الربح والخسارة بين الاسرائيليين والفلسطينيين


المزيد.....




- بايدن: دعمنا لإسرائيل ثابت ولن يتغير حتى لو كان هناك خلافات ...
- تيك توك تقاتل من أجل البقاء.. الشركة الصينية ترفع دعوى قضائي ...
- بيلاروس تستعرض قوتها بمناورات عسكرية نووية وسط تصاعد التوتر ...
- فض اعتصامين لمحتجين مؤيدين للفلسطينيين بجامعتين ألمانيتين
- الولايات المتحدة لا تزال تؤيد تعيين الهولندي ريوتيه أمينا عا ...
- -بوليتيكو-: واشنطن توقف شحنة قنابل لإسرائيل لتبعث لها برسالة ...
- بحوزته مخدرات.. السلطات التونسية تلقي القبض على -عنصر تكفيري ...
- رئيسة -يوروكلير-: مصادرة الأصول الروسية ستفتح -صندوق باندورا ...
- سماع دوي إطلاق نار في مصر من جهة قطاع غزة على حدود رفح
- انتخابات الهند: مودي يدلي بصوته على وقع تصريحاته المناهضة لل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام القروي - شارون يعلن تجميد العملية السلمية